الإعلام الجانح

الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قدم نموذجاً للمسئول الذي يجيد التعاطي مع الإعلام في الأزمات، نامت كل العيون ( بما فيها غالبية قنواتنا التليفزيونية) وظلت عيون القائمين على أزمة السفينة الجانحة ساهرة طوال الأيام الست الماضية، وفي المقدمة منهم الفريق أسامة ربيع، إكتسب الرجل ثقة وسائل الإعلام العربية والعالمية بعد يوم واحد من الأزمة، فكان المصدر الرئيسي لمعلوماتها..

ولم يضق صدره بفضول الصحفيين ورغبتهم في المزيد من المعلومات، ننام في وقت متأخر من الليل على تصريحاته، وتؤرقنا الأزمة فنصحو فجراً لنجد جديداً تحمله تصريحاته، وفي السادسة من صباح اليوم استيقظنا على صوته وهو يدلي بتصريحات لقناة سكاي نيوز لتنقلها عنها المواقع والصحف العالمية.

أنستنا مصداقية الفريق أسامة ربيع تأخر إعلامنا المحلي في إلقاء الضوء على الحدث الأهم، فلا تضارب في تصريحاته ولا تناقض، ربما ليقينه أن أهمية قناة السويس عالمياً دفعت العديد من القنوات الاستعانة بتقنيات عالية لمعرفة الوضع الحقيقي للسفينة الجانحة، تلك المصداقية، وهذه الجدية في التعامل مع الحدث جعلت الكثيرين يلقون باللوم على مسئولين آخرين تضاربت تصريحاتهم الخاصة بأزمات أخرى، وهو ما وضعنا تحت طائلة إعلام خارجي يهتم بالتفاصيل ليحول الأزمة إلى أزمات.

صباح اليوم.. قدمت قناة سكاي نيوز عربية نموذجاً يقتدى به في تغطية الأزمات، ففي الوقت الذي تعرض فيه قنواتنا إعادات لبرامج الأمس بما تتضمنه من معلومات قديمة خاصة بالسفينة الجانحة.

كانت سكاي نيوز تبث على الهواء مباشرة تصريحات للفريق أسامة ربيع، وجميعها يحمل انفراجة في الأزمة، حيث تحركت السفينة أكثر من مائة متر بعيداً عن الشاطئ، ولم يبخس الرجل حق الإمداد الهولندي الذي ساهم في تحريك السفينة، ولا الإمداد الإيطالي الذي سيبدأ في المساعدة.

لم تكتف سكاي نيوز بالنقل المباشر من خلال تصريحات رئيس هيئة قناة السويس، لكنها أبقت على مراسلها في مكان الحدث لتنقل من خلاله كل جديد، ولم يعلن الفريق أسامة ربيع عن انتهاء الأزمة، لكنه أعلن عن انفراجة كبيرة تمثل ثمانين في المائة، والنسبة المتبقية تتمثل في فحص السفينة بعد تحويلها إلى منطقة البحيرات.

تغطية سكاي نيوز عربية ما هي إلا درساً لإعلام إعتاد الجنوح، والتعاطي الإعلامي للفريق أسامة ربيع مع الأزمة  يجب أن يستفيد منه مسئولون  اعتادوا الجنوح بتصريحاتهم.

besheerhassan7@gmail.com