من هو نقيب الصحفيين القادم؟
يتربع مبنى نقابة
الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة، شامخًا في غير كِبْر وجميلاً في غير
دِعة، ومُعَبِرًا من دون كلام، إنَّه المعنى والمبنى والمغزى والرمز؛ فكل شبرٍ من ذلك
المبنى يُوثِّق قصة كفاح تستحق أن تُروى لأبناء مهنة طالما ضحوا للحصول على شرعيتها
من أعمارهم وحياتهم.
وخلال أيام ستضع المنافسة الانتخابية على مقعد نقيب الصحفيين القادم أوزارها، وسيحسم الصحفيون موقفهم واختيارهم للتصويت على الاسم الذي سيمثلهم ويحمل على عاتقه همومهم وقضاياهم؛ والسؤال الآن «من يا تُرى ذلك النقيب القادم؟».. إن الإجابة على ذلك السؤال يحملها كل صحفي محتفظا بها سرا بينه وبين نفسه محددا شروطه غير المعلنة والتي لن تخرج عما يلي من معايير:
صحفي حتى النخاع
نقيب الصحفيين القادم، هو صحفي حتى النخاع كتب الخبر والتحقيق والحوار الصحفي ومارس التغطية الميدانية؛ فدوَّن مادته التي سجَّلها أرشيفه، تارةً على رصيف الشارع وأخرى على المقهى وثالثة في المواصلات العامة؛ فعينه «رادار صحفي» يرى ويحلل ويرتب ما يراه مناسبا لتصعيده إلى صانع القرار ليستنير بقلمه السياسي وينتصر بمداده المظلوم ويرتدع بأثره المنحرف، وهو قارئ لمشهد الشارع قبل أن يكون كاتبا عنه؛ يدرك «رسالة المهنة ومهنة الرسالة» ينتمي للخبر الصحفي الموضوعي؛ فطباعه المحكومة بضميره توجهه إلى موضوعية يريدها ناصعة وإن أبى الواقع إلا تلوينها، ويبغيها مضيئة ولو حاول المضللون حجب شعاع الشمس عنها.
نقيب الصحفيين القادم، مرتبط عضويًا بكيانه النقابي فالزملاءُ أمامه كأسنان المشط، لا فرق لديه بين يساري أو يميني، لا يعرف «التصنيف السياسي» إلى حياديته سبيلاً، هادئ في غير استكانة وصادح بالحق في غير حنجورية.. متزن في غير موائمة.. قوي من دون تهور.. يعي جيدًا متى يتكلم ومتى يصمت، مكتبه ليس له باب ومعاونوه من دون وساطة، هاتفه متاح دائمًا ومفتوح باستمرار، ليس محاميًا لكنه قارئ للقانون، ليس قديسا ولكنه ينشد الكمال، ليس طبيبا لكنه جابر لخواطر زملائه، ليس ساحرا لكنه يجيد توحيد زملائه على موقف واحد، من أجل إعلاء راية المهنة.
خبرة الشيوخ وحماس الشباب
نقيب الصحفيين القادم، يحمل فكرا مهنيا متفردا يمزج بين إرث وافر من خبرة شيوخ المهنة وأقطابها وحماس متوقد من حيوية شبابها وفتيانها.. فارس سيفه القلم وجواده الورق النقي، ولسانه الحوار العقلاني الفاعل، والقادر به على إيصال الصورة الحقيقة عن الصحافة.. مثقف على علاقة بالسلطة في غير صفقات.. يدرك حساسية المرحلة الراهنة ويمكنه أن يجلي عن ذهن صاحب القرار ما علق به من صورة ليست حقيقية عن صاحبة الجلالة؛ فيصل به إلى قناعة مؤكدة بأن الكلمة القوية سلاح الفكر الذي يخاطب العقل ويترجم قوة الدولة وسياستها الحقيقة دونا عن «ديكورية الأداء في المشهد السياسي».
نقيب الصحفيين القادم يجني للنقابة ثمار جهده ولا يجني من النقابة لنفسه.. يمثل الصحفيين ولا يمثل عليهم.. يقرأهم ولا يقرأ عنهم.. يفهمهم ولا يفهم منهم..ينتصر لهم ولا يستنصر بهم.. يريد تحقيق مصالحهم قبل كسب أصواتهم..
وفي النهاية تبقى تلك المعايير جميعها رؤية ذاتية يراها كل صحفي وفق رؤيته الذاتية ومبرراته وعطاء كل مرشح؛ فيراها كل في مرشحه الذي سيختاره على مقعد النقيب، وقد تتوافر في جميع المرشحين فيضطر الناخب إلى إجراء مقارنة صعبة.. وتبقى انتخابات نقابة الصحفيين نموذجًا يحتذى في الممارسة الديمقراطية.
khaledmattar53@gmail.com
وخلال أيام ستضع المنافسة الانتخابية على مقعد نقيب الصحفيين القادم أوزارها، وسيحسم الصحفيون موقفهم واختيارهم للتصويت على الاسم الذي سيمثلهم ويحمل على عاتقه همومهم وقضاياهم؛ والسؤال الآن «من يا تُرى ذلك النقيب القادم؟».. إن الإجابة على ذلك السؤال يحملها كل صحفي محتفظا بها سرا بينه وبين نفسه محددا شروطه غير المعلنة والتي لن تخرج عما يلي من معايير:
صحفي حتى النخاع
نقيب الصحفيين القادم، هو صحفي حتى النخاع كتب الخبر والتحقيق والحوار الصحفي ومارس التغطية الميدانية؛ فدوَّن مادته التي سجَّلها أرشيفه، تارةً على رصيف الشارع وأخرى على المقهى وثالثة في المواصلات العامة؛ فعينه «رادار صحفي» يرى ويحلل ويرتب ما يراه مناسبا لتصعيده إلى صانع القرار ليستنير بقلمه السياسي وينتصر بمداده المظلوم ويرتدع بأثره المنحرف، وهو قارئ لمشهد الشارع قبل أن يكون كاتبا عنه؛ يدرك «رسالة المهنة ومهنة الرسالة» ينتمي للخبر الصحفي الموضوعي؛ فطباعه المحكومة بضميره توجهه إلى موضوعية يريدها ناصعة وإن أبى الواقع إلا تلوينها، ويبغيها مضيئة ولو حاول المضللون حجب شعاع الشمس عنها.
نقيب الصحفيين القادم، مرتبط عضويًا بكيانه النقابي فالزملاءُ أمامه كأسنان المشط، لا فرق لديه بين يساري أو يميني، لا يعرف «التصنيف السياسي» إلى حياديته سبيلاً، هادئ في غير استكانة وصادح بالحق في غير حنجورية.. متزن في غير موائمة.. قوي من دون تهور.. يعي جيدًا متى يتكلم ومتى يصمت، مكتبه ليس له باب ومعاونوه من دون وساطة، هاتفه متاح دائمًا ومفتوح باستمرار، ليس محاميًا لكنه قارئ للقانون، ليس قديسا ولكنه ينشد الكمال، ليس طبيبا لكنه جابر لخواطر زملائه، ليس ساحرا لكنه يجيد توحيد زملائه على موقف واحد، من أجل إعلاء راية المهنة.
خبرة الشيوخ وحماس الشباب
نقيب الصحفيين القادم، يحمل فكرا مهنيا متفردا يمزج بين إرث وافر من خبرة شيوخ المهنة وأقطابها وحماس متوقد من حيوية شبابها وفتيانها.. فارس سيفه القلم وجواده الورق النقي، ولسانه الحوار العقلاني الفاعل، والقادر به على إيصال الصورة الحقيقة عن الصحافة.. مثقف على علاقة بالسلطة في غير صفقات.. يدرك حساسية المرحلة الراهنة ويمكنه أن يجلي عن ذهن صاحب القرار ما علق به من صورة ليست حقيقية عن صاحبة الجلالة؛ فيصل به إلى قناعة مؤكدة بأن الكلمة القوية سلاح الفكر الذي يخاطب العقل ويترجم قوة الدولة وسياستها الحقيقة دونا عن «ديكورية الأداء في المشهد السياسي».
نقيب الصحفيين القادم يجني للنقابة ثمار جهده ولا يجني من النقابة لنفسه.. يمثل الصحفيين ولا يمثل عليهم.. يقرأهم ولا يقرأ عنهم.. يفهمهم ولا يفهم منهم..ينتصر لهم ولا يستنصر بهم.. يريد تحقيق مصالحهم قبل كسب أصواتهم..
وفي النهاية تبقى تلك المعايير جميعها رؤية ذاتية يراها كل صحفي وفق رؤيته الذاتية ومبرراته وعطاء كل مرشح؛ فيراها كل في مرشحه الذي سيختاره على مقعد النقيب، وقد تتوافر في جميع المرشحين فيضطر الناخب إلى إجراء مقارنة صعبة.. وتبقى انتخابات نقابة الصحفيين نموذجًا يحتذى في الممارسة الديمقراطية.
khaledmattar53@gmail.com