رئيس التحرير
عصام كامل

56 عاما على غياب منيرة المهدية.. السلطانة التي تربعت على عرش الفن والوطنية

سلطانة الطرب منيرة
سلطانة الطرب منيرة المهدية
نافست أم كلثوم عند ظهورها، فظلت تؤرقها سنوات، وهددتها بالفشل، هي أول مغنية مصرية في العصر الحديث، إنها منيرة المهدية مطربة التخت الشرقاوية التي لقبت بسلطانة الطرب، تربعت على عرش الطرب بعد أن عرفها جمهور القاهرة مطربة وراقصة في مقاهي الأزبكية، فقد كانت من أوائل المطربات التي وقفت على خشبة المسرح.


فى مثل هذا اليوم 11 مارس عام 1965، رحلت سلطانة الطرب منيرة المهدية عن عمر يناهز 80 عاما، بعد أن استمرت مطربة وممثلة أكثر من 35 عاما.



بدأت زكية حسن منصور(الأسم الحقيقي لمنيرة المهدية)، شهرتها الفنية عام 1915 بعد أن حضرت إلى القاهرة وتنقلت بين ملاهيها، ثم انضمت الى فرقة عزيز عيد الكوميدية لتبدأ رحلتها مع أغاني وألحان الشيخ سلامة حجازي.



وفي حوار أجراه معها صحفي يوقع باسم فرعون عام 1961، تحدثت عن بدايتها في احتراف الغناء، فتقول: بدأت الغناء في الثامنة من عمري، وكنت أغني وقتئذ قصائد فصحى في غاية الصعوبة، وكان أول لقاء جمع بينى وبين الشيخ سلامة حجازي في سن صغير، لكنه عندما سمع صوتي وصفه بالصوت الأبيض، وكنت أحب سماع صوته ولما رأى إعجابي الشديد به وبفنه فطلب مني الغناء لأغنية من أغانيه وبعد أن انتهيت، قال لي: "محدش هيورثني غيرك".

ولم تتوقف المهدية عند عتبة الغناء والطقوقطة، التي تربعت على عرشه أكثر من 35 عاما، وإنما امتدت خطواتها لتطرق أبواب المسرح، ولكن الطريف في الأمر هو أن أول دور مسرحي تقوم بتمثيله لم تمثل فيه دور امرأة، وإنما كان دور ذكوري، حيث مثلت شخصية "روميو" في مسرحية (روميو وجوليت ) بالتعاون مع فرقة الشيخ سلامة المسرحية، أما اول دور لشخصية نسائية كانت فى مسرحية كارمن.

رغم أن معظم أعمالها مترجمة الا انها قدمت مسرحيات ليونس القاضي مثل "حرم المفتش " ولعزيز عيد قدمت "الغندورة " التي حولتها بعد ذلك إلى فيلم سينمائي.

ومن العلامات المضيئة في حياتها أنها أول من طبقت نظام الرواتب على الممثلين، بعد أن كانوا يتناولون أجورهم بالحصة أو بالدور، لدرجة أن المطربين والمطربات تركوا مسرح الشيخ سلامة حجازي وحضروا للعمل معها.

/3929093

وعندما وصفت نوعية الجمهور الذي كان يحضر إليها قالت: الوزراء كانوا طوابير بيقفوا على باب مسرحي ليشاهدوا رواياتي وكان ثمن التذكرة 2 جنيه.

وأضافت في لقائها أنها أول من قدم محمد عبد الوهاب ممثلا على المسرح وعندما خرج من عندها لم يقف على المسرح ثانية وأنها استبدلته بالمطرب صالح عبد الحي في رواية "تسوكا ".


تزعمت سلطانة الطرب الحركة الوطنية عن طريق مسرحها الغنائي طوال ثورة 1919 مستغلة حب الناس لها، واستسلام الإنجليز أمام شعبيتها، حتى أنهم اضطروا إلى استثناء مقهى "نزهة النفوس" المقهى الخاص بها من قرار إغلاق المقاهي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

فبدأت تغني أغان وطنية تحث الناس فيها على الدعوة إلى الاستقلال مثل أغنيات: أن كنت في الجيش ، مصر الجديدة، مصر الجميلة، مارش البرلمان وهي الأغنية التي افتتحت بها دورات البرلمان عدة مرات دليلا على الوطنية.
الجريدة الرسمية