ما سر تزايد الهجوم السلفي على الإخوان ؟
اشتعل الصراع بين فلول الإخوان والسلفيين، ويبدو أنه لا أحد بيده القدرة أن يطفئه، حروب تشويه من اللجان الإلكترونية لكل منهم، محاولات حرق متعمدة للشخصيات التاريخية في كلا الجانبين، إنعاش لذاكرة جماهير الفريقين عما حدث خلال ثورات الربيع العربي وكيف كانت قرارات ومواقف كل منهما.
صراع الإخوان والسلفيين
ولا يتوقف الصراع على الإخوان والجماعة الإسلامية فقط، بل تعدى الأمر إلى السلفيين المستقلين ولاسيما مشاهير مواقع التواصل الذين يكيلون الاتهامات للإخوان ولا يرون خيرا فيهم ولا تنظيمهم وقياداتهم، نهاية بنهجهم البناوي أو القطبي، والحل في نظرهم يبدأ بنسف الجماعة وإعادة تأسيس تيار جامع يضم الإسلاميين جميعا على أسس مختلفة ـ غير واضحة حتى الآن ـ .
وتحفل علاقات الإسلاميين على مر التاريخ بالصراع الشرس منذ لحظة النشأة، مرورا بالانفصال ثم محاولات الاحتواء التي وصلت أعلى مراحلها خلال عام حكم مرسى، ثم عادت إلى أسوأ مما كانت منذ 5 سنوات، والصدام يتصاعد بشدة.
خلافات شرعية
حسام عبد العزيز، الداعية السلفي المتطرف، الهارب خارج البلاد، يرى أن خلف الصراع ما أسماه الخلافات الشرعية المتزايدة بين أبناء التيار الديني على وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى عبد العزيز أن القاسم المشترك بينهم جميعا، السلبية والاستعانة بأتباعهم من ـ الذيول ـ وهم الشباب الضعيف علميا ولا علاقة له بالإفتاء، ولكنه يصر على تقديم مواعظ إسلامية وله متابعون كثر ووظيفته التصفيق للدروشة أو لإسلام اللايف كوتشينج، على حد وصفه.
أضاف: يتنافسون الآن على دور الوَسَطِي غير المنفر الذي يمثل "الصدر الحنون" لتوسيع قاعدته الجماهيرية، ويرفض الأمر بالمعروف والنهي عن بدعوى أنه وصاية، وتقديم فتاوى مناسبة للمرحلة ومناقضة تماما للفتاوى السابقة، مؤكدا "حذف بعضهم أرشيفه واعتذر بعضهم عن فتاواه السابقة" .
شهوة التصدر
استكمل: المشكلة لم تكن قط علمية فقط، فشيوخ الفيس بوك لديهم العلم الذي يمنعهم من هذا العبث بدين الله، لكن الكبر أو العجب أو شهوة التصدر أو الرغبة في الانتقام ـ منعت كثيرا منهم من أن يقولوا قولا سديدا يُرضي الله، حتى الذيول وإن لم يكن لديهم نفس القدر من العلم الذي عند شيوخهم، فلديهم القدرة على التمييز بين الحق والباطل، لكن الغل والنرجسية جعلا عينهم عن كل عيب في شيوخهم كليلة.
استطرد: هذا الزمان زمان فتنة، فدع عنك هؤلاء اللاعبين بدين الله المتنافسين على الدنيا وزينتها، مردفا: لست أصرفك عن هؤلاء لأضمك إلى جماعة أو لأوهمك أني أنا المفتي الذي يخشى الله، فأنا، فكثيرا ما أقول "لا أدري" على الخاص قبل العام، وهنا من يرى كلامي ويشهد.
أخيرا: لِشيوخ السلفيين التقليديين زلات وأخطاء، وبعضهم وعاظ لا تؤخذ منه الفتوى.