رئيس التحرير
عصام كامل

هل الاحتفال بعيد الأم بدعة؟.. دار الإفتاء ترد

دار الإفتاء
دار الإفتاء
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه "ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟"، ومن جنبها أجابت الدار على هذا السؤال كالتالي: 


الاحتفال بـ"يوم الأم" أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت؛ قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14].

حكم الاحتفال بعيد الأم
ولا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فهذا أمرٌ تنظيميٌّ لا علاقة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فالبدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ كما يتضح هذا جليًّا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.

ومن جانبه أوضح الدكتور مجاهد الجندي أستاذ الحضارة الإسلامية السابق بجامعة الأزهر، بأنه توجد أعياد شرعية مباركة مثل المولد النبوى الشريف وبداية العام الهجري فهي هنا بدعة حسنة لأنه تتعلق بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتوضيح السيرة النبوية، وقد ابتدعها الفاطميون أن خلال صناعة الحلوى وتوزيعها على العامة تعبيرًا عن البهجة والسرور.

هل الاحتفال بعيد الأم بدعة
وأضاف أن الأعياد في عمومها ليست حرامًا كما يشاع عند البعض، فعيد الحب ليس حرامًا لكن ما يحدث من اختلاط ورقص وارتكاب موبقات لا يرضي الله عنها فهذا هو الشيء الحرام.

أما الدكتور رمضان القطان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر سابقًا فيرى، أن هذه الأعياد ومنها عيد الحب وعيد رأس السنة دخيلة على ثقافة الأمة وما ارتبط بها من أمور تتنافى مع الشريعة هي من أهم الأسباب الداعية إلى رفضها.

وذلك لعدم وجود نصوص واردة بها بالرغم من أن الله أبدل المسلمين أعيادا تميزوا بها وهي الفطر والأضحى وعيد أسبوعي هو يوم الجمعة، إلا أن ما نسمعه عن الحب المحتفل به هذه الأيام غير جائز شرعا والاحتفال به باطل.

ومن جانبها تؤكد الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية تعتبر الحب من الفطرة التي فطر الله الناس عليها إلا أن هناك حبًا مشروعًا وحًبا غير مشروعًا، فحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب الآباء والأبناء وحب الأهل والجيران وحب الناس جميعًا وهذه من القيم الاسلامية المعروفة.

وأضافت الدكتورة سعاد: ونحن فى ديننا لا نمانع في الاحتفال بالمناسبات السعيدة التي تجمع بين قلوبنا، إلا أن تقليد الغرب فى عيد له تسمية معينة كعيد الحب وله خلفية غير موثوق فيها تعددت فيها الأقوال والأسباب، فليس علينا أن ننجرف وراءها، كما أن قصر الحب على يوم واحد بينما ديننا يجعلنا نعيش هذا الحب طوال أيام العام إذا اتبعنا تعاليمه وفهمنا مقاصده .
الجريدة الرسمية