الإخوان وشهوة الاستقواء بالأمريكان .. يحرضون على البلدان العربية من منصاتها الإعلامية .. وعمران: لم يتعلموا الدرس حتى الآن
عادت المنطقة العربية إلى تصدر عناوين الصحف العالمية مرة آخرى، بعد نشاط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تنفيذ أجندتها الإنتخابية، والتي تحاول فرض أسلوبها ورؤيتها على البلدان العربية، مع أنها ساهمت من قبل في تمكين التيار الديني ولاسيما الإخوان من دفة الحكم في أكبر بلدان المنطقة وعلى رأسهم مصر، وأثاروا أزمات كبرى كادت أن تقضى على الأخضر واليابس.
لم ينتبه الرئيس جو بايدن إلى الدروس المستفادة من حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والذي كان يعمل نائبا له، إذ كان مهندس رؤى التقارب مع الإسلاميين، ولهذا لم يكن مستغربًا عودة نشاط الإخوان في محاولة لفرض نفسها على الساحة السياسية مرة آخرى مستعينة بإدارة بايدن التي يربطها بها صلات قوية.
أحداث يناير
قال محمد الساعد، الكاتب والباحث، أن المنطقة تعيش اليوم عشرة أعوام منذ أحداث 25 يناير 2011، وليس مصادفة أن تعيد صحف مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز قصص الناشطات وغيرها من القضايا لتحريض قادة العالم الجدد ضد البلدان العربية .
لفت الساعد إلى أن هناك من يريد إعادة إنتاج «الربيع العربي» مرة أخرى، ليس لنشر الحريات، وإنما لإعادة احتلال الشرق الأوسط وتوزيع الثروات بعدما نشفت أبيار أوروبا وخلّت أفريقيا من موادها الخام، ولم يعد هناك سوى الشرق الأوسط.
استكمل: ربيع فيه داعش وربما تنظيم آخر ذو وجه جديد، وشباب يتم إعدادهم في محاضن العنف، عمليات انتحارية طائشة تستهدف أطيافا ومكونات دينية مختلفة، يتبعها سقوط حكومات وخروج قادة وزعماء، فضلا عن اغتيالات ومشاهد نحر تنقلها وسائل الإعلام.
إعادة الفوضى
استطرد: أطفال أيتام تائهون في شوارع إسطنبول، ودمشق وباريس وأثينا، قوارب يتم تكديسها بالعائلات والباحثين عن بارقة أمل في حياة جديدة بعدما أضناها القتل على الهوية والتناحر السياسي، وتمويل بالملايين لأحزاب وتنظيمات وشراء أسلحة واستقدام خبراء وعسكريين سابقين في الجيش الفرنسي والأمريكي والإنجليزي وإرسالهم إلى ليبيا وسوريا والعراق.
استهداف مصر والسعودية
يكمل الساعد: لم تعد السعودية محضنا للشباب الباحث عن مواطن الفتن، وغادرت مصر منصة الدولة الفاشلة، وبالتأكيد لا الرياض ولا القاهرة في خيار أن تكونا مقاولا من الباطن لتنفيذ مشاريع قادة الإسلاميين في الشوارع والمدن العربية.
اختتم: سيحاولون إعادة صناعة «خريفهم» من جديد، ولكنه لن يحدث مرة آخرى.
أداة في يد الأمريكان
منتصر عمران، الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، الإخوان، يؤكد أن عادة الإخوان العمل كأداة في يد الأمريكان يحركونهم من أجل تحقيق أهدافهم في المنطقة.
أشار عمران إلى تصاعد حالة من الابتزاز للدول التي نجحت في القضاء على الإخوان مردفا: بعد أن تم إنهاء ملف مقتل خاشقجي في عهد ترامب، جاء بايدن حتى يجد الإخوان فيه ضالتهم لإعادتهم إلى المشهد السياسي المصري والعربي.
أكد الباحث أن الإخوان يعلمون جيدًا وقوف النظام السعودي مع الدولة المصرية لذا عندما تم إعادة فتح ملف مقتل خاشقجي سارعوا بقنواتهم لإثارة هذه القضية مرة أخرى من أجل التنكيل بالسعودية.
اختتم عمران مؤكدا أن الإخوان لم يتعلموا الدرس، فأمريكا تتفاعل مع القضايا حسب مصالحها وأهدافها وتستخدم في ذلك كل أدواتها من إعلام وأحزاب وجماعات على شاكلة الإخوان وتوابعها، فإذا انتهى دورهم رموا بهم في سلة المهملات، على حد قوله.