لماذا لم يشمت الإخوان في وفاة يوسف شعبان كغيره من الفنانين؟.. ثروت الخرباوي يجيب
«لم يستطيعوا الاستفادة منه جيا فحاولوا المزايدة عليه بعد وفاته».. من هذا المنطق تعامل جماعة الاخوان وأذرعهم الإعلامية مع وفاة الفنان القدير يوسف شعبان، مستغلين تصريحات سابقة، أدلى بها الفنان في لقاءات صحفية وإعلامية حول مشاركته في المسلسل الدرامي الشهير رأفت الهجان بجزأيه الأول والثاني، وكذلك آراء الفنان الراحل حول الحقبة الناصرية ومدى حبه أو كرهه للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
شماتة الإخوان
كان الفنان الراحل يوسف شعبان، أدلى بتصريحات صحفية سابقة على هامش تكريمه بأحد المهرجانات، بأنه غير راض عن مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل رأفت الهجان، مبررًا ذلك بما حققه المسلسل من نجاح جماهيري منقطع النظير على المستويين المحلي والدولي، فتخوف من عدم تحقيق الجزء الثاني نفس النجاح المماثل، فرفض المشاركة في الجزء الثاني.
ولفت إلى أن مخرج العمل والفنانة يسرا أيضًا كان لديهما نفس الانطباع، فما كان إلا أن قام صفوت الشريف وزير الإعلام في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك باستدعائهم إلى مكتبه، وكلف المؤلف بإجراء بعد التعديلات على العمل، وتم تنفيذه بالفعل، وعلق الفنان الراحل على مشاركته بالجزء الثاني، قائلًا: «وافقت أعمل الجزء الثاني علشان متحبسش».
رأي يوسف شعبان في الحقبة الناصرية
وفي لقاء إعلامي سابق أجراه الدكتور عمرو الليثي مع الفنان الراحل يوسف شعبان، أعرب الأخير عن رفضه ونقده للحقبة الناصرية، قائلًا: «أنا لم أحب جمال عبد الناصر، وليس هذا الشعور من منطلق الحب أو الكره، ولكنه بسبب التضييق على الحريات في تلك الفترة، كذلك الحروب التي خاضتها مصر ولم تكن مستعدة لها مما تسبب لها في استنزاف سياسي وعسكري واقتصادي بسبب رأي الرجل الواحد».
تصريحات صادمة ليوسف شعبان
ما سبق من تصريحات أو آراء وجدت بها الأذرع الإعلامية الموالية لجماعة الإخوان والقنوات التي تبث سياساتهم من الخارج، ذريعة للاستشهاد بها للهجوم اللاذع على الأنظمة الحاكمة لمصر، رغم أن ما عبر به الفنان الراحل لم تخرج عن النطاق الزمني لحقبتي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الأسبق حسني مبارك.
ولم يكن مستغربًا ما قامت به صفحات الإخوان ووسائل الإعلام الموالية لهم في عدم الشماتة في وفاة الفنان يوسف شعبان، كما اعتادوا عليه من الشماتة في وفاة أي من الفنانين أو المثقفين، وكان آخرهم الفنان الراحل عزت العلايلي، وكذلك الكاتب والسيناريست الراحل وحيد حامد، اللذين خصصت لهما جماعة الإخوان وأذرعها الإعلامية حلقات وصفحات كاملة للشماتة في وفاتهما.
ثروت الخرباوي
ومن جانبه أوضح ثروت الخرباوي، الخبير في الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ «فيتو» أن الإخوان متمثلة في أذرعها الإعلامية، تحاول بشتى الطرق الابتعاد عن الشخصيات ذات الانتشار الواسع والقاعدة الشعبية العريضة بين المصريين بمختلف طبقاتهم، سواء كانت الفنية، السياسية، أو الثقافية وكذلك بين العوام، وهذا ما ينطبق على الفنان الراحل يوسف شعبان الذي كان وما زال أحد أهم النجوم من الطراز الرفيع، وبالتالي صدرت التعليمات للجهات الإعلامية الموالية للإخوان بأن يكفوا أيديهم عن أمثال هؤلاء الفنانين، حتى أنهم إذا شمتوا -كعادتهم- في وفاة يوسف شعبان فهذا بالقطع سيؤثر سلبا ويفقدهم المزيد على ما فقدوه من المتعاطفين معهم من عوام الشارع المصري.
وحيد حامد والإخوان
أما عن تعاملهم مع وفاة الكاتب الراحل وحيد حامد وشماتتهم في وفاته، فهذا لأن وحيد حامد كان خصمًا ظاهرًا له، وكتب أعمالا خصيصًا لفضح مشروع الإسلام السياسي ومدى تسلق المتشدقين باسم الدين للوصول إلى السلطة، أما يوسف شعبان فتجسيده لشخصية ضابط المخابرات محسن ممتاز علقت في أذهان العوام من الناس بصورة أكبر مما علقت في أذهان المثقفين وبالتالي أي هجوم عليه في هذا الوقت سيكون هدمًا لقيمة وأحد الثوابت الفنية المترسخة في أذهان الجمهور المصري والعربي.
ولفت ثروت الخرباوي، إلى أن جماعة الإخوان وقياداتها تعلم جيدًا من يوجه إليه الهجوم سواء في حياته أو بعد وفاته، فقد كانت أعمال الفنان يوسف شعبان، وتحديدًا دوره في مسلسل رأفت الهجان، عملا وطنيا متكاملا لا ينتقد فصيلا أو يشجع فئة على الأخرى فكان عمله وطنيا قوميا من الطراز الرفيع، وبالتالي أي هجوم عليه يعد هجومًا على أحد المدافعين على قضية قومية عروبية ستنال مما يمطمحون إليه في كسب أو استعادة ثقة الشارع المصري فيهم.