رئيس التحرير
عصام كامل

حزب الأغلبية!

حزب الأغلبية يعرف رأيها في كل القضايا لأنه منتخب منها.. أو هكذا ينبغي.. وحزب الأغلبية يدرك احتياجات هذه الأغلبية فى كل القضايا تقريبا.. الضرائب والأجور والحريات والزراعة والصناعة والبطالة والخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية  والإسكان والقروض وفوائدها بالإضافة إلى الأحوال الشخصية والعلاقات مع مختلف الدول سواء الصديقة أو المعادية..


ولا يتوقف دور حزب الأغلبية عند المعرفة بالقضايا السابقة ورأي الناس فيها.. إنما يحولها إلي برنامج عمل في الشارع.. وجدول أعمال في البرلمان.. وخطة في الحكومة.. وسياسة إعلامية في إعلام الحزب.. صحفه وندواته وبياناته.. ليتحول كل ذلك في نهاية الأمر إلي قوانين وقرارات لتحقق أمرين.. ينتقل المجتمع بها إلى الأمام.. ومعه يتحقق الهدف الثاني.. وهو انتقال حياة الناس إلى الأفضل..

وبقدر النجاح في كل ما سبق يستحق الحزب أن يكون حزب الأغلبية.. والعكس صحيح.. وهكذا أيضا التحقيق النسبي لما سبق.. بمعنى إنه إذا حقق ما سبق بنسبة ما يكون مستحقا لها في التمثيل.. قد يفقد جزءا من شعبيته تحصل عليها أحزاب أخرى منافسة.. وقد يحصل من حصصهم لتكبر شعبيته وأغلبيته وتتحول من أغلبية عادية أو بسيطة إلى أغلبية كاسحة!

الاصطفاف الوطني المطلوب.. واللياقة التشريعية الغائبة!

الشعب هو من يمنح الأغلبية للأحزاب شرط أن تمثله وتعبر عنه وتحول مطالبه إلى حقائق على الأرض.. وبرقابة أحزاب الأقلية وتربصها الدائم  بالحزب الكبير تنتظم التعددية الحزبية وهكذا تدور..

حزب الأغلبية يستمد شرعيته من الناس.. من الشارع السياسي.. وهو -كما قلنا- التمثيل الصحيح والطبيعي لكل ذلك.. حزب الأغلبية لا ينتظر حتى تشتعل الدنيا.. أو تكاد.. ليعرف القرار الصائب ويهتدي إلي الطريق الصحيح ليبدأ قبل خراب مالطة في التعبير عنها !
الجريدة الرسمية