لي كا شنغ "سوبرمان" هونج كونج
تعد قصة نجاح رجل
الأعمال الآسيوي لي كا شنغ Li Ka – Shing، من الأكثر إلهاماً على الإطلاق للأجيال الواعدة، فهو الأكثر ثراء
في هونج كونج، وثاني أغنى رجل في آسيا، وبين أغنى رجال العالم.
ثروة لي كا شنغ، الطائلة لم تجعله يركض خلف الماركات العالمية، بل يكتفي باحتياجاته الضرورية، مثلما قال عن ساعة يده "ساعتي ثمنها 400 دولار، عملية وخفيفة ومقاومة للمياه، تعمل منذ 3 سنوات بدون تغيير بطاريتها، تناسبني ولا أقلق منها على مواعيد يومي، كما أنها متقدمة 30 دقيقة على الوقت الحالي، لأني أحتاج إلى نصف ساعة كي أصل إلى أي مكان في هونج كونج، وأنا أحب أن أصل دائماً قبل موعدي، فلماذا أستبدلها؟".
ولد الملياردير لي كا شنغ في 29 يوليو 1928 بإقليم كونغدنغ جنوب الصين، انتقلت عائلته في العام 1940 من الصين إلى جزيرة هونغ كونغ، خلال الحرب مع اليابان، وبعدها بنحو عامين مات والده متأثراً بمرض السل، ولم ينج لى كا شنغ أيضاً من ويلات السل، فأدخل الحجر الصحي حتى تم شفاؤه، واضطر الصبي الصغير إلى ترك الدراسة وعمره 14 عاماً، وانخرط في العمل حتى يعول أسرته، وكانت فترة عصيبة عليه، لأنه كان يمني نفسه باستكمال تعليمه وتحقيق حلم والده، الذي كان مدرساً وغرس فيه حب القراءة والتعلم ومتابعة كل جديد، حتى أنه كان يشتري الكتب المستعملة ليزيد رصيده المعرفي، وبعدما ينتهي منها يبيعها أو يستبدلها مقابل اقتناء المزيد من الكتب المستعملة، لأنه لم يكن يملك المال الكافي لشراء كتب جديدة، على أن فقره لم يمنعه عن التعلم، بل جعله يسلك إليه طرقا بديلة، لذا حزن شنغ كثيرا حين اضطر لهجر مقاعد المدرسة إلى سوق العمل في صباه.
ميركل "ملكة الليل" وأسطورة الحكم
التحق لي كا شنغ، بداية بوظيفة في مصنع بلاستيك جعلته يعمل 16 ساعة يومياً، وحتى بعد انقضاء هذه الساعات، كان عليه بيع ساعات اليد بمحل عمه لزيادة دخله، إذ وجد أن الفقر يكاد يفتك بالعائلة حتى انها اضطرت لبيع ملابس والده بعد وفاته لتستفيد بثمنها، في تلك الفترة كان لي كا شنغ، يحلق شعر رأسه بالكامل حتى لا يضطر لحلقه مرة أخرى قبل ثلاثة أشهر توفيرا للمال.
واصل لي كا شنغ، عمله الشاق وبمرور الوقت، لمع نجمه في بيع الساعات انطلاقا من محل عمه، كما اكتسب خبرة كبيرة في صناعة البلاستيك جعلته يترقى ويتولى المزيد من المسؤولية في المصنع، إلى أن بلغ عمره 22 عاماً، كان خلالها ينفق على أسرته ويتعلم صناعة البلاستيك، ويوفر ما تيسر له من المال، وفكر لي كل شنغ في اقتراض بعض المال يضيفه إلى ما ادخره من أجل تأسيس شركته الخاصة لصنع الألعاب البلاستيكية والأمشاط وعلب الصابون، وأطلق على مشروعه الواعد "صناعات تشيونغ كونغ" Cheung Kong تيمناً باسم أطول نهر في الصين، والمعروف كذلك باسم "يانجستي".
لم ينس لي كا شنغ، نصيحة والده بأهمية قراءة الصحف ومجلات الأعمال، فاستمر يتابع ما تكتبه الجرائد والمجلات في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، ولاحظ وجود طلب متزايد على الورود البلاستيكية في إيطاليا، فسافر إلى هناك، وبعد عودته قرر التحول من تصنيع الألعاب والأمشاط البلاستيكية إلى الزهور الصناعية الفاخرة التي تضاه الحقيقية وبأسعار زهيدة، وبعدما حصل على طلب شراء كبير من مشتر أجنبي، أخذ في التوسع وتوظيف العمالة الماهرة وبدأت أعماله تزدهر حتى أصبح في غضون أعوام قليلة أكبر مورد للزهور الصناعية في قارة آسيا.
وفي العام 1958 لم يتمكن لي كا شنغ، من تجديد عقد تأجير مقر شركته بسبب مبالغة المالك في الإيجار، ما دفعه لشراء قطعة أرض وبناء مصنعه عليها، صحيح أنها خطوة لم تكن في الحسبان، لكن أثرها كان عميقاً، إذ جعلته يدخل عالم العقارات، فبدأ شراء الأراضي وبناء وتطوير العقارات والمصانع، ولم يلبث أن اشتهر بأنه مستثمر عقاري حاذق يدرس خطوته التالية، خصوصا في حقبة الاحتجاجات التي شهدتها هونغ كونغ، فسارع الكثيرون لبيع ممتلكاتهم من العقارات بأسعار زهيدة هروبا من الفوضى المجتمعية.
قاطع التركي.. ادعم المصري
هذا البيع الجماعي هوى بأسعار العقارات، إلا أن لي كا شنغ كان يعرف أنه أمر عارض والمظاهرات ستتوقف وتعود الأمور لطبيعتها وتستقر الحياة، لذا أخذ يشتري العقارات الجيدة بأسعار متدنية.
في العام 1971 أسس لي كا شنغ شركة "صناعات تشيونغ كونغ"، وبعد 8 سنوات توسعت واستحوذت على شركة "هوتشيسون وامبو" وشركة "هونغ كونغ الكهربائية المحدودة" وغيرهما، وبذلك دخل مجال الشحن وإدارة الموانئ، حتى باتت شركاته تتحكم في نحو 13 في المئة من صناعة حاويات الشحن في العالم كله، كما استحوذت أسهم شركاته على 15 في المئة من تعاملات بورصة هونغ كونغ.
أصبح لي كا شنغ في العام 1979 أكبر مالك أراضي في هونغ كونغ، وتوسعت استثماراته في كثير من المشاريع الواعدة عالمياً، إذ استثمر العام 2005 في "سكايب" الذي بيع في العام التالي مقابل 2.5 مليار دولار، كما استثمر في "سيري" قبل أن تشتريه "آبل"، واستثمر كذلك في العام 2007 في "فيسبوك" لتزيد حصته فيه على مليار دولار.
تبلغ ثروة لي كا شنغ، التسعيني، أكثر من 36 مليار دولار، ورغم ذلك عُرف باتباعه أسلوبا للحياة خاليا من التكلُف والبذخ، كما اشتهر بارتدائه حذاءً رسميا أسود اللون وساعة يد "سيكو" بقيمة 50 دولارا لأنها تؤدي الغرض، وحين استبدلها بأخرى اقتنى ساعة بنحو 400 دولار، على عكس منزله الذي يقع في أكثر ضواحي هونغ كونغ ثراء، ديب واتر باي (Deep Water Bay). كما يُعد لي شنغ من أكثر فاعلي الخير عطاءً في آسيا، حيث تبرع بأكثر من 1.5 مليار دولار أميركي للمؤسسات الخيرية والأعمال الإنسانية الأخرى المتنوعة، وقد اشتهر في هونغ كونغ بلقب "سوبرمان" لبراعة أعماله وقدرته على التحول من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش.
يستيقظ لي كا شنغ قبل السادسة صباحاً، يمارس رياضة الغولف لساعة ونصف، ثم يباشر عمله، ويفرض على نفسه القراءة قبل أن يأوي إلى فراشه كل ليلة... هذه العادات تتطلب مثابرة للحفاظ عليها، يقول لي كا شنغ انه يحصل عليها خلال يومه الذي يقضيه في العمل في مجالات يحبها وتثير اهتمامه وتمنحه الطاقة والحيوية.
ثروة لي كا شنغ، الطائلة لم تجعله يركض خلف الماركات العالمية، بل يكتفي باحتياجاته الضرورية، مثلما قال عن ساعة يده "ساعتي ثمنها 400 دولار، عملية وخفيفة ومقاومة للمياه، تعمل منذ 3 سنوات بدون تغيير بطاريتها، تناسبني ولا أقلق منها على مواعيد يومي، كما أنها متقدمة 30 دقيقة على الوقت الحالي، لأني أحتاج إلى نصف ساعة كي أصل إلى أي مكان في هونج كونج، وأنا أحب أن أصل دائماً قبل موعدي، فلماذا أستبدلها؟".
ولد الملياردير لي كا شنغ في 29 يوليو 1928 بإقليم كونغدنغ جنوب الصين، انتقلت عائلته في العام 1940 من الصين إلى جزيرة هونغ كونغ، خلال الحرب مع اليابان، وبعدها بنحو عامين مات والده متأثراً بمرض السل، ولم ينج لى كا شنغ أيضاً من ويلات السل، فأدخل الحجر الصحي حتى تم شفاؤه، واضطر الصبي الصغير إلى ترك الدراسة وعمره 14 عاماً، وانخرط في العمل حتى يعول أسرته، وكانت فترة عصيبة عليه، لأنه كان يمني نفسه باستكمال تعليمه وتحقيق حلم والده، الذي كان مدرساً وغرس فيه حب القراءة والتعلم ومتابعة كل جديد، حتى أنه كان يشتري الكتب المستعملة ليزيد رصيده المعرفي، وبعدما ينتهي منها يبيعها أو يستبدلها مقابل اقتناء المزيد من الكتب المستعملة، لأنه لم يكن يملك المال الكافي لشراء كتب جديدة، على أن فقره لم يمنعه عن التعلم، بل جعله يسلك إليه طرقا بديلة، لذا حزن شنغ كثيرا حين اضطر لهجر مقاعد المدرسة إلى سوق العمل في صباه.
ميركل "ملكة الليل" وأسطورة الحكم
التحق لي كا شنغ، بداية بوظيفة في مصنع بلاستيك جعلته يعمل 16 ساعة يومياً، وحتى بعد انقضاء هذه الساعات، كان عليه بيع ساعات اليد بمحل عمه لزيادة دخله، إذ وجد أن الفقر يكاد يفتك بالعائلة حتى انها اضطرت لبيع ملابس والده بعد وفاته لتستفيد بثمنها، في تلك الفترة كان لي كا شنغ، يحلق شعر رأسه بالكامل حتى لا يضطر لحلقه مرة أخرى قبل ثلاثة أشهر توفيرا للمال.
واصل لي كا شنغ، عمله الشاق وبمرور الوقت، لمع نجمه في بيع الساعات انطلاقا من محل عمه، كما اكتسب خبرة كبيرة في صناعة البلاستيك جعلته يترقى ويتولى المزيد من المسؤولية في المصنع، إلى أن بلغ عمره 22 عاماً، كان خلالها ينفق على أسرته ويتعلم صناعة البلاستيك، ويوفر ما تيسر له من المال، وفكر لي كل شنغ في اقتراض بعض المال يضيفه إلى ما ادخره من أجل تأسيس شركته الخاصة لصنع الألعاب البلاستيكية والأمشاط وعلب الصابون، وأطلق على مشروعه الواعد "صناعات تشيونغ كونغ" Cheung Kong تيمناً باسم أطول نهر في الصين، والمعروف كذلك باسم "يانجستي".
لم ينس لي كا شنغ، نصيحة والده بأهمية قراءة الصحف ومجلات الأعمال، فاستمر يتابع ما تكتبه الجرائد والمجلات في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، ولاحظ وجود طلب متزايد على الورود البلاستيكية في إيطاليا، فسافر إلى هناك، وبعد عودته قرر التحول من تصنيع الألعاب والأمشاط البلاستيكية إلى الزهور الصناعية الفاخرة التي تضاه الحقيقية وبأسعار زهيدة، وبعدما حصل على طلب شراء كبير من مشتر أجنبي، أخذ في التوسع وتوظيف العمالة الماهرة وبدأت أعماله تزدهر حتى أصبح في غضون أعوام قليلة أكبر مورد للزهور الصناعية في قارة آسيا.
وفي العام 1958 لم يتمكن لي كا شنغ، من تجديد عقد تأجير مقر شركته بسبب مبالغة المالك في الإيجار، ما دفعه لشراء قطعة أرض وبناء مصنعه عليها، صحيح أنها خطوة لم تكن في الحسبان، لكن أثرها كان عميقاً، إذ جعلته يدخل عالم العقارات، فبدأ شراء الأراضي وبناء وتطوير العقارات والمصانع، ولم يلبث أن اشتهر بأنه مستثمر عقاري حاذق يدرس خطوته التالية، خصوصا في حقبة الاحتجاجات التي شهدتها هونغ كونغ، فسارع الكثيرون لبيع ممتلكاتهم من العقارات بأسعار زهيدة هروبا من الفوضى المجتمعية.
قاطع التركي.. ادعم المصري
هذا البيع الجماعي هوى بأسعار العقارات، إلا أن لي كا شنغ كان يعرف أنه أمر عارض والمظاهرات ستتوقف وتعود الأمور لطبيعتها وتستقر الحياة، لذا أخذ يشتري العقارات الجيدة بأسعار متدنية.
في العام 1971 أسس لي كا شنغ شركة "صناعات تشيونغ كونغ"، وبعد 8 سنوات توسعت واستحوذت على شركة "هوتشيسون وامبو" وشركة "هونغ كونغ الكهربائية المحدودة" وغيرهما، وبذلك دخل مجال الشحن وإدارة الموانئ، حتى باتت شركاته تتحكم في نحو 13 في المئة من صناعة حاويات الشحن في العالم كله، كما استحوذت أسهم شركاته على 15 في المئة من تعاملات بورصة هونغ كونغ.
أصبح لي كا شنغ في العام 1979 أكبر مالك أراضي في هونغ كونغ، وتوسعت استثماراته في كثير من المشاريع الواعدة عالمياً، إذ استثمر العام 2005 في "سكايب" الذي بيع في العام التالي مقابل 2.5 مليار دولار، كما استثمر في "سيري" قبل أن تشتريه "آبل"، واستثمر كذلك في العام 2007 في "فيسبوك" لتزيد حصته فيه على مليار دولار.
تبلغ ثروة لي كا شنغ، التسعيني، أكثر من 36 مليار دولار، ورغم ذلك عُرف باتباعه أسلوبا للحياة خاليا من التكلُف والبذخ، كما اشتهر بارتدائه حذاءً رسميا أسود اللون وساعة يد "سيكو" بقيمة 50 دولارا لأنها تؤدي الغرض، وحين استبدلها بأخرى اقتنى ساعة بنحو 400 دولار، على عكس منزله الذي يقع في أكثر ضواحي هونغ كونغ ثراء، ديب واتر باي (Deep Water Bay). كما يُعد لي شنغ من أكثر فاعلي الخير عطاءً في آسيا، حيث تبرع بأكثر من 1.5 مليار دولار أميركي للمؤسسات الخيرية والأعمال الإنسانية الأخرى المتنوعة، وقد اشتهر في هونغ كونغ بلقب "سوبرمان" لبراعة أعماله وقدرته على التحول من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش.
يستيقظ لي كا شنغ قبل السادسة صباحاً، يمارس رياضة الغولف لساعة ونصف، ثم يباشر عمله، ويفرض على نفسه القراءة قبل أن يأوي إلى فراشه كل ليلة... هذه العادات تتطلب مثابرة للحفاظ عليها، يقول لي كا شنغ انه يحصل عليها خلال يومه الذي يقضيه في العمل في مجالات يحبها وتثير اهتمامه وتمنحه الطاقة والحيوية.