البابا تواضروس يلقي عظته الأسبوعية من المقر البابوي
يلقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء من المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ويعقد قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماعه الأسبوعي بدون حضور شعبي نظرا للظروف الحالية الخاصة بفيروس كورونا، حيث من المقرر أن يتم نقل العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة coc وصفحة المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على فيس بوك في تمام السادسة والنصف مساء.
واحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتذكار نياحة القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي في عام 1923 تلميذ القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة. وُلِدَ القديس ميخائيل البحيري سنة 1847م ببلدة إشنين النصارى بمركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين تقيين ربيَّاه تربية مسيحية حقيقية أثمرت ثمراً مباركاً وسُمي البحيري نسبة إلى اسم عائلته ( البحاروة ) لأن أصل العائلة من محافظة البحيرة.
وحدث وهو في سن الثانية عشرة من عمره أن مرض والده مرض الموت، فأشفقت والدته عليه من أن ينظر والده ميتاً والناس يبكون عليه فأرسلته إلى بيت أحد الأقارب وبينما هو على السطح رأى روح والده صاعدة إلى السماء وحولها ملائكة نورانيون يسبِّحون ويرنمون فعَرِفَها في الحال، ونادى قائلاً " يا أبي.. يا أبي "، فقال له أحد الملائكة اطلب لكي تكون آخرتك كآخرته. تَعَّرف في هذه الفترة على راهب من دير المحرق اسمه القمص تاوضروس الذي كان يحدثه باستمرار عن سمو الرهبنة وحياة الرهبان الملائكية، فعشق البتولية والرهبنة وأخذ يتدرب عليها، وبعد ذلك توجه إلى دير المحرق والتحق به في عهد القمص بولس الدلجاوي المحرقي الذي أصبح بعد ذلك القديس العظيم الأنبا أبرآم.
وظل في الدير مدة تحت الاختبار ولما رأى رئيس الدير والرهبان وداعته وطاعته تمت سيامته راهباً باسم الراهب ميخائيل وسلَّموه إلى شيخ قديس يُدعى القمص صليب العلواني ليعلِّمه طريق الرهبنة، ونما الراهب ميخائيل في الفضيلة والنسك فأَحَبَّه الجميع ورسموه قساً سنة 1874م ثم قمصاً وصار بعد ذلك أب اعتراف ومرشداً روحياً لجميع رهبان الدير. وأعطاه الله موهبة شفاء الأمراض فقصده كثيرون فكان الله يتمجد على يديه بشفائهم، واشتهر هذا القديس بفضيلة العطاء والرحمة على المساكين مثل معلمه القديس العظيم الأنبا أبرآم فكان يقدِّم لهم من القليل الذي عنده عن حب ورضى، وفي آخر حياته فَقَدَ بصره لكنه كان يشكر الله ويداوم على الصلاة.
وبعد حياة حافلة بأعمال البر والقداسة والزهد والرحمة والعفة، وبعد أن عمل وعلَّم بأقواله وأفعاله، رقد في الرب ورحل عن عالمنا وكان عمره وقتئذ 76 سنة قضى منها 20 عاماً في العالم، و56 سنة بالدير في جهاد رهباني شاق رفعه إلى مصاف القديسين. وعند نياحته رأى أحد الشيوخ الرهبان الأحباش المقيمين بالدير روحه الطاهرة صاعدة إلى السماء تصاحبها الملائكة الأطهار وهم يرتلون ويسبِّحون الله. وفي عيد نياحته سنة 1707 للشهداء ( 1991) وفي حبرية قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117، تم إخراج رفات القديس بكرامة عظيمة بحضور أربعة عشر أسقفاً، وتم وضعه في مقصورة خاصة بالدير ليتبارك منه الشعب المحب للمسيح.