إدارة الوقت الفريضة الغائبة
بما إن العمر ثواني
ودقائق وساعات وأيام وهو أغلي عطية من الله بات من الضروري تعلم إدارة الوقت أو العمر
لتحقيق أقصي استفادة، خاصة وأن الثانية التي تمر لن تعود ويبدأ العد التنازلي للنهاية
منذ لحظة الميلاد، ويمكن تلخيص سيرة العظماء في أنهم عرفوا قيمة الوقت ونجحوا في ادارته
وتحقيق اختراعاتهم ومؤلفاتهم في حياتهم القصيرة، والامر هكذا فإن المسرف عندي هو من
يهدر عمره في توافه الأمور لدرجة أن عقرب الثواني ليس لدية قيمة عند اغلبنا، بل ربما
تكون عقارب الساعة كلها، ومن المألوف أن تسمع بعضنا يعطي مواعيده بعد العيد او بعد
رمضان أو بعد العصر رغم أن العمر مجموعة ثواني..
وبالتالي فإن إدارة الوقت تهدف إلى إنجاز المهام فحسب بل إلى ترتيبها حسب الأولوية، وتنفيذها وفقًا لهذه الأولوية في المقام الأول، ولذلك فإدارة الوقت مهمة أهمية بالغة نظرًا لأن الإنسان يجد أمامه كمًا كبيرًا من المهام في معظم الأحيان، فالعبرة هنا تقسيمها ووضعها في جدول زمني وليس السير عشوائيًا.
وفى دراسة قام بها مايكل بوف ( Michalle beuf) لمعرفة الأسباب التى تؤدى إلى ضياع الوقت، توصل إلى عدة أسباب كالمعوقات الهاتفية (التليفونات)، وزاد عليه حاليًا الموبايلات، وكل وسائل التواصل الاجتماعى والزوار غير المتوقعين. والاجتماعات غير المنظمة (غير المجدولة). وعدم وجود أولويات وأهداف ومواعيد للإنجاز.
زمن الهزائم المشرفة!
وعدم القدرة على قول «لا». ثم التردد أو التأجيل أو التسويف. وترك المهام قبل إنجازها. وأخيرا مصادقة من لا يحترمون الوقت. وقد إهتم الإسلام بإدارة الحياة أيما اهتمام، انظر لقول رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عُمُره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟”.
فقد ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت، حيث أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)، وقوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وقوله: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)، وقوله: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ).
دائمًا توجد مهام أكثر من الوقت المتاح سواء كانت مهامًا شخصية أم مهنية أم ترفيهية أم علمية أو حتى هوايات، وقد يفنى عمر الإنسان، ولم ينجز بعد كل ما كان يخطط له، تاركًا الأمر لغيره ليكملوا مسيرته، وهنا يأتي دور إدارة أو تنظيم الوقت، ويقصد به عملية تخطيط وممارسة التحكم الواعي في الوقت الذي يقضيه الفرد في إنجاز المهام الكثيرة، بهدف زيادة فعاليته وكفائته وإنتاجيته..
الملء الثاني خط أحمر
وفي سورة يوسف يفسر الحلم بقوله: "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ". إن هذه الآيات تدل على أن يوسف عليه السلام قد رسم خطة للسنوات المقبلة، وأن التخطيط لا ينافي التوكل، بل هو من باب الأخذ بالأسباب. كما تشير الآيات الكريمات إلى أول موازنة تخطيطٍ مبنية على أسس علمية، وازن فيها يوسف عليه السلام بين إنتاج القمح من جهة، وتخزينه واستهلاكه في مصر الفرعونية مدة سنوات القحط وسنوات الرخاء من جهة أخرى..
ويُحذِّر القرآن الكريم المُفرِّطين في أوقاتهم، الذين يفوتهم العمل فيها، وينذرهم بالحسرة والندامة على ذلك التفريط يوم القيامة، قال تعالى حكاية عنهم: (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي). لكي نتفادى ضياع وقتنا أن نتعظ من قول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فلما حضرته الوفاة استدعى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأوصاه بكلمات منها: “إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، ولله في الليل حقٌ لا يقبله بالنهار، وإنها لا تُقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة”.
وهذه كلمات همس بها الصدّيق في أذن الفاروق الذي سيحمل الأمانة من بعده؛ فلا بد له إذًا من أن يكون على بصيرة بتخطيط وقته وتنظيمه، وأن يرتب أولويّاته ويحدد أهدافه حسب أهميتها، وأن يقوم بكل عمل منوط به في وقته المخصص له، فالفريضة قبل النافلة وهكذا في سائر الأمور.
وبالتالي فإن إدارة الوقت تهدف إلى إنجاز المهام فحسب بل إلى ترتيبها حسب الأولوية، وتنفيذها وفقًا لهذه الأولوية في المقام الأول، ولذلك فإدارة الوقت مهمة أهمية بالغة نظرًا لأن الإنسان يجد أمامه كمًا كبيرًا من المهام في معظم الأحيان، فالعبرة هنا تقسيمها ووضعها في جدول زمني وليس السير عشوائيًا.
وفى دراسة قام بها مايكل بوف ( Michalle beuf) لمعرفة الأسباب التى تؤدى إلى ضياع الوقت، توصل إلى عدة أسباب كالمعوقات الهاتفية (التليفونات)، وزاد عليه حاليًا الموبايلات، وكل وسائل التواصل الاجتماعى والزوار غير المتوقعين. والاجتماعات غير المنظمة (غير المجدولة). وعدم وجود أولويات وأهداف ومواعيد للإنجاز.
زمن الهزائم المشرفة!
وعدم القدرة على قول «لا». ثم التردد أو التأجيل أو التسويف. وترك المهام قبل إنجازها. وأخيرا مصادقة من لا يحترمون الوقت. وقد إهتم الإسلام بإدارة الحياة أيما اهتمام، انظر لقول رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عُمُره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟”.
فقد ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت، حيث أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)، وقوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وقوله: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)، وقوله: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ).
دائمًا توجد مهام أكثر من الوقت المتاح سواء كانت مهامًا شخصية أم مهنية أم ترفيهية أم علمية أو حتى هوايات، وقد يفنى عمر الإنسان، ولم ينجز بعد كل ما كان يخطط له، تاركًا الأمر لغيره ليكملوا مسيرته، وهنا يأتي دور إدارة أو تنظيم الوقت، ويقصد به عملية تخطيط وممارسة التحكم الواعي في الوقت الذي يقضيه الفرد في إنجاز المهام الكثيرة، بهدف زيادة فعاليته وكفائته وإنتاجيته..
الملء الثاني خط أحمر
وفي سورة يوسف يفسر الحلم بقوله: "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ". إن هذه الآيات تدل على أن يوسف عليه السلام قد رسم خطة للسنوات المقبلة، وأن التخطيط لا ينافي التوكل، بل هو من باب الأخذ بالأسباب. كما تشير الآيات الكريمات إلى أول موازنة تخطيطٍ مبنية على أسس علمية، وازن فيها يوسف عليه السلام بين إنتاج القمح من جهة، وتخزينه واستهلاكه في مصر الفرعونية مدة سنوات القحط وسنوات الرخاء من جهة أخرى..
ويُحذِّر القرآن الكريم المُفرِّطين في أوقاتهم، الذين يفوتهم العمل فيها، وينذرهم بالحسرة والندامة على ذلك التفريط يوم القيامة، قال تعالى حكاية عنهم: (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي). لكي نتفادى ضياع وقتنا أن نتعظ من قول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فلما حضرته الوفاة استدعى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأوصاه بكلمات منها: “إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، ولله في الليل حقٌ لا يقبله بالنهار، وإنها لا تُقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة”.
وهذه كلمات همس بها الصدّيق في أذن الفاروق الذي سيحمل الأمانة من بعده؛ فلا بد له إذًا من أن يكون على بصيرة بتخطيط وقته وتنظيمه، وأن يرتب أولويّاته ويحدد أهدافه حسب أهميتها، وأن يقوم بكل عمل منوط به في وقته المخصص له، فالفريضة قبل النافلة وهكذا في سائر الأمور.