دعاء كفارة المجالس.. تعرف عليه
كثيراً ما يحصل في المجالس نوعٌ من الغيبة، أو النميمة، أو الخلط في الحديث، أو الكلام الذي لا فائدة فيه دون قصد من الجالس، فيحتاج إلى ما يمحو به الذنوب التي قد يكتسبها من ذلك المجلس، فيُسَّن له عند القيام من المجلس أن يذكر الله -تعالى-، ويدعو بدعاء كفّارة المجلس الذي ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قال: (من جلس في مجلسٍ فكثُرَ فيه لَغطُه فقال قبل أن يقومَ من مجلسِه ذلك سبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك إلا غُفِرَ له ما كان في مجلسِه ذلك)، ويُعَدّ هذا الدعاء ماسحاً للذنوب التي قد يتلفّظ بها المسلم في مجلسه دون تعمُّد منه، ومنها ما قد يكون مُتجاوزاً الحَدّ بقولها، فيذكر الله -تعالى-؛ بقَصد تكفير الذنوب.
والخوض في الكلام في المجالس ثمّ ذِكر الدعاء لا يغفر للمُتكلِّم كلّ ما كان في مجلسه؛ لأنّ بعض الذنوب، كالغيبة، والنميمة، وقول السوء، لا يكفي لها مُجرَّد النطق بهذا الذِّكر، بل يجب الاستسماح من أصحابها، وقد روى جماعة من الصحابة -رضوان الله عليهم- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يختم مجالسه بدعاء كفّارة المجلس، وأمر أن تُختَم المجالس به، حتى لو كان ذلك المجلس مجلس ذِكر، أو قرآن، أو بعد الصلاة، أو مجلس مع الأهل، أو مجلس صُلح؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- إذ قالت: (ما جلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم مجلِسًا، ولا تلا قُرْآنًا، ولا صلَّى صلاةً، إلَّا ختَم ذلكَ بكلِماتٍ، قالَتْ: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أراك ما تجلِسُ مجلِسًا ولا تتلو قُرْآنًا، ولا تُصلِّي صلاةً، إلَّا ختَمْتَ بهؤلاءِ الكلِماتِ، قال: نَعم، مَن قال خيرًا خُتِمَ له طابَعٌ على ذلكَ الخيرِ، ومَن قال شرًّا، كُنَّ له كفَّارةً: سُبحانَكَ وبحمدِكَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ).
حُكم الدعاء بكفّارة المجلس
يُعَدّ ترديد دعاء كفّارة المجلس أمراً مندوباً؛ لمُواظبة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على التلفُّظ به بعد كلّ مجلس كان يقوم منه، فلم يكن يتركه إلّا لعُذر، وقد جاء في رواية أنّه كان يذكره ثلاث مرّات، إضافة إلى أنّ السَّلَف كانوا يُواظبون عليه أيضاً، وهو من الأمور المُستحَبّة؛ لحديث كفّارة المجلس -السابق الذِّكر-، ولأنّ القائل لهذا الذِّكر سيحصل على أحد أمرَين؛ إن كان كلامه في المجلس حسناً فإنّ الله سيزيده إحساناً، وإن كان في مجلسه إثم فإنّ ترديده للدعاء كفّارة له، باستثناء الكبائر التي يحتاج تكفيرها إلى فضل الله -تعالى-، والتوبة الصادقة بشروطها المعروفة.
فضل ذِكر الله في المجالس
شرع الإسلام الاجتماع في المجالس ولم يُحرّمه، إلّا أنّه شرع ما يُنظّمها، ويُخلّصها من مساوئ الأخلاق؛ ولذلك رغَّب في مجالس ذِكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن، وجعلها خير المجالس، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضل هذه المجالس، والذي يتمثّل بأنّ أصحابها يُذكَرون في الملأ الأعلى؛ بدليل قوله: (إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتَّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا)، حتى قوله في ما يرويه عن ربّه -جلّ وعلا-: (فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، فيقولون: رب فيهم فلان، عبد خطّاء، إنما مرّ فجلس معهم، فيقول: وله غفرت؛ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
آداب المجلس
هناك العديد من الآداب الخاصّة بالمجالس، والتي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها، ومنها ما يأتي: اختيار الجليس الصالح؛ وذلك لقوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ).
اختيار المجالس التي يُذكَر فيها الله -تعالى-؛ لقوله -تعالى-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا)، ولقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
تجنُّب مجالس الغفلة؛ لقوله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ).
إلقاء السلام على مَن في المجلس، عند الدخول، والخروج. حفظ الجوارح عمّا لا يحلّ في المجالس، مثل: النظر، أو الاستماع إلى ما لا يحلّ، أو الغيبة، والنميمة، والاستهزاء بالآخرين.
اختيار المجالس الواسعة، والجلوس حيث ينتهي به المجلس وتوقير الكبار في السنّ، والعلماء في المجالس؛ فيُوسع لهم، ويجلسهم.
قضاء الوقت في المجالس بالأمور النافعة، وعدم تضييعه. احترام مكان الجلوس فلا يطلب من أحد أن ينهض من مكانه ليجلس هو فيه، وإذا نهض أحد من مكانه ثمّ رجع إليه، فهو أولى بالرجوع إليه؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قامَ مِن مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِ، فَهو أحَقُّ بهِ).
الاستئذان عند الجلوس في مكانٍ بين اثنين، وإذا طُلِب منه أن يُوسّع، ويُفسِح للآخرين، فعليه أن يفعل ذلك.
الالتزام بعدم التحدُّث بالسرّ بين اثنَين؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ).
عدم التجسُّس على الآخرين في المجالس، وعدم إيذاء أهل هذا المجلس. اختيار المكان المناسب للجلوس؛ فلا يجلس في الطريق، أو في أماكن الراحة، أو أماكن العبادة، وإذا جلس في الطريق فإنّ عليه أن يُعطيَ الطريقَ حقّه؛ من رَدِّ السلام، وغَضّ البصر، وما إلى ذلك.
الجلوس جلسة صحيحة مناسبة ليس فيها محظور شرعيّ، أو كشف للعورة، ومن الجلسات المَنهيّ عنها كراهةً: الاتِّكاء على إِلية اليد اليُسرى خلف الظهر، والاستلقاء على الأرض ووضع إحدى الرجلَين على الأخرى؛ لأنّ ذلك مَظنّة كشف العورة، إضافة إلى الجلوس بين الظلّ والشمس.
اختيار الكلمات المناسبة، والألفاظ الحسنة للتحدُّث بها في المجالس. الاستماع بإنصات، واهتمام للمُتحدِّث، والنظر إليه، وإحسان الردّ عليه؛ لأنّ هذا مَنهج سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-. التحلّي بمكارم الأخلاق التي تخصّ المجالس، ومنها: الابتسامة، ولين الكلام، وحُسن الحوار، واحترام الآخرين، وتَرك كثرة الضحك، وخَفض الصوت وعدم رفعه؛ لقوله -تعالى-: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
عدم النوم في مجلسٍ الناس فيه غير نِيام؛ لما في ذلك من احتمالٍ لكَشف عورته، أو صدور أمر منه يكره حصوله أمام الناس؛ لأنّه يكون قد فقد السيطرة على نفسه حال النوم. تجنُّب المزاح مع الناس باليد، والتخفيف من المزاح بالقول أيضاً.
الحرص على عدم إيذاء الناس في المجالس، وخاصّةً إذا مرّ ومعه أدوات يُشكّل حَملها خطورة.
اختتام المجلس بذِكر دعاء كفّارة المجلس؛ لما له من فضائل.
الاستئذان عند الانصراف، وخاصّة من المجالس الجامعة. أنواع الجلساء
والخوض في الكلام في المجالس ثمّ ذِكر الدعاء لا يغفر للمُتكلِّم كلّ ما كان في مجلسه؛ لأنّ بعض الذنوب، كالغيبة، والنميمة، وقول السوء، لا يكفي لها مُجرَّد النطق بهذا الذِّكر، بل يجب الاستسماح من أصحابها، وقد روى جماعة من الصحابة -رضوان الله عليهم- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يختم مجالسه بدعاء كفّارة المجلس، وأمر أن تُختَم المجالس به، حتى لو كان ذلك المجلس مجلس ذِكر، أو قرآن، أو بعد الصلاة، أو مجلس مع الأهل، أو مجلس صُلح؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- إذ قالت: (ما جلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم مجلِسًا، ولا تلا قُرْآنًا، ولا صلَّى صلاةً، إلَّا ختَم ذلكَ بكلِماتٍ، قالَتْ: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أراك ما تجلِسُ مجلِسًا ولا تتلو قُرْآنًا، ولا تُصلِّي صلاةً، إلَّا ختَمْتَ بهؤلاءِ الكلِماتِ، قال: نَعم، مَن قال خيرًا خُتِمَ له طابَعٌ على ذلكَ الخيرِ، ومَن قال شرًّا، كُنَّ له كفَّارةً: سُبحانَكَ وبحمدِكَ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ).
حُكم الدعاء بكفّارة المجلس
يُعَدّ ترديد دعاء كفّارة المجلس أمراً مندوباً؛ لمُواظبة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على التلفُّظ به بعد كلّ مجلس كان يقوم منه، فلم يكن يتركه إلّا لعُذر، وقد جاء في رواية أنّه كان يذكره ثلاث مرّات، إضافة إلى أنّ السَّلَف كانوا يُواظبون عليه أيضاً، وهو من الأمور المُستحَبّة؛ لحديث كفّارة المجلس -السابق الذِّكر-، ولأنّ القائل لهذا الذِّكر سيحصل على أحد أمرَين؛ إن كان كلامه في المجلس حسناً فإنّ الله سيزيده إحساناً، وإن كان في مجلسه إثم فإنّ ترديده للدعاء كفّارة له، باستثناء الكبائر التي يحتاج تكفيرها إلى فضل الله -تعالى-، والتوبة الصادقة بشروطها المعروفة.
فضل ذِكر الله في المجالس
شرع الإسلام الاجتماع في المجالس ولم يُحرّمه، إلّا أنّه شرع ما يُنظّمها، ويُخلّصها من مساوئ الأخلاق؛ ولذلك رغَّب في مجالس ذِكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن، وجعلها خير المجالس، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضل هذه المجالس، والذي يتمثّل بأنّ أصحابها يُذكَرون في الملأ الأعلى؛ بدليل قوله: (إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتَّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا)، حتى قوله في ما يرويه عن ربّه -جلّ وعلا-: (فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، فيقولون: رب فيهم فلان، عبد خطّاء، إنما مرّ فجلس معهم، فيقول: وله غفرت؛ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
آداب المجلس
هناك العديد من الآداب الخاصّة بالمجالس، والتي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها، ومنها ما يأتي: اختيار الجليس الصالح؛ وذلك لقوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ).
اختيار المجالس التي يُذكَر فيها الله -تعالى-؛ لقوله -تعالى-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا)، ولقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
تجنُّب مجالس الغفلة؛ لقوله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ).
إلقاء السلام على مَن في المجلس، عند الدخول، والخروج. حفظ الجوارح عمّا لا يحلّ في المجالس، مثل: النظر، أو الاستماع إلى ما لا يحلّ، أو الغيبة، والنميمة، والاستهزاء بالآخرين.
اختيار المجالس الواسعة، والجلوس حيث ينتهي به المجلس وتوقير الكبار في السنّ، والعلماء في المجالس؛ فيُوسع لهم، ويجلسهم.
قضاء الوقت في المجالس بالأمور النافعة، وعدم تضييعه. احترام مكان الجلوس فلا يطلب من أحد أن ينهض من مكانه ليجلس هو فيه، وإذا نهض أحد من مكانه ثمّ رجع إليه، فهو أولى بالرجوع إليه؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قامَ مِن مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِ، فَهو أحَقُّ بهِ).
الاستئذان عند الجلوس في مكانٍ بين اثنين، وإذا طُلِب منه أن يُوسّع، ويُفسِح للآخرين، فعليه أن يفعل ذلك.
الالتزام بعدم التحدُّث بالسرّ بين اثنَين؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ).
عدم التجسُّس على الآخرين في المجالس، وعدم إيذاء أهل هذا المجلس. اختيار المكان المناسب للجلوس؛ فلا يجلس في الطريق، أو في أماكن الراحة، أو أماكن العبادة، وإذا جلس في الطريق فإنّ عليه أن يُعطيَ الطريقَ حقّه؛ من رَدِّ السلام، وغَضّ البصر، وما إلى ذلك.
الجلوس جلسة صحيحة مناسبة ليس فيها محظور شرعيّ، أو كشف للعورة، ومن الجلسات المَنهيّ عنها كراهةً: الاتِّكاء على إِلية اليد اليُسرى خلف الظهر، والاستلقاء على الأرض ووضع إحدى الرجلَين على الأخرى؛ لأنّ ذلك مَظنّة كشف العورة، إضافة إلى الجلوس بين الظلّ والشمس.
اختيار الكلمات المناسبة، والألفاظ الحسنة للتحدُّث بها في المجالس. الاستماع بإنصات، واهتمام للمُتحدِّث، والنظر إليه، وإحسان الردّ عليه؛ لأنّ هذا مَنهج سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-. التحلّي بمكارم الأخلاق التي تخصّ المجالس، ومنها: الابتسامة، ولين الكلام، وحُسن الحوار، واحترام الآخرين، وتَرك كثرة الضحك، وخَفض الصوت وعدم رفعه؛ لقوله -تعالى-: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
عدم النوم في مجلسٍ الناس فيه غير نِيام؛ لما في ذلك من احتمالٍ لكَشف عورته، أو صدور أمر منه يكره حصوله أمام الناس؛ لأنّه يكون قد فقد السيطرة على نفسه حال النوم. تجنُّب المزاح مع الناس باليد، والتخفيف من المزاح بالقول أيضاً.
الحرص على عدم إيذاء الناس في المجالس، وخاصّةً إذا مرّ ومعه أدوات يُشكّل حَملها خطورة.
اختتام المجلس بذِكر دعاء كفّارة المجلس؛ لما له من فضائل.
الاستئذان عند الانصراف، وخاصّة من المجالس الجامعة. أنواع الجلساء