زواج التجربة.. فكرة مُجرّمة
زواج التجربة الذي
وجد صدى إعلامي كبير من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، وكان هذا التفاعل من
قبل المصريين له مبرره وهو السؤال عن مدى شرعية هذا العقد ورأي الدين فيه، كما كان بمثابة فقاعة إختبار لردود أفعال المجتمع
المصري من قبل من طالب به، أو شو إعلامي أكثر
منه تجربة حقيقية على أرض الواقع، لأن مسمى الزواج من وجهة نظري لا ينطبق أصلا على
هذه الحالة..
فالزواج الحقيقي هو رباط ديني وشرعي في جميع الأديان السماوية وليس عقد بين طرفين، ولا ينطبق عليه قاعدة العقد شريعة المتعاقدين، لأن كل ما هو في عقد الزواج قواعد وتكاليف شرعية من قبل الله عز وجل، فعقد الزواج بكل موضوعية هو عقد سماوي شرعي وليس وضعي من قبل البشر يثبتون فيه ما يشاءون من أحكام وشروط، لذا عند الإعلان عن مواصفات وشروط هذا العقد وجد رفضا مجتمعيا ورفضته أيضا دار الإفتاء ورفضه الأزهر الشريف، وعندما رأى صاحب هذه الفكرة ردود الفعل الشديدة من قبل المجتمع والمؤسسات الدينية خرج علينا من خلال الإعلام، وأكد أنه تم فهم الأمر خطأ وأنه لم يقصد أن يكون هذا العقد مكان عقد الزواج الرسمي المعمول به في البلاد على مذهب ابي حنيفة النعمان منذ عشرات السنين..
تجديد الخطاب الديني.. ضرورة عصرية
ولكن كان قصده هو الحد من ظاهرة الطلاق التي استشرت في المجتمع المصري حتى وصل الحال أن تحدث كل ست دقائق حالة طلاق، وأضاف أنه من خلال حالة لجأت إليه من سيدة مصرية نشب بينها وبين زوجها مشكلة كادت تؤدي إلى الطلاق، وأنه تدخل لدى الزوج والزوجة وأقترح عليهما هذا العقد، على أن يكون منفصلا عن عقد الزواج الرسمي المستمر بين الزوجين منذ خمس سنوات..
وفي السياق نفسه عرضت السيدة المصرية تجربتها حيث ذكرت من خلال وسيلة إعلامية خارجية بقولها أن هناك فهم خاطئ تم الترويج لها عن "زواج التجربة" مشيرة إلى أنها متزوجة لدى مأذون شرعي منذ 5 سنوات، ولم يحدث انفصال رسمي وأن عقد الزواج الشرعي لا يزال ساريًا، وكل ما حدث أن هناك عقد آخر ملحق بعقد الزواج الأصلي، ينظم الواجبات والحقوق، ويضعها في إطار قانوني، وأوضحت في حيثيات ردها على مهاجمي تجربتها بقولها كان هناك اتفاق بيني وبين زوجي على توفير شقة سكنية أخرى أكثر اتساعا في خلال وقت معين وهو لم يحدث، إضافة إلى وجود تفاصيل أيضًا كانت تزعجه مني، وما قمنا به هو أننا وضعنا كل شروطنا في عقد قانوني، ينظم العلاقة إلى جانب التعاقد الشرعي. انتهى كلام أصحاب فكرة زواج التجربة.
وبعد ذكر تبريرات أصحاب فكرة زواج التجربة، لا بد أيضا أن أذكر رأي الدين في هذا العقد من خلال بيان الأزهر الذي جاء فيه ما يلي: الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.
ومما جاء في بيان الأزهر في أيضا أن صورة عقد الزواج المُسمَّى ب«زواج التجربة» تتنافى مع دعائم منظومة الزواج في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده، إضافةًإلى ما فيها من امتهان للمرأة، وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق في المجتمع.
داعش.. والطائفية المذهبية في العراق
وفي نهاية البيان أكد الأزهر أن زواج التجربة -كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.. ثم كثرت الأغاليط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج أو إن شئت قلت: الابتداع- أن ينتهي عقدُه بانتهاء المدة المقررة؛ ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو التَّأقيت.
وبعد سرد أقوال أصحاب التجربة والأزهر الشريف، لا بد لي أن أؤكد على قاعدة أصولية معتبرة وهي اذا كانت الغاية شرعية فلا بد أن تكون الوسيلة شرعية، وليس بحسن النوايا تعالج القضايا الإجتماعية ذات المرجعية الدينية، فإذا كان صاحب عقد زواج التجربة يريد أن يحد من حالات الطلاق، كان عليه أن يبحث في الشرع عن الحلول المناسبة لعلاج حالات الطلاق، ومنها بعض وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للأزواج وكان يريد من هذه الوصايا تحقيق الوفاق بين الزوج والزوجة..
فقد أوصى صلى الله عليه وسلم الزوج بالإحسان إلى الزوجة في المعاملة والإنفاق في الملبس والمسكن والمأكل، وأن يرعاها الزوج ويحفظها ويصون كرامتها ولا يجرحها ويراعي مشاعرها، وأن يتذكر مزاياها ويتغاضى عن عيوبها فلو عملنا بمثل هذه الوصايا لتحقق لنا زواج مستقر مبني على دعائم الزواج في الإسلام.
فالزواج الحقيقي هو رباط ديني وشرعي في جميع الأديان السماوية وليس عقد بين طرفين، ولا ينطبق عليه قاعدة العقد شريعة المتعاقدين، لأن كل ما هو في عقد الزواج قواعد وتكاليف شرعية من قبل الله عز وجل، فعقد الزواج بكل موضوعية هو عقد سماوي شرعي وليس وضعي من قبل البشر يثبتون فيه ما يشاءون من أحكام وشروط، لذا عند الإعلان عن مواصفات وشروط هذا العقد وجد رفضا مجتمعيا ورفضته أيضا دار الإفتاء ورفضه الأزهر الشريف، وعندما رأى صاحب هذه الفكرة ردود الفعل الشديدة من قبل المجتمع والمؤسسات الدينية خرج علينا من خلال الإعلام، وأكد أنه تم فهم الأمر خطأ وأنه لم يقصد أن يكون هذا العقد مكان عقد الزواج الرسمي المعمول به في البلاد على مذهب ابي حنيفة النعمان منذ عشرات السنين..
تجديد الخطاب الديني.. ضرورة عصرية
ولكن كان قصده هو الحد من ظاهرة الطلاق التي استشرت في المجتمع المصري حتى وصل الحال أن تحدث كل ست دقائق حالة طلاق، وأضاف أنه من خلال حالة لجأت إليه من سيدة مصرية نشب بينها وبين زوجها مشكلة كادت تؤدي إلى الطلاق، وأنه تدخل لدى الزوج والزوجة وأقترح عليهما هذا العقد، على أن يكون منفصلا عن عقد الزواج الرسمي المستمر بين الزوجين منذ خمس سنوات..
وفي السياق نفسه عرضت السيدة المصرية تجربتها حيث ذكرت من خلال وسيلة إعلامية خارجية بقولها أن هناك فهم خاطئ تم الترويج لها عن "زواج التجربة" مشيرة إلى أنها متزوجة لدى مأذون شرعي منذ 5 سنوات، ولم يحدث انفصال رسمي وأن عقد الزواج الشرعي لا يزال ساريًا، وكل ما حدث أن هناك عقد آخر ملحق بعقد الزواج الأصلي، ينظم الواجبات والحقوق، ويضعها في إطار قانوني، وأوضحت في حيثيات ردها على مهاجمي تجربتها بقولها كان هناك اتفاق بيني وبين زوجي على توفير شقة سكنية أخرى أكثر اتساعا في خلال وقت معين وهو لم يحدث، إضافة إلى وجود تفاصيل أيضًا كانت تزعجه مني، وما قمنا به هو أننا وضعنا كل شروطنا في عقد قانوني، ينظم العلاقة إلى جانب التعاقد الشرعي. انتهى كلام أصحاب فكرة زواج التجربة.
وبعد ذكر تبريرات أصحاب فكرة زواج التجربة، لا بد أيضا أن أذكر رأي الدين في هذا العقد من خلال بيان الأزهر الذي جاء فيه ما يلي: الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.
ومما جاء في بيان الأزهر في أيضا أن صورة عقد الزواج المُسمَّى ب«زواج التجربة» تتنافى مع دعائم منظومة الزواج في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده، إضافةًإلى ما فيها من امتهان للمرأة، وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق في المجتمع.
داعش.. والطائفية المذهبية في العراق
وفي نهاية البيان أكد الأزهر أن زواج التجربة -كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.. ثم كثرت الأغاليط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج أو إن شئت قلت: الابتداع- أن ينتهي عقدُه بانتهاء المدة المقررة؛ ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو التَّأقيت.
وبعد سرد أقوال أصحاب التجربة والأزهر الشريف، لا بد لي أن أؤكد على قاعدة أصولية معتبرة وهي اذا كانت الغاية شرعية فلا بد أن تكون الوسيلة شرعية، وليس بحسن النوايا تعالج القضايا الإجتماعية ذات المرجعية الدينية، فإذا كان صاحب عقد زواج التجربة يريد أن يحد من حالات الطلاق، كان عليه أن يبحث في الشرع عن الحلول المناسبة لعلاج حالات الطلاق، ومنها بعض وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للأزواج وكان يريد من هذه الوصايا تحقيق الوفاق بين الزوج والزوجة..
فقد أوصى صلى الله عليه وسلم الزوج بالإحسان إلى الزوجة في المعاملة والإنفاق في الملبس والمسكن والمأكل، وأن يرعاها الزوج ويحفظها ويصون كرامتها ولا يجرحها ويراعي مشاعرها، وأن يتذكر مزاياها ويتغاضى عن عيوبها فلو عملنا بمثل هذه الوصايا لتحقق لنا زواج مستقر مبني على دعائم الزواج في الإسلام.