مسيرة حافلة.. الأزهر يودع الدكتور أحمد طه ريان ومن يخلفه في كبار العلماء
ودع الأزهر الشريف، أمس الأربعاء، العالم الجليل الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
الشريف، وعميد كلية الشريعة والقانون السابق، وإمام مذهب الفقه المالكي في مصر،
بعد رحلة صراع مع المرض نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام الماضية.
وفور إعلان خبر الوفاة سارع علماء الأزهر ومنتسبوه، في نعي الراحل عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، كما شارك المئات من طلابه وأئمة الأزهر الشريف في صلاة الجنازة على الراحل والتى خرجت من الجامع الأزهر بعد صلاة ظهر أمس الأربعاء.
شيخ الأزهر
من جانبه حرص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على نعي الراحل من خلال كلمات مؤثرة كتبها عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا :"رَحِمَ الله أخي العزيز وزميلي الفاضل، رفيقَ رحلة التعلم والدراسة، الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بأسيوط، وأستاذ الفقه المالكي بالأزهر الشريف، الذي عاش عالمًا جليلًا، ودارسًا مُدققًا، وسمحًا كريمًا معطاءً بين طلابه وتلاميذه".
وأضاف :"فقد كان -رحمه الله- في دفاعه عن الشريعة يَصدَعُ بما يُؤمن به، ولا يخشى في قول الحق لومةَ لائم، عاش -رحمه الله- ومات في مكتبته، وأثرى المكتبة الأزهرية بالمؤلفات والأبحاث العلمية في الفقه والأصول والحديث الشريف، وإن الأزهر ليفتقد بافتقاده رُكنًا أصيلًا من أركان الفقه المالكي والتشريع بأروقة الأزهر الشريف وقاعات الدرس والبحث العلمي في كليات الشريعة والقانون في جامعة الأزهر".
وأتم شيخ الأزهر :" إني مع زملائي في هيئة كبار العلماء وأساتذة الأزهر الشريف لنحتسبه عند الله، ونعتصم بالصبر الجميل على قضائه وقدره، سائلين المولى -سبحانه وتعالى- أن يتقبَّله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يبارك في أهله وذريته ويلهمهم وتلاميذه ومُريديه الصبر والرضا بالقضاء والقدر".
هيئة كبار العلماء
فتحت وفاة الدكتور أحمد طه ريان النقاش حول النصاب القانونى للهيئة بعد وفاة غالبية أعضائها في الفترة الأخيرة، مما جعل فتح الباب لتلقي ترشيحات الأعضاء الجدد خلال الفترة الأخيرة أمرًا ضروريًا، خاصة في ظل تقدم عدد من الطلبات من قبل بعض أعضاء هيئات التدريس للإنضمام لعضوية الهيئة، ومن المتوقع أن يتم مناقشة الأمر خلال الاجتماع القادم للهيئة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
قانون هيئة كبار العلماء
هيئة كبار العلماء، أعاد تجديدها الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى 2012 وعادت بـ26 عضوا فقط، ليتم استكمال باقى الأعضاء فيما بعد، ولكنها تعاني حاليا من النقص العددي نتيجة وفاة عدد من ممثليها، دون ترشيح العدد الكافي لاستكمال النصاب القانوني لها.
ترجع قصة إعادة تكوين هيئة كبار العلماء إلى عام 2012 بعد أن تم إلغاؤها عام 1961، إذ وافق رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل هيئة كبار العلماء من 26 عضوًا من جميع المذاهب الفقهية الأربعة، فى السابع والعشرين من شهر يونيو عام 2012، بعد أن وافق مجلس الوزراء عليه في آخر اجتماع للحكومة، برئاسة الدكتور كمال الجنزوري قبل تقديم استقالتها.
المذهب المالكي في مصر
يعد الدكتور أحمد طه ريان رائد المذهب المالكي في مصر، ويعتبره الكثيرون شيخ المالكية في مصر، حيث كان يعكف على تدريس مادة الفقه على المذهب المالكي في الجامع الأزهر حتى وفاته.
وتحدث الدكتور أحمد طه ريان فى حديث سابق له عن معنى المذهب المالكي والفريق بينه وبين المذاهب الفقهية الأخرى، حيث أوضح أن كل مذهب له ملامح خاصة به، وأن المذهب المالكى يتفق مع المذاهب الأخرى فى الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، لكن "المالكية"- ويقصد بهم جمهور مذهب الإمام مالك من العلماء والعاملين به- يقدم عندهم عمل أهل المدينة وهو العمل الذي استمر عليه بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على "أحاديث الآحاد".
وأشار إلى أن أصحاب المذهب المالكي يرون أن عمل أهل المدينة ينقله عدد كبير، آلاف عن آلاف عن آلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن "حديث الآحاد" ينقله واحد عن واحد عن واحد (يعنى راوِ عن راوٍ عن راوٍ)، وهذا ليس مذهب الإمام مالك وحده، لكنه منهج شيوخ الإمام مالك والتابعين والصحابة.
وعن حقيقة تشدد المذهب المالكي قال "ريان" :" هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فلا يوجد مذهب متشدد على الإطلاق، ولا متساهل على الإطلاق، وإنما يوجد فى كل مذهب مسائل مشددة وأخرى مخففة، وفى المذهب المالكي مثلًا، يرى الإمام مالك ضرورة "تدليك كل أعضاء الجسم فى الوضوء"، أى إن من لم يدلك وجهه وقدميه عند "مالك" وضوؤه باطل، لأن كلمة "الغسل" تقتضي "الدلك"، فيما يقول آخرون إنه "يكفى تغطيتها بالماء".
السيرة الذاتية للدكتور أحمد طه ريان
وولد الدُّكتور أحمد طه ريَّان بمحافظة الأقصر في 10 فبراير 1939م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشَّريف، وتدرَّج فيه حتَّى حصل علي الإجازة العالية في الشَّريعة الإسلاميَّة سنة 1966م، ثمَّ حصل على الماجستير في الفقه المقارن سنة 1968م، ثمَّ حصل على العالميَّة سنة 1973م، وبدأ رحلته العلميَّة مدرِّسًا للفقه المقارن، وترقَّى في مناصب الجامعة، أستاذًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا لكلية الشَّريعة والقانون، ثمَّ عضوّا مؤسِّسًا بهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
مناصب الدكتور أحمد طه ريان
- عميدًا لـ كلية الشريعة والقانون بأسيوط.
- رئيسًا لـ موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
- عميداً لـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأحقاف باليمن.
- وكيلاً لـ كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي.
- رئيسًا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
- رئيسًا للمكتب الأكاديمي للجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة .
- أشرف وناقش أكثر من مائة وعشرين رسالة ماجستير ودكتوراه.
- قام برحلات علمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
مؤلفات الدكتور أحمد طه ريان
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الفقه الإسلامي حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلَّفات العلمية القيمة، ومن أهمها:
"المسكرات وعقوبتها في الشَّريعة الإسلاميَّة" و"المخدِّرات بين الطِّب والفقه"، و"تعدُّد الزَّوجات ومعيار العدل بينهنَّ في الشَّريعة الإسلاميَّة"، و"ضوابط الاجتهاد والفتوى"، و"فقهاء المذهب المالكي"، و"سنن الفطرة بين المحدِّثين والفقهاء"، و"ملامح من حياة الفقيه المحدِّث الإمام مالك بن أنس"، و"البيوع المحرَّمة وأثرها في تعامل المصارف"، و"التَّعليق الفقهيُّ على مدوَّنة الإمام مالك"، و"بريد الإسلام في الفتاوى"، و"المدخل الوجيز في التَّعريف بمذهب إمام الفقه والحديث مالك بن أنس رضي الله عنه"، و"الرَّدُّ على الفكر العلمانيِّ"، و"الذَّبائح في الحجِّ.. مصادرها ومصارفها" وغير ذلك من مؤلَّفات.
وفور إعلان خبر الوفاة سارع علماء الأزهر ومنتسبوه، في نعي الراحل عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، كما شارك المئات من طلابه وأئمة الأزهر الشريف في صلاة الجنازة على الراحل والتى خرجت من الجامع الأزهر بعد صلاة ظهر أمس الأربعاء.
شيخ الأزهر
من جانبه حرص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على نعي الراحل من خلال كلمات مؤثرة كتبها عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا :"رَحِمَ الله أخي العزيز وزميلي الفاضل، رفيقَ رحلة التعلم والدراسة، الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بأسيوط، وأستاذ الفقه المالكي بالأزهر الشريف، الذي عاش عالمًا جليلًا، ودارسًا مُدققًا، وسمحًا كريمًا معطاءً بين طلابه وتلاميذه".
وأضاف :"فقد كان -رحمه الله- في دفاعه عن الشريعة يَصدَعُ بما يُؤمن به، ولا يخشى في قول الحق لومةَ لائم، عاش -رحمه الله- ومات في مكتبته، وأثرى المكتبة الأزهرية بالمؤلفات والأبحاث العلمية في الفقه والأصول والحديث الشريف، وإن الأزهر ليفتقد بافتقاده رُكنًا أصيلًا من أركان الفقه المالكي والتشريع بأروقة الأزهر الشريف وقاعات الدرس والبحث العلمي في كليات الشريعة والقانون في جامعة الأزهر".
وأتم شيخ الأزهر :" إني مع زملائي في هيئة كبار العلماء وأساتذة الأزهر الشريف لنحتسبه عند الله، ونعتصم بالصبر الجميل على قضائه وقدره، سائلين المولى -سبحانه وتعالى- أن يتقبَّله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يبارك في أهله وذريته ويلهمهم وتلاميذه ومُريديه الصبر والرضا بالقضاء والقدر".
هيئة كبار العلماء
فتحت وفاة الدكتور أحمد طه ريان النقاش حول النصاب القانونى للهيئة بعد وفاة غالبية أعضائها في الفترة الأخيرة، مما جعل فتح الباب لتلقي ترشيحات الأعضاء الجدد خلال الفترة الأخيرة أمرًا ضروريًا، خاصة في ظل تقدم عدد من الطلبات من قبل بعض أعضاء هيئات التدريس للإنضمام لعضوية الهيئة، ومن المتوقع أن يتم مناقشة الأمر خلال الاجتماع القادم للهيئة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
قانون هيئة كبار العلماء
هيئة كبار العلماء، أعاد تجديدها الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى 2012 وعادت بـ26 عضوا فقط، ليتم استكمال باقى الأعضاء فيما بعد، ولكنها تعاني حاليا من النقص العددي نتيجة وفاة عدد من ممثليها، دون ترشيح العدد الكافي لاستكمال النصاب القانوني لها.
ترجع قصة إعادة تكوين هيئة كبار العلماء إلى عام 2012 بعد أن تم إلغاؤها عام 1961، إذ وافق رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل هيئة كبار العلماء من 26 عضوًا من جميع المذاهب الفقهية الأربعة، فى السابع والعشرين من شهر يونيو عام 2012، بعد أن وافق مجلس الوزراء عليه في آخر اجتماع للحكومة، برئاسة الدكتور كمال الجنزوري قبل تقديم استقالتها.
المذهب المالكي في مصر
يعد الدكتور أحمد طه ريان رائد المذهب المالكي في مصر، ويعتبره الكثيرون شيخ المالكية في مصر، حيث كان يعكف على تدريس مادة الفقه على المذهب المالكي في الجامع الأزهر حتى وفاته.
وتحدث الدكتور أحمد طه ريان فى حديث سابق له عن معنى المذهب المالكي والفريق بينه وبين المذاهب الفقهية الأخرى، حيث أوضح أن كل مذهب له ملامح خاصة به، وأن المذهب المالكى يتفق مع المذاهب الأخرى فى الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، لكن "المالكية"- ويقصد بهم جمهور مذهب الإمام مالك من العلماء والعاملين به- يقدم عندهم عمل أهل المدينة وهو العمل الذي استمر عليه بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على "أحاديث الآحاد".
وأشار إلى أن أصحاب المذهب المالكي يرون أن عمل أهل المدينة ينقله عدد كبير، آلاف عن آلاف عن آلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن "حديث الآحاد" ينقله واحد عن واحد عن واحد (يعنى راوِ عن راوٍ عن راوٍ)، وهذا ليس مذهب الإمام مالك وحده، لكنه منهج شيوخ الإمام مالك والتابعين والصحابة.
وعن حقيقة تشدد المذهب المالكي قال "ريان" :" هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فلا يوجد مذهب متشدد على الإطلاق، ولا متساهل على الإطلاق، وإنما يوجد فى كل مذهب مسائل مشددة وأخرى مخففة، وفى المذهب المالكي مثلًا، يرى الإمام مالك ضرورة "تدليك كل أعضاء الجسم فى الوضوء"، أى إن من لم يدلك وجهه وقدميه عند "مالك" وضوؤه باطل، لأن كلمة "الغسل" تقتضي "الدلك"، فيما يقول آخرون إنه "يكفى تغطيتها بالماء".
السيرة الذاتية للدكتور أحمد طه ريان
وولد الدُّكتور أحمد طه ريَّان بمحافظة الأقصر في 10 فبراير 1939م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشَّريف، وتدرَّج فيه حتَّى حصل علي الإجازة العالية في الشَّريعة الإسلاميَّة سنة 1966م، ثمَّ حصل على الماجستير في الفقه المقارن سنة 1968م، ثمَّ حصل على العالميَّة سنة 1973م، وبدأ رحلته العلميَّة مدرِّسًا للفقه المقارن، وترقَّى في مناصب الجامعة، أستاذًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا لكلية الشَّريعة والقانون، ثمَّ عضوّا مؤسِّسًا بهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
مناصب الدكتور أحمد طه ريان
- عميدًا لـ كلية الشريعة والقانون بأسيوط.
- رئيسًا لـ موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
- عميداً لـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأحقاف باليمن.
- وكيلاً لـ كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي.
- رئيسًا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
- رئيسًا للمكتب الأكاديمي للجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة .
- أشرف وناقش أكثر من مائة وعشرين رسالة ماجستير ودكتوراه.
- قام برحلات علمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
مؤلفات الدكتور أحمد طه ريان
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الفقه الإسلامي حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلَّفات العلمية القيمة، ومن أهمها:
"المسكرات وعقوبتها في الشَّريعة الإسلاميَّة" و"المخدِّرات بين الطِّب والفقه"، و"تعدُّد الزَّوجات ومعيار العدل بينهنَّ في الشَّريعة الإسلاميَّة"، و"ضوابط الاجتهاد والفتوى"، و"فقهاء المذهب المالكي"، و"سنن الفطرة بين المحدِّثين والفقهاء"، و"ملامح من حياة الفقيه المحدِّث الإمام مالك بن أنس"، و"البيوع المحرَّمة وأثرها في تعامل المصارف"، و"التَّعليق الفقهيُّ على مدوَّنة الإمام مالك"، و"بريد الإسلام في الفتاوى"، و"المدخل الوجيز في التَّعريف بمذهب إمام الفقه والحديث مالك بن أنس رضي الله عنه"، و"الرَّدُّ على الفكر العلمانيِّ"، و"الذَّبائح في الحجِّ.. مصادرها ومصارفها" وغير ذلك من مؤلَّفات.