فقدنا مصباحاً منيراً.. وداعاً أحمد طه ريان إمام المالكية في مصر
مع الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء رحل عن عالمنا الدكتور أحمد طه ريان، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بالأزهر عضو هيئة كبار العلماء رئيس موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، شيخ المذهب "المالكي" في مصر.
المذهب المالكي في مصر
يعد الدكتور أحمد طه ريان رائد المذهب المالكي في مصر، ويعتبره الكثيرون شيخ المالكية في مصر، حيث كان يعكف على تدريس مادة الفقه على المذهب المالكي في الجامع الأزهر حتى وفاته.
وتحدث الدكتور أحمد طه ريان فى حديث سابق له عن معنى المذهب المالكي والفريق بينه وبين المذاهب الفقهية الأخرى، حيث أوضح أن كل مذهب له ملامح خاصة به، وأن المذهب المالكى يتفق مع المذاهب الأخرى فى الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، لكن "المالكية"- ويقصد بهم جمهور مذهب الإمام مالك من العلماء والعاملين به- يقدم عندهم عمل أهل المدينة وهو العمل الذي استمر عليه بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على "أحاديث الآحاد".
وأشار إلي أن أصحاب المذهب المالكي يرون أن عمل أهل المدينة ينقله عدد كبير، آلاف عن آلاف عن آلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن "حديث الآحاد" ينقله واحد عن واحد عن واحد (يعنى راوِ عن راوٍ عن راوٍ)، وهذا ليس مذهب الإمام مالك وحده، لكنه منهج شيوخ الإمام مالك والتابعين والصحابة.
وعن حقيقة تشدد المذهب المالكي قال "ريان" :" هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فلا يوجد مذهب متشدد على الإطلاق، ولا متساهل على الإطلاق، وإنما يوجد فى كل مذهب مسائل مشددة وأخرى مخففة، وفى المذهب المالكى مثلًا، يرى الإمام مالك ضرورة "تدليك كل أعضاء الجسم فى الوضوء"، أى إن من لم يدلك وجهه وقدميه عند "مالك" وضوؤه باطل، لأن كلمة "الغسل" تقتضى "الدلك"، فيما يقول آخرون إنه "يكفى تغطيتها بالماء".
السيرة الذاتية للدكتور أحمد طه ريان
وولد الدُّكتور أحمد طه ريَّان بمحافظة الأقصر في 10 فبراير 1939م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشَّريف، وتدرَّج فيه حتَّى حصل علي الإجازة العالية في الشَّريعة الإسلاميَّة سنة 1966م، ثمَّ حصل على الماجستير في الفقه المقارن سنة 1968م، ثمَّ حصل على العالميَّة سنة 1973م، وبدأ رحلته العلميَّة مدرِّسًا للفقه المقارن، وترقَّى في مناصب الجامعة، أستاذًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا لكلية الشَّريعة والقانون، ثمَّ عضوّا مؤسِّسًا بهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
مناصب الدكتور أحمد طه ريان
عميدا لكلية الشريعة والقانون بأسيوط.
- رئيساً لموسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
- عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأحقاف باليمن.
- وكيلاً لكلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي.
- رئيسا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
- رئيسا للمكتب الأكاديمي للجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة .
- أشرف وناقش أكثر من مائة وعشرين رسالة ماجستير ودكتوراه .
- قام برحلات علمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
مؤلفات الدكتور أحمد طه ريان
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الفقه الإسلامي حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلَّفات العلمية القيمة، ومن أهمها:
"المسكرات وعقوبتها في الشَّريعة الإسلاميَّة" و"المخدِّرات بين الطِّب والفقه"، و"تعدُّد الزَّوجات ومعيار العدل بينهنَّ في الشَّريعة الإسلاميَّة"، و"ضوابط الاجتهاد والفتوى"، و"فقهاء المذهب المالكي"، و"سنن الفطرة بين المحدِّثين والفقهاء"، و"ملامح من حياة الفقيه المحدِّث الإمام مالك بن أنس"، و"البيوع المحرَّمة وأثرها في تعامل المصارف"، و"التَّعليق الفقهيُّ على مدوَّنة الإمام مالك"، و"بريد الإسلام في الفتاوى"، و"المدخل الوجيز في التَّعريف بمذهب إمام الفقه والحديث مالك بن أنس رضي الله عنه"، و"الرَّدُّ على الفكر العلمانيِّ"، و"الذَّبائح في الحجِّ.. مصادرها ومصارفها" وغير ذلك من مؤلَّفات.
شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية
وفور إعلان خبر الوفاة سارعت المؤسسات الدينية لرثائه، وكان على رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وأكد شيخ الأزهر أن العالم الإسلامي قد فقد مصباحًا منيرًا من مصابيح العلم، وأن العالم الراحل لم يدخر جهدًا في خدمة الإسلام والمسلمين، تاركًا للمكتبة الأزهرية والإسلامية إرثًا كبيرًا في مجال الفقه الإسلامي ومسيرة علمية عامرة بالبذل والجهد والعطاء وخدمة رسالة الإسلام، وسيبقى بيننا بعلمه ومحاضراته ودروسه في رحاب الجامع الأزهر والجامعة والمحافل العلمية ينهل منها طلاب العلم.
وأعرب الطيب عن حزنه وألمه لرحيل العالم الجليل، وتقدم بخالص العزاء لأسرة الراحل وتلامذته ومحبيه، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
هيئة كبار العلماء
كما نعت هيئة كبار العلماء العالم الراحل مؤكدًا أنَّ التَّاريخ سيظلُّ يذكر فقيد الأزهر والأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بعلمه، وفكره، ومؤلفاته الَّتي عالج من خلالها مشكلات المجتمع السُّلوكيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، وتجديد الفقه الإسلاميِّ، وتخليص الدِّين مما علق به من شوائب، وما وجِّه إليه من شبهات.
وأعربت هيئة كبار العلماء بالأزهر عن حزنها وألمها لرحيل الفقيه الكبير فإنَّها تتقدَّم بخالص العزاء إلى أسرة الرَّاحل، وكلِّ العلماء والباحثين وطلَّاب العلم، والعالم الإسلاميِّ مع الدُّعاء الخالص أن يتغمَّد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنَّاته، وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
وفي سياق متصل نعى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الدكتور أحمد طه ريان قائلا في بيان له: "إن الفقيد -رحمه الله- كان يعد شيخ المالكية في عصره، وله الكثير من الجهود العلمية التي لا تحصى، حيث تتلمذ على يديه مئات الطلاب من مصر وخارجها، فضلًا عن مصنفاته القيمة والرصينة في الفقه وأصوله ومشاركاته المتميزة في العديد من المؤتمرات الدولية".
وتوجه المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشيخ الفقيد وتلامذته ومحبيه، داعيًا الله أن يعلي درجته في الفردوس الأعلى، وأن يجعل ما قدم من علم وعمل متقبلًا وشفيعًا له، وأن يلهم أهله وطلبته الصبر والسلوان.
المذهب المالكي في مصر
يعد الدكتور أحمد طه ريان رائد المذهب المالكي في مصر، ويعتبره الكثيرون شيخ المالكية في مصر، حيث كان يعكف على تدريس مادة الفقه على المذهب المالكي في الجامع الأزهر حتى وفاته.
وتحدث الدكتور أحمد طه ريان فى حديث سابق له عن معنى المذهب المالكي والفريق بينه وبين المذاهب الفقهية الأخرى، حيث أوضح أن كل مذهب له ملامح خاصة به، وأن المذهب المالكى يتفق مع المذاهب الأخرى فى الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، لكن "المالكية"- ويقصد بهم جمهور مذهب الإمام مالك من العلماء والعاملين به- يقدم عندهم عمل أهل المدينة وهو العمل الذي استمر عليه بعد وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على "أحاديث الآحاد".
وأشار إلي أن أصحاب المذهب المالكي يرون أن عمل أهل المدينة ينقله عدد كبير، آلاف عن آلاف عن آلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن "حديث الآحاد" ينقله واحد عن واحد عن واحد (يعنى راوِ عن راوٍ عن راوٍ)، وهذا ليس مذهب الإمام مالك وحده، لكنه منهج شيوخ الإمام مالك والتابعين والصحابة.
وعن حقيقة تشدد المذهب المالكي قال "ريان" :" هذا الكلام ليس صحيحًا على إطلاقه، فلا يوجد مذهب متشدد على الإطلاق، ولا متساهل على الإطلاق، وإنما يوجد فى كل مذهب مسائل مشددة وأخرى مخففة، وفى المذهب المالكى مثلًا، يرى الإمام مالك ضرورة "تدليك كل أعضاء الجسم فى الوضوء"، أى إن من لم يدلك وجهه وقدميه عند "مالك" وضوؤه باطل، لأن كلمة "الغسل" تقتضى "الدلك"، فيما يقول آخرون إنه "يكفى تغطيتها بالماء".
السيرة الذاتية للدكتور أحمد طه ريان
وولد الدُّكتور أحمد طه ريَّان بمحافظة الأقصر في 10 فبراير 1939م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشَّريف، وتدرَّج فيه حتَّى حصل علي الإجازة العالية في الشَّريعة الإسلاميَّة سنة 1966م، ثمَّ حصل على الماجستير في الفقه المقارن سنة 1968م، ثمَّ حصل على العالميَّة سنة 1973م، وبدأ رحلته العلميَّة مدرِّسًا للفقه المقارن، وترقَّى في مناصب الجامعة، أستاذًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا لكلية الشَّريعة والقانون، ثمَّ عضوّا مؤسِّسًا بهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
مناصب الدكتور أحمد طه ريان
عميدا لكلية الشريعة والقانون بأسيوط.
- رئيساً لموسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
- عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الأحقاف باليمن.
- وكيلاً لكلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي.
- رئيسا لقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
- رئيسا للمكتب الأكاديمي للجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة .
- أشرف وناقش أكثر من مائة وعشرين رسالة ماجستير ودكتوراه .
- قام برحلات علمية إلى كل من السعودية والأردن والإمارات وبنجلادش وأوزبكستان والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
مؤلفات الدكتور أحمد طه ريان
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الفقه الإسلامي حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلَّفات العلمية القيمة، ومن أهمها:
"المسكرات وعقوبتها في الشَّريعة الإسلاميَّة" و"المخدِّرات بين الطِّب والفقه"، و"تعدُّد الزَّوجات ومعيار العدل بينهنَّ في الشَّريعة الإسلاميَّة"، و"ضوابط الاجتهاد والفتوى"، و"فقهاء المذهب المالكي"، و"سنن الفطرة بين المحدِّثين والفقهاء"، و"ملامح من حياة الفقيه المحدِّث الإمام مالك بن أنس"، و"البيوع المحرَّمة وأثرها في تعامل المصارف"، و"التَّعليق الفقهيُّ على مدوَّنة الإمام مالك"، و"بريد الإسلام في الفتاوى"، و"المدخل الوجيز في التَّعريف بمذهب إمام الفقه والحديث مالك بن أنس رضي الله عنه"، و"الرَّدُّ على الفكر العلمانيِّ"، و"الذَّبائح في الحجِّ.. مصادرها ومصارفها" وغير ذلك من مؤلَّفات.
شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية
وفور إعلان خبر الوفاة سارعت المؤسسات الدينية لرثائه، وكان على رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وأكد شيخ الأزهر أن العالم الإسلامي قد فقد مصباحًا منيرًا من مصابيح العلم، وأن العالم الراحل لم يدخر جهدًا في خدمة الإسلام والمسلمين، تاركًا للمكتبة الأزهرية والإسلامية إرثًا كبيرًا في مجال الفقه الإسلامي ومسيرة علمية عامرة بالبذل والجهد والعطاء وخدمة رسالة الإسلام، وسيبقى بيننا بعلمه ومحاضراته ودروسه في رحاب الجامع الأزهر والجامعة والمحافل العلمية ينهل منها طلاب العلم.
وأعرب الطيب عن حزنه وألمه لرحيل العالم الجليل، وتقدم بخالص العزاء لأسرة الراحل وتلامذته ومحبيه، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
هيئة كبار العلماء
كما نعت هيئة كبار العلماء العالم الراحل مؤكدًا أنَّ التَّاريخ سيظلُّ يذكر فقيد الأزهر والأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بعلمه، وفكره، ومؤلفاته الَّتي عالج من خلالها مشكلات المجتمع السُّلوكيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، وتجديد الفقه الإسلاميِّ، وتخليص الدِّين مما علق به من شوائب، وما وجِّه إليه من شبهات.
وأعربت هيئة كبار العلماء بالأزهر عن حزنها وألمها لرحيل الفقيه الكبير فإنَّها تتقدَّم بخالص العزاء إلى أسرة الرَّاحل، وكلِّ العلماء والباحثين وطلَّاب العلم، والعالم الإسلاميِّ مع الدُّعاء الخالص أن يتغمَّد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنَّاته، وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
وفي سياق متصل نعى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الدكتور أحمد طه ريان قائلا في بيان له: "إن الفقيد -رحمه الله- كان يعد شيخ المالكية في عصره، وله الكثير من الجهود العلمية التي لا تحصى، حيث تتلمذ على يديه مئات الطلاب من مصر وخارجها، فضلًا عن مصنفاته القيمة والرصينة في الفقه وأصوله ومشاركاته المتميزة في العديد من المؤتمرات الدولية".
وتوجه المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشيخ الفقيد وتلامذته ومحبيه، داعيًا الله أن يعلي درجته في الفردوس الأعلى، وأن يجعل ما قدم من علم وعمل متقبلًا وشفيعًا له، وأن يلهم أهله وطلبته الصبر والسلوان.