4 فبراير 1942.. يوم عار لمصر في عهد الاحتلال!
كنت دائما اطرح على
نفسي سؤالا: هل ممكن أن يفكر عدو وطني في مصلحة بلدي؟ عندما كثرت جماعات المعارضة
لحكم مبارك، وجدت هناك من تطابق شعاراته مع شعارات الأمريكان وغيرهم من الأعداء الذين
لا يمكن اثق فيهم مطلقا، كنت أراجع نفسي وأفتش عن هؤلاء ولماذا تطابق شعاراتهم مع العدو،
تذكرت هذا مع صورة خطها باتقان الصديق مازن شعبان، وهنا انشرها بدون زيادة أو نقصان، فهى تكشف صفحة من تاريخنا
المخفي عن الكثير منا، بل ويتجاهله البعض لأسباب عدة.
كتب الصديق مازن شعبان على صفحته: يعد يوم 4 من فبراير 1942 من أهم الأيام في تاريخ مصر، فيه أهينت مصر في ملكها فاروق وأهين زعيم أغلبيتها مصطفى النحاس باشا هذا اليوم الذي لم يربح منه إلا جماعة الإخوان والإنجليز، تبدأ الحكاية في مطلع سنة ٤٢ كانت الحرب العالمية الثانية في ذروة اشتعالها، وكانت بريطانيا غارقة في الحرب حتى أذنيها، وتتوالى هزائمها أمام الجنرال الألماني روميل القادم من الغرب نحو الإسكندرية وفي الداخل المصري خرجت مظاهرات عارمة تطالب بالخبز الذي اختفى من الأسواق.
ثم تحولت المظاهرات إلى سياسية، فهتفوا ضد الإنجليز ورفعوا أعلام ألمانيا وإيطاليا قائلين: إلى الأمام يا روميل! وتوافر للإنجليز معلومات تؤكد أن الملك فاروق يميل إلى محور ألمانيا وإيطاليا، وأنه يقف خلف المظاهرات التي تدعو بالنصر لروميل، بل إنه على اتصال مباشر مع الفهرر نفسه هنا رأت بريطانيا ضرورة استدعاء مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة باعتباره زعيم الأغلبية القادرعلى السيطرة على مشاعر الجماهير الغاضبة، وفي نفس الوقت لتأديب الملك فاروق المتهور.
مصر وحرب اليمن.. وأعداء ثورة يوليو!
في صباح ٢ فبراير ٤٢ توجه السفير البريطاني (السير لامبسون) إلى قصر عابدين وسلم رئيس الديوان الملكي (أحمد حسنين باشا) إنذاراً إلى الملك يحثه على استدعاء النحاس والتشاور معه وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة في موعد أقصاه اليوم التالي، في اليوم التالي، ٣ فبراير، استدعى الملك فاروق مصطفى النحاس، وطلب منه على مضض تشكيل حكومة ائتلافية تضم كل الأحزاب والشخصيات!!
لكن مصطفى النحاس رفض فكرة الحكومة الائتلافية، وتمسك بأن تكون حكومته حكومة وفدية خالصة، فهو يعرف أن حكومة تضم الوفد وأعداء الوفد حكومة محكوم عليها بالفشل. ورفض الملك فكرة الحكومة الوفدية الخالصة!!
وشعر السفير البريطاني بعدم جدية الملك في الاستجابة لما طلب منه.
وفي صباح اليوم التالي، ٤ فبراير، توجه السفير إلى قصر عابدين وسلم رئيس الديوان إنذارا إلى الملك فاروق ينص على (إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة من مساء اليوم أن النحاس باشا سوف يشكل الحكومة، فإن الملك فاروق سوف يتحمل كل العواقب)!! وعندما سأله رئيس الديوان بأدب: ما هذه العواقب؟
قال السفير: نحن في حالة حرب وسوف نفعل أي شيء فيه مصلحتنا!!
في الرابعة من مساء نفس اليوم، استدعى الملك فاروق جميع القوى السياسية في مصر بما فيهم مصطفى النحاس، وعرض عليهم الإنذار البريطاني، فوافق الجميع على الرضوخ لمطالب السفير، لكنهم طالبوا بأن تكون الحكومة التي سيرأسها مصطفى النحاس حكومة قومية جميعاً!! وجدد مصطفى النحاس رفضه، وتمسك بأن تكون حكومته وفدية خالصة، ولهم أن يحاسبوها في المعارضة.
وانبرى الجميع في هجوم على النحاس وأنانيته ولبسوا قناع الوطنية وقالوا إن النحاس يريد أن يأتي رئيساً للحكومة على ألسنة رماح الإنجليز، وضاع الوقت في المناقشات، وكانت الساعة توشك على السادسة، موعد الإنذار، فاتصل رئيس الديوان بالسفارة البريطانية وطلب مد المهلة حتى التاسعة مساءً.
بسبب الشهداء.. 25 يناير عيد الشرطة!
فرد السفير قائلا: حسناً، سوف أحضر بنفسي في التاسعة!!
وبالفعل، حضر السفير في التاسعة إلى قصر عابدين، ومعه قائد القوات البريطانية و64 من الضباط الأشداء المسلحين بالمسدسات، بعد أن قامت الدبابات البريطانية بحصار القصر، وحصار ثكنات الحرس الملكي، ومنع الدخول أو الخروج من القصر، لم ينتظر السفير والقائد والضباط الأربعة أن يسمح لهم الملك بالدخول، ولكنهم دخلوا مباشرة عليه في غرفته وكان بصحبته رئيس الديوان.
لم يستغرق اللقاء أكثر من ١٠ دقائق، حيث خير السفير الملك فاروق بلهجة حاسمة بين أن يوقع على وثيقة تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة، أو التوقيع على وثيقة تنازل جلالته عن حكم مصر!!
وافق فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة منفرداً.. وأعلن عن ذلك في العاشرة من مساء نفس اليوم!!.
تخيل صديقى لو ان الملك فاروق رفض طلب الإنجليز، كان حملته الملايين من الشعب المصري، وأصبح رمزا وطنيا وكتب اسمه بذهب في كتب التاريخ وفي قلوب المصريين، ونفس الشيء كان ممكن أن يحدث لزعيم الأغلبية مصطفى النحاس ولكنهما لم يفكرا إلا في مصالحهما .
أنه يوم عار في تاريخ مصر المحتلة للإنجليز بموافقة ورعاية من ملك لا حول له ولا قوة .
تحيا مصر .
كتب الصديق مازن شعبان على صفحته: يعد يوم 4 من فبراير 1942 من أهم الأيام في تاريخ مصر، فيه أهينت مصر في ملكها فاروق وأهين زعيم أغلبيتها مصطفى النحاس باشا هذا اليوم الذي لم يربح منه إلا جماعة الإخوان والإنجليز، تبدأ الحكاية في مطلع سنة ٤٢ كانت الحرب العالمية الثانية في ذروة اشتعالها، وكانت بريطانيا غارقة في الحرب حتى أذنيها، وتتوالى هزائمها أمام الجنرال الألماني روميل القادم من الغرب نحو الإسكندرية وفي الداخل المصري خرجت مظاهرات عارمة تطالب بالخبز الذي اختفى من الأسواق.
ثم تحولت المظاهرات إلى سياسية، فهتفوا ضد الإنجليز ورفعوا أعلام ألمانيا وإيطاليا قائلين: إلى الأمام يا روميل! وتوافر للإنجليز معلومات تؤكد أن الملك فاروق يميل إلى محور ألمانيا وإيطاليا، وأنه يقف خلف المظاهرات التي تدعو بالنصر لروميل، بل إنه على اتصال مباشر مع الفهرر نفسه هنا رأت بريطانيا ضرورة استدعاء مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة باعتباره زعيم الأغلبية القادرعلى السيطرة على مشاعر الجماهير الغاضبة، وفي نفس الوقت لتأديب الملك فاروق المتهور.
مصر وحرب اليمن.. وأعداء ثورة يوليو!
في صباح ٢ فبراير ٤٢ توجه السفير البريطاني (السير لامبسون) إلى قصر عابدين وسلم رئيس الديوان الملكي (أحمد حسنين باشا) إنذاراً إلى الملك يحثه على استدعاء النحاس والتشاور معه وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة في موعد أقصاه اليوم التالي، في اليوم التالي، ٣ فبراير، استدعى الملك فاروق مصطفى النحاس، وطلب منه على مضض تشكيل حكومة ائتلافية تضم كل الأحزاب والشخصيات!!
لكن مصطفى النحاس رفض فكرة الحكومة الائتلافية، وتمسك بأن تكون حكومته حكومة وفدية خالصة، فهو يعرف أن حكومة تضم الوفد وأعداء الوفد حكومة محكوم عليها بالفشل. ورفض الملك فكرة الحكومة الوفدية الخالصة!!
وشعر السفير البريطاني بعدم جدية الملك في الاستجابة لما طلب منه.
وفي صباح اليوم التالي، ٤ فبراير، توجه السفير إلى قصر عابدين وسلم رئيس الديوان إنذارا إلى الملك فاروق ينص على (إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة من مساء اليوم أن النحاس باشا سوف يشكل الحكومة، فإن الملك فاروق سوف يتحمل كل العواقب)!! وعندما سأله رئيس الديوان بأدب: ما هذه العواقب؟
قال السفير: نحن في حالة حرب وسوف نفعل أي شيء فيه مصلحتنا!!
في الرابعة من مساء نفس اليوم، استدعى الملك فاروق جميع القوى السياسية في مصر بما فيهم مصطفى النحاس، وعرض عليهم الإنذار البريطاني، فوافق الجميع على الرضوخ لمطالب السفير، لكنهم طالبوا بأن تكون الحكومة التي سيرأسها مصطفى النحاس حكومة قومية جميعاً!! وجدد مصطفى النحاس رفضه، وتمسك بأن تكون حكومته وفدية خالصة، ولهم أن يحاسبوها في المعارضة.
وانبرى الجميع في هجوم على النحاس وأنانيته ولبسوا قناع الوطنية وقالوا إن النحاس يريد أن يأتي رئيساً للحكومة على ألسنة رماح الإنجليز، وضاع الوقت في المناقشات، وكانت الساعة توشك على السادسة، موعد الإنذار، فاتصل رئيس الديوان بالسفارة البريطانية وطلب مد المهلة حتى التاسعة مساءً.
بسبب الشهداء.. 25 يناير عيد الشرطة!
فرد السفير قائلا: حسناً، سوف أحضر بنفسي في التاسعة!!
وبالفعل، حضر السفير في التاسعة إلى قصر عابدين، ومعه قائد القوات البريطانية و64 من الضباط الأشداء المسلحين بالمسدسات، بعد أن قامت الدبابات البريطانية بحصار القصر، وحصار ثكنات الحرس الملكي، ومنع الدخول أو الخروج من القصر، لم ينتظر السفير والقائد والضباط الأربعة أن يسمح لهم الملك بالدخول، ولكنهم دخلوا مباشرة عليه في غرفته وكان بصحبته رئيس الديوان.
لم يستغرق اللقاء أكثر من ١٠ دقائق، حيث خير السفير الملك فاروق بلهجة حاسمة بين أن يوقع على وثيقة تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة، أو التوقيع على وثيقة تنازل جلالته عن حكم مصر!!
وافق فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة منفرداً.. وأعلن عن ذلك في العاشرة من مساء نفس اليوم!!.
تخيل صديقى لو ان الملك فاروق رفض طلب الإنجليز، كان حملته الملايين من الشعب المصري، وأصبح رمزا وطنيا وكتب اسمه بذهب في كتب التاريخ وفي قلوب المصريين، ونفس الشيء كان ممكن أن يحدث لزعيم الأغلبية مصطفى النحاس ولكنهما لم يفكرا إلا في مصالحهما .
أنه يوم عار في تاريخ مصر المحتلة للإنجليز بموافقة ورعاية من ملك لا حول له ولا قوة .
تحيا مصر .