6 كلمات وراء اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم
في إحدى تغريداته كتب الناشط اللبناني لقمان سليم "من يلزم الصمت اليوم، لن يحسن العواء غدا"، ربما كان يرد على تهديد مباشر له، عندما اعتدى "خفافيش الظلام"، كما وصفهم، على منزله وألصقوا على بابه لافتة كتب عليها "المجد لكاتم الصوت".
وكان المطلوب كتم صوت لقمان كما تؤكد ذلك الحملات التي استهدفته وخونته وصنفته عميلاً إسرائيلياً من دون أي دليل وصولاً إلى تصفيته.
جربوا إخراسه فلم يخف، فبالغوا في الذهاب من التهديد إلى التنفيذ، لأنهم خافوا عدم خوفه ولفشلهم في تدجينه.
لقمان لم يكن كلمة فحسب، كان مؤسسة فكرية من خلال مركز الأبحاث "أمم"، حيث عمل ورفاقه على ملفات لا تطيب لمن يريد طمس الذاكرة اللبنانية، سواء ما جرى خلال الحرب الأهلية والمفقودين والمجازر التي أرتكبت في تلك الفترة.
اهتم بشكل علمي وموثق بمجريات الحرب السورية ومخيمات النازحين السوريين في لبنان، عدا ملفات الفساد.. بالإضافة إلى كلمته.. كان يخيفهم عمل لقمان سليم في الشأن العام بأسلوب لا يألفوه ولا يريدوه، فقد جسد كل ما يعملون على إلغائه.
جسد انفتاحاً في حين كان التقوقع الطائفي والمذهبي هو المطلوب، حيث طالب بدولة مدنية يُحترم فيها الإنسان كمواطن وليس كفرد من قطيع.
والمواطنة ممنوعة وفق أجندة المحور الذي أعلن أنه يسيطر على بيروت من ضمن عدة عواصم عربية.
أزعجهم رفض لقمان سليم الإرهاب ككلٍ، في حين كان المطلوب هو الاستنسابية في الرفض بما يعمق الشرخ في المجتمع اللبناني، ويرفع المتاريس بين أبناء الوطن الواحد.
والأهم أنهم احتاروا فيه.. كيف يمكن تأديبه؟ ومن أي زاوية يمكن النيل منه لإخراسه؟ هل هو منهم بحكم الانتماء المذهبي؟ ولماذا يريد تغليب بطاقة الهوية كمواطن على الرضوح لهذا الانتماء؟ وهل يمكن حينها تصنيفه الآخر الذي يجب أن ننعزل عنه لأنه يريد بالقطيع سوءاً؟
لعل هذه المفارقة هي أكبر جرائمه، وهي أكبر من كلمته وأكبر من عمله الاجتماعي العلمي والوطني. فقد كان شيعياً وشجاعاً. لطالما حدد العلة في لبنان والمنطقة، ولم يراع في كلماته ومواقفه قوى الأمر الواقع المتحكمين بمفاصل البلد، في حين خصع أركان المنظومة السياسة في لبنان لهذا الواقع.. بالتالي هو مرتد على بيئته ومهدور دمه، وبعد تعثر إفهامه بكل الوسائل التقليدية أن ما يقوله محرمٌ، أصبح لا بد من إزاحته وترهيب الآخرين من البيئة ذاتها من خلال هذه الجريمة. لذا كان الضحية الأولى من الشيعة الذين يهاجمون بالمنطق والعقل هيمنة المحور المصادر لسيادة لبنان.
هذا التطور النوعي هو ما يدفع إلى الخوف. لكن هل الخوف هو المطلوب بعد هذه الجريمة لوهلة نحسب أن الأمر كذلك، ربما هذا ما يرمي إليه الاغتيال.
إذاً، علينا أن نصمت وأن نقتل كلماتنا قبل أن يصل دورنا بكاتم صوت او من دونه، ما دامت ساحة الجريمة سائبة في وطن سائب.
أو أن الغضب أفعل من الصمت لمواجهة فعل القتل للكلمة التي تسببت بإغتيال لقمان سليم، وإن لم نفعل سنفقد حتماً القدرة حتى على العواء.
وكان المطلوب كتم صوت لقمان كما تؤكد ذلك الحملات التي استهدفته وخونته وصنفته عميلاً إسرائيلياً من دون أي دليل وصولاً إلى تصفيته.
جربوا إخراسه فلم يخف، فبالغوا في الذهاب من التهديد إلى التنفيذ، لأنهم خافوا عدم خوفه ولفشلهم في تدجينه.
لقمان لم يكن كلمة فحسب، كان مؤسسة فكرية من خلال مركز الأبحاث "أمم"، حيث عمل ورفاقه على ملفات لا تطيب لمن يريد طمس الذاكرة اللبنانية، سواء ما جرى خلال الحرب الأهلية والمفقودين والمجازر التي أرتكبت في تلك الفترة.
اهتم بشكل علمي وموثق بمجريات الحرب السورية ومخيمات النازحين السوريين في لبنان، عدا ملفات الفساد.. بالإضافة إلى كلمته.. كان يخيفهم عمل لقمان سليم في الشأن العام بأسلوب لا يألفوه ولا يريدوه، فقد جسد كل ما يعملون على إلغائه.
جسد انفتاحاً في حين كان التقوقع الطائفي والمذهبي هو المطلوب، حيث طالب بدولة مدنية يُحترم فيها الإنسان كمواطن وليس كفرد من قطيع.
والمواطنة ممنوعة وفق أجندة المحور الذي أعلن أنه يسيطر على بيروت من ضمن عدة عواصم عربية.
أزعجهم رفض لقمان سليم الإرهاب ككلٍ، في حين كان المطلوب هو الاستنسابية في الرفض بما يعمق الشرخ في المجتمع اللبناني، ويرفع المتاريس بين أبناء الوطن الواحد.
والأهم أنهم احتاروا فيه.. كيف يمكن تأديبه؟ ومن أي زاوية يمكن النيل منه لإخراسه؟ هل هو منهم بحكم الانتماء المذهبي؟ ولماذا يريد تغليب بطاقة الهوية كمواطن على الرضوح لهذا الانتماء؟ وهل يمكن حينها تصنيفه الآخر الذي يجب أن ننعزل عنه لأنه يريد بالقطيع سوءاً؟
لعل هذه المفارقة هي أكبر جرائمه، وهي أكبر من كلمته وأكبر من عمله الاجتماعي العلمي والوطني. فقد كان شيعياً وشجاعاً. لطالما حدد العلة في لبنان والمنطقة، ولم يراع في كلماته ومواقفه قوى الأمر الواقع المتحكمين بمفاصل البلد، في حين خصع أركان المنظومة السياسة في لبنان لهذا الواقع.. بالتالي هو مرتد على بيئته ومهدور دمه، وبعد تعثر إفهامه بكل الوسائل التقليدية أن ما يقوله محرمٌ، أصبح لا بد من إزاحته وترهيب الآخرين من البيئة ذاتها من خلال هذه الجريمة. لذا كان الضحية الأولى من الشيعة الذين يهاجمون بالمنطق والعقل هيمنة المحور المصادر لسيادة لبنان.
هذا التطور النوعي هو ما يدفع إلى الخوف. لكن هل الخوف هو المطلوب بعد هذه الجريمة لوهلة نحسب أن الأمر كذلك، ربما هذا ما يرمي إليه الاغتيال.
إذاً، علينا أن نصمت وأن نقتل كلماتنا قبل أن يصل دورنا بكاتم صوت او من دونه، ما دامت ساحة الجريمة سائبة في وطن سائب.
أو أن الغضب أفعل من الصمت لمواجهة فعل القتل للكلمة التي تسببت بإغتيال لقمان سليم، وإن لم نفعل سنفقد حتماً القدرة حتى على العواء.