باحثة في الحضارة الإسلامية: مقاطعة الإخوان هي الحل
قالت زينب التوجاني، الباحثة في الحضارة العربية الإسلامية، إن بعض الآراء كانت تراهن على تحولات الحركات الإسلاميّة نحو الدولة المدنيّة الحديثة، وكانوا يضربون مثلاً على ذلك بالانتقال الديمقراطي الناجح نسبيا في تونس، الذي ساهمت فيه حركة النهضة ذات الأصول الإخوانيّة في تجربة الحكم.
وأوضحت التوجاني الخطاب الدعوي للجماعات الإسلامية التونسية، سواء أكانوا من المنتمين إلى حزب النّهضة أم من التيارات الدينية المختلفة، عاجز عن مواكبة الرهانات المطلوب تحقيقها حتى يقطع الحزب مع أصوله الإخوانيّة.
وأضافت: لايبدو أن النهضة قادرة على الفصل بشكل حقيقي الدعوة الدينية والعمل السياسي، مؤكدة أن الأمر يتعلق بحقيقة البنية الإخوانية المغقلة، التي تمثل عائقا أمام التحديث السياسي والقضائي والاجتماعي.
أشارت الباحثة إلى أن التجربة التونسية خير دليل على أن بنية الإخوان عائق أمام المواطنة التامّة، مردفة: رغم النجاح النسبي لتجربة الانتقال الديمقراطي، ومع أن إسلاميي تونس لهم مواقف متقدمة بالمقارنة مع الإسلاميين في المنطقة، إلا أن الخلفية الإخوانية ظهرت في الصراع على المساواة والحريات الفردية.
وأضافت: لايمكن للإخوان تقبل قيم المساواة والحريات الفرديّة، إذ تنصب نفسها حاميا لاستقرار الأسرة التونسية وعادات المجتمع، مؤكدة أن بنية الجماعة ومشروعها يتعارض مع تطور هذا الفكر.
وتابعت: الإسلام السياسي يحول ضد التخلص من وهم الدولة الدينية المثالية، ووهم الحاكمية، مردفة: يقدّمون أنفسهم دعاة الخلافة الإسلامية، فالخليفة بالنسبة لهم هو الوجه الثاني الضروري الضامن للمؤسسة الفقهية القديمة، على أساس الطّاعة والالتزام بالأوامر والنّواهي.
واختتمت: التفاؤل بتغيّرات الإخوان نحو التمدن مجرد آمال لا أكثر ولا أقلّ، مؤكدة أن القطيعة معهم هي الحل .