عين القاهرة.. مشروع سياحي مخالف للقانون.. الأهالي: العجلة الدوارة تحول الحي الراقي لعشوائيات.. وخبراء: يشوه القاهرة التاريخية
"الزمالك تنتفض"، بهذه الكلمات البسيطة دشن أهالي جزيرة الزمالك "هاشتاج" للتعبير عن رفضهم لإنشاء العجلة الدوارة الترفيهية بحديقة المسلة بتكلفة تصل إلى ٥٠٠ مليون جنيه، فأهالي الحي الراقي اعتادت أعينهم على الجمال ولم يألفوا القبح فى شوارعهم، لذلك عندما اقتحمت العشوائية جزيرتهم، انتفضوا من أجل محاربتها.
خلال الأيام الماضية، سيطرت حالة من الغضب على أهالي جزيرة الزمالك، ففي الوقت الذي كانت تحتفل أجهزة محافظة القاهرة ووزارة السياحة لوضع حجر أساس مشروع عين القاهرة "eyecairo"، بحديقة المسلة أمام برج القاهرة، لتكون أكبر عجلة ترفيهية دوارة فى أفريقيا، كان الاحتفال بمثابة الكارثة التي نزلت على الأهالى، لتظهر استغاثتهم على مواقع التواصل الاجتماعى لوقف تنفيذ هذا المشروع.
ومع تعالى صرخات الأهالي، بدأ نواب البرلمان في التحرك، وتم تقديم طلب إحاطة لاستجواب وزير التنمية المحلية ومحافظ القاهرة حول الآثار المترتبة للمشروع.
اعتراض أهالي الزمالك على إنشاء العجلة الدوارة لم يكن من أجل هجوم على المشروعات التي تحظى برعاية الدولة من أجل تنشيط السياحة، ولكن انطلاقاً من إن إنشاء المشروع في المكان الخاطىء سيعود على أهالي الجزيرة بالضرر _كما وصفوا في استغاثتهم- ولن يحقق هدفه وهو الترويج لمصر سياحيا .
سهير حواس: الزمالك منطقة تراث معمارى ولا يجوز دق "مسمار" بها
المهندس صلاح حافظ ، الخبير البيئى، أكد أن إنشاء مشروع عين القاهرة لن يتوافق بيئياً أو اجتماعياً بجزيرة الزمالك، موضحاً أنه قد يكون ممتاز في موقع آخر، مشيرا ً إلى أن المشكلة تكمن فى أن جزيرة الزمالك يتردد عليها مئات أضعاف الذين يقطنوها، وذلك لوجود ما يقرب من ٢٨ مدرسة و ٦ نوادي رياضية واجتماعية و ٤ كليات جامعية تابعة لجامعة حلوان، بالإضافة إلى الكافتيريا والبواخر والنوادي الليلية، الأمر الذى يؤدي إلى تكدس الشوارع بالسيارات خاصة وقت الذروة، وبالتالي سيتسبب المشروع في مشاكل مرورية خطيرة
وقال: إن إنشاء المشروع لايهدف إلى تنشيط السياحة العالمية كما يروج المستثمرون، وذلك لأن السياح يترددون على القاهرة لرؤية الأهرامات والقاهرة الخديوية والفاطمية، وليس لرؤية عجلة ترفيهية كما أن القاهرة ملوثة بنسبة كبيرة وبالتالي لن تكون الرؤية من العجلة واضحة، إن لم تكن منعدمة في فصل الصيف، فضلاً عن رؤية الأسطح المليئة بالمخلفات من هذه العجلة، وبالتالي ستكون عين القاهرة لجذب السياحة الداخلية فقط ومجرد نواة لإنشاء مطاعم وكافيهات.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سهير حواس، أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن إنشاء مشروع عين القاهرة يجب أن ينتفض ضده كل من يحب الجمال وليس أهالي الزمالك فقط، مشيرة إلى أن حالة من القبح استفحلت بجزيرة الزمالك.
وقالت لـ" فيتو": إن مصر لا تحتاج لأي مبررات لجذب السياح، فهي تمتلك ثلث آثار العالم ولديها ما يكفي من المقومات التى تجعلها بلداً سياحياً من الدرجة الأولى، فكيف تتساوى بمصر بدول لا تمتلك أي مقومات فقامت بإنشاء الألعاب الترفيهية لتنشيط السياحة بها؟.
واستنكرت حواس تدشين حجر الأساس في حديقة المسلة، وهي مسجلة تراث معماري دون الرجوع للجهاز القومي للتنسيق الحضاري، موضحة أن جزيرة الزمالك بأكملها مسجلة كمنطقة تراثية متميزة وفقا ً للفصل الثاني من الباب الثاني من قانون ١١٩ لسنة ٢٠٠٨، وهذا يعني أنها لا تخضع للقوانين العامة ولها اشتراطات خاصة من أجل الحفاظ على تميزها، موضحة أن من هذه الاشتراطات ألايجوز إنشاء أى أعمال أو تطوير أو إضافة أو حذف إلا بعد مراجعة الأعمال واعتمادها من الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، مؤكدة أن مشروع عين القاهرة لم يعتمد من قبل الجهاز ، قائلة " الزمالك كلها تراث ومينفعش ندق فيها مسمار واحد"، متسائلة كيف ترعى الدولة مشروعا مخالفا للقوانين ؟.
وأشارت حواس، إلى أنه من الناحية العلمية، فلابد أن يكون هناك معايير لإنشاء العجلة الدوارة مثلما الحال فى فيينا ولندن ، موضحة أن العجلة ذات مقياس غير إنساني ويجب عند إنشائها أن يتناسب المقياس على مستوى المدينة وليس الحي، لذلك لابد من اختيار مكان يقلل من مقياسها وإلا أى ستكون بمثابة " وحش مرعب" داخل الحى
وأردفت حواس أنه في لغة التصميم العمراني، رقي المدينة يأتي من احترام " خط السماء" فعند إنشاء العجلة بجوار برج القاهرة وناطحات السحاب المقرر إنشائها في مثلث ماسبيرو، ستكون بمثابة وحوش داخل القاهرة التاريخية تشوه هذه الخط ويعد هذا تدميرا للتصميم العمراني المسئول عن جودة الحياة داخل المدينة، وبالتالى إنشاء العجلة سيحول منطقة الزمالك من منطقة راقية إلى عشوائيات.
وتساءلت كيف ستنقذ الدولة أهالي الزمالك عند حدوث حريق أو زلزال، وهي عبارة عن جزيرة محدودة المخارج والمداخل، ولابد من المرور فوق ممر مائي للوصول إليها، قائلة :" الناس هترمي نفسها في النيل ".
خبير: الرؤية ستكون منعدمة في الصيف ولن نرى سوى أسطح العقارات القبيحة بالشتاء
مصدر مسئول داخل محافظة القاهرة ، أكد أن مشروع إنشاء عين القاهرة هو مشروع سياحي من الدرجة الأولى، لذلك اختيار المكان كان بناء على مقترحات من مسئولى وزارة السياحة، لافتاً إلى أن اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ليس على دراية بضرورة الرجوع للجهاز القومى للتنسيق الحضارى، للموافقة على المشروع.
وأضاف المصدر لـ" فيتو" ، أن الأمر ترك برمته للسياحة ومستثمري المشروع لاختيار المكان، موضحاً أن المهندسين الاستشاريين المتواجدين داخل الديوان المتخصصين في التصميم والتخطيط العمراني مهمشين رغم نجاحهم في تطوير القاهرة الخديوية
وأشار إلى أن الاهتمام بالأماكن المسجلة ذات تراث معمارى وتطويرها وفقا لما يحدده القانون كان يتم فى عهد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق ، أما بعد ذلك فلم يهتم أحدا بقوانين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وهو ما ظهر جليا فى شوارع الزمالك من إعلانات مخالفة للقانون تشوه المنظر ومشروعات تنتهك حرمة الحي الراقي.
خلال الأيام الماضية، سيطرت حالة من الغضب على أهالي جزيرة الزمالك، ففي الوقت الذي كانت تحتفل أجهزة محافظة القاهرة ووزارة السياحة لوضع حجر أساس مشروع عين القاهرة "eyecairo"، بحديقة المسلة أمام برج القاهرة، لتكون أكبر عجلة ترفيهية دوارة فى أفريقيا، كان الاحتفال بمثابة الكارثة التي نزلت على الأهالى، لتظهر استغاثتهم على مواقع التواصل الاجتماعى لوقف تنفيذ هذا المشروع.
ومع تعالى صرخات الأهالي، بدأ نواب البرلمان في التحرك، وتم تقديم طلب إحاطة لاستجواب وزير التنمية المحلية ومحافظ القاهرة حول الآثار المترتبة للمشروع.
اعتراض أهالي الزمالك على إنشاء العجلة الدوارة لم يكن من أجل هجوم على المشروعات التي تحظى برعاية الدولة من أجل تنشيط السياحة، ولكن انطلاقاً من إن إنشاء المشروع في المكان الخاطىء سيعود على أهالي الجزيرة بالضرر _كما وصفوا في استغاثتهم- ولن يحقق هدفه وهو الترويج لمصر سياحيا .
سهير حواس: الزمالك منطقة تراث معمارى ولا يجوز دق "مسمار" بها
المهندس صلاح حافظ ، الخبير البيئى، أكد أن إنشاء مشروع عين القاهرة لن يتوافق بيئياً أو اجتماعياً بجزيرة الزمالك، موضحاً أنه قد يكون ممتاز في موقع آخر، مشيرا ً إلى أن المشكلة تكمن فى أن جزيرة الزمالك يتردد عليها مئات أضعاف الذين يقطنوها، وذلك لوجود ما يقرب من ٢٨ مدرسة و ٦ نوادي رياضية واجتماعية و ٤ كليات جامعية تابعة لجامعة حلوان، بالإضافة إلى الكافتيريا والبواخر والنوادي الليلية، الأمر الذى يؤدي إلى تكدس الشوارع بالسيارات خاصة وقت الذروة، وبالتالي سيتسبب المشروع في مشاكل مرورية خطيرة
وقال: إن إنشاء المشروع لايهدف إلى تنشيط السياحة العالمية كما يروج المستثمرون، وذلك لأن السياح يترددون على القاهرة لرؤية الأهرامات والقاهرة الخديوية والفاطمية، وليس لرؤية عجلة ترفيهية كما أن القاهرة ملوثة بنسبة كبيرة وبالتالي لن تكون الرؤية من العجلة واضحة، إن لم تكن منعدمة في فصل الصيف، فضلاً عن رؤية الأسطح المليئة بالمخلفات من هذه العجلة، وبالتالي ستكون عين القاهرة لجذب السياحة الداخلية فقط ومجرد نواة لإنشاء مطاعم وكافيهات.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سهير حواس، أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن إنشاء مشروع عين القاهرة يجب أن ينتفض ضده كل من يحب الجمال وليس أهالي الزمالك فقط، مشيرة إلى أن حالة من القبح استفحلت بجزيرة الزمالك.
وقالت لـ" فيتو": إن مصر لا تحتاج لأي مبررات لجذب السياح، فهي تمتلك ثلث آثار العالم ولديها ما يكفي من المقومات التى تجعلها بلداً سياحياً من الدرجة الأولى، فكيف تتساوى بمصر بدول لا تمتلك أي مقومات فقامت بإنشاء الألعاب الترفيهية لتنشيط السياحة بها؟.
واستنكرت حواس تدشين حجر الأساس في حديقة المسلة، وهي مسجلة تراث معماري دون الرجوع للجهاز القومي للتنسيق الحضاري، موضحة أن جزيرة الزمالك بأكملها مسجلة كمنطقة تراثية متميزة وفقا ً للفصل الثاني من الباب الثاني من قانون ١١٩ لسنة ٢٠٠٨، وهذا يعني أنها لا تخضع للقوانين العامة ولها اشتراطات خاصة من أجل الحفاظ على تميزها، موضحة أن من هذه الاشتراطات ألايجوز إنشاء أى أعمال أو تطوير أو إضافة أو حذف إلا بعد مراجعة الأعمال واعتمادها من الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، مؤكدة أن مشروع عين القاهرة لم يعتمد من قبل الجهاز ، قائلة " الزمالك كلها تراث ومينفعش ندق فيها مسمار واحد"، متسائلة كيف ترعى الدولة مشروعا مخالفا للقوانين ؟.
وأشارت حواس، إلى أنه من الناحية العلمية، فلابد أن يكون هناك معايير لإنشاء العجلة الدوارة مثلما الحال فى فيينا ولندن ، موضحة أن العجلة ذات مقياس غير إنساني ويجب عند إنشائها أن يتناسب المقياس على مستوى المدينة وليس الحي، لذلك لابد من اختيار مكان يقلل من مقياسها وإلا أى ستكون بمثابة " وحش مرعب" داخل الحى
وأردفت حواس أنه في لغة التصميم العمراني، رقي المدينة يأتي من احترام " خط السماء" فعند إنشاء العجلة بجوار برج القاهرة وناطحات السحاب المقرر إنشائها في مثلث ماسبيرو، ستكون بمثابة وحوش داخل القاهرة التاريخية تشوه هذه الخط ويعد هذا تدميرا للتصميم العمراني المسئول عن جودة الحياة داخل المدينة، وبالتالى إنشاء العجلة سيحول منطقة الزمالك من منطقة راقية إلى عشوائيات.
وتساءلت كيف ستنقذ الدولة أهالي الزمالك عند حدوث حريق أو زلزال، وهي عبارة عن جزيرة محدودة المخارج والمداخل، ولابد من المرور فوق ممر مائي للوصول إليها، قائلة :" الناس هترمي نفسها في النيل ".
خبير: الرؤية ستكون منعدمة في الصيف ولن نرى سوى أسطح العقارات القبيحة بالشتاء
مصدر مسئول داخل محافظة القاهرة ، أكد أن مشروع إنشاء عين القاهرة هو مشروع سياحي من الدرجة الأولى، لذلك اختيار المكان كان بناء على مقترحات من مسئولى وزارة السياحة، لافتاً إلى أن اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ليس على دراية بضرورة الرجوع للجهاز القومى للتنسيق الحضارى، للموافقة على المشروع.
وأضاف المصدر لـ" فيتو" ، أن الأمر ترك برمته للسياحة ومستثمري المشروع لاختيار المكان، موضحاً أن المهندسين الاستشاريين المتواجدين داخل الديوان المتخصصين في التصميم والتخطيط العمراني مهمشين رغم نجاحهم في تطوير القاهرة الخديوية
وأشار إلى أن الاهتمام بالأماكن المسجلة ذات تراث معمارى وتطويرها وفقا لما يحدده القانون كان يتم فى عهد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق ، أما بعد ذلك فلم يهتم أحدا بقوانين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وهو ما ظهر جليا فى شوارع الزمالك من إعلانات مخالفة للقانون تشوه المنظر ومشروعات تنتهك حرمة الحي الراقي.