رئيس التحرير
عصام كامل

ثوروا ضد حكم جماعة "البقالين"


نعم.. مع قيادة الشارع المصرى للمشهد وتوارى النخب السياسية، أجعل من كلماتى تحريضا صريحا لأشقائى المصريين وأبناء وطنى على الثورة مجددا.

الثورة على رئيس لا ملامح له ولا معنى لكلمة واحدة أو قرار يشير إلى حرصه على إنجاز هدف واحد من أهداف الثورة وشعاراتها، الثورة على رئيس افتقد شرعيته مبكرا بقرارات تتجاوز بحق القضاء المصرى وأحكامه، رئيس لا يعرف من أين أتى ولا إلى أين يذهب، رئيس لم يعد أى من المصريين مبتسما سعيدا بحكمه إلا أتباع جماعته وعشيرته، رئيس لا تجد فى أفعاله إلا ما يبتعد بالوطن عن استقلاله وسيادته، وبالمواطنين عن حقوقهم وحرياتهم.

الثورة على جماعة لا تقرأ التاريخ ولا تحيا حدثا واحدا معاصرا كى تتطلع إلى مستقبل تعيد به رسم خطط حضورها على وجه الأرض بعد عقود من الغياب فى جحور مرشديها، على جماعة لا حدود سياسية لوطن تحيا على أرضه، على جماعة لا حياة لوطن داخلها ولا مرجعية لعقول أبنائها سوى ما ينطق به كبيرهم.

الثورة على تيار استحوذ على الحماقة وحده ودسترها وطمع فى أرصدة الغباء السياسى والفكرى والعقائدى، ليعيش داخل تفسيرات أحادية ذاتية لكتاب الله وسنة رسوله ويسعى لفرض فهمه وحده للدين على الكافة، على تيار لم نر من سيرة الدين معه سوى اللهو مع النساء والسعى وراء الثروة والحكم، ولم نهجر مع حماقات أتباعه سوى بيوت الله التى تحول أغلبها إلى غرف للمحاكمات العقائدية وتكفير المخالفين والمنافسين له فى ملعب السياسة.

الثورة على تنظيم جعل باب الثورة مواربا بين مصالحه السابقة والآنية مع نظام فاسد ومصالحه المستقبلية مع الرأسمالية العالمية المشجعة للفاشية الدينية الحامى الأول للكيان الصهيونى، على تنظيم فصل ثلث مصر الفتية عن قلبها بمشروع توطين الجماعات الإرهابية بسيناء، وحول أرضا وعرضا وكرامة إلى "صكوك" تنتهى بها إلى يد محتل، على تنظيم يقايض حديثك السلمى بالسلاح وثورتك بالدم ونخوتك على وطنك بالتخوين والتشويه.

الثورة على حكومة لا تفهم من أين تبدأ وأين تنتهى، على حكومة جمعتها جماعتها من محال بقالة شاطرها الأكبر قبل أن تضع على أرفف جنباتها مثقفين وساسة ونخبة فاسدة للبيع تلهيك عن حقك فى رفض كل منتهى الصلاحية فاسد ومفسد، على حكومة جعلت يومك يبدأ بالتفكير فى أزمات وينتهى بكوابيسها، حكومة أنهت حلمك فى العيش والحرية والعدالة والكرامة.

الثورة على وجوه حولت خيبة أملك إلى إفيه سياسى مستهلك على أوراق الصحف والشاشات، وجوه جرت الدماء فى عروقها من نهب أموالك واجتثاث ثرواتك لحساباتها البنكية وقصورها المزينة المصونة بحراس مسلحين، على حسرة لا تنفع ولا تضر على مستقبلك الغائب المغيب بفعل فاعل معلوم، على ضمائر مشهلاتية تصطدم أكوام قذارتها بالسماء وتفقدك رائحتها الكريهة اتزانك على أرضك.

الثورة على دعوات إلى أرباع وأنصاف ثورات وأحلام، أوهام الحصاد القريب لثمار لم تسقها بقطرة جهد تدعم قطرة دم سبقتك من قلب شهيد، على تزييف إرادتك ومرادك والتحايل على عقلك بمحرفات، الثورة على الخوف والقمع وشهوة الحكم الباغى، على القاتل وأربابه المسلحين وحواريه الملونين.

ثوروا.. على حكومة البقالين التى حولت مصر ومواطنيها إلى سلع تباع وتشترى، على من جاروا على كل القيم وجعلوا لها ثمنا.. ثوروا على الطغيان.. على إخوان لا عهد لهم ولا أمان.
الجريدة الرسمية