رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مرض سياسي بلا دواء!

ماذا يعنى أن البعض ينظرون لما شهدته موسكو من احتجاجات على أنها مؤامرة أمريكية غربية، بينما ينظرون لاحتجاجات مماثلة فى دول أخرى بوصفها انتفاضة شعبية؟! الإجابة إنها ازدواجية المعايير دوما التى تتسم بها السياسة، ومن يمارسها، سواء كان شخصا أو حزبا أو حكومة!


إنها الازدواجية التى تعتمد على معنى خاطئ لقاعدة انصر أخاك ظالما أو مظلوما، أي ليس برده عن الظلم إذا كان ظالما وإنما بالموافقة على ظلمه بل وتبريره والتماس الأعذار له.. وهذا يحدث بين الدول والحكومات والقوى السياسية وأيضاً الأفراد.. فإن هذه الازدواجية هى مرض سياسى ليس له دواء، ولا لقاح يقى منه حتى الآن ولذلك يصيب هنا وهناك، ولا يفلت منه كثيرون!

ولعل ذلك هو الذى أوقع قوى وشخصيات سياسية فى مصر فى شباك خداع الإخوان.. فهم منحوهم تأييدهم ودعمهم لمجرد إنهم يشاركونهم رفضهم لنظام مبارك وبمساعدتهم مكنوهم من حكم البلاد.. ولعل ذلك أيضا سبب دعم بعض النخب السياسية لدينا لشخصيات ربطت نفسها بأجندات خارجية، خاصة أمريكية لمجرد إنها ترفع شعارات الديمقراطية وتطالب بالإصلاح السياسى!

وهذا الداء السياسى تعانى منه ممارسات سياسية عديدة هنا وهناك.. فهو داء عالمى يمارسه من يجاهرون بالديكتاتورية وأيضاً من ينبرون للدفاع عن الديمقراطية.. فهو مثل فيروس كورونا لا يفرق فى إصابته بين أحد، ويصيب الجميع من مختلف الجنسيات والألوان والأديان والانتماءات الاجتماعية والدينية.. وما شهدته أمريكا مؤخرا يحمل لنا شواهد صارخة تؤكد ذلك .
بقى القول إن كلمتى هذه لا تعنى تقييما لما شهدته موسكو مؤخرا.  
Advertisements
الجريدة الرسمية