فى عيدها الـ 69 .. الشرطة أحد أركان إقامة الدولة في الإسلام
اتفقت معظم المعاجم اللغوية على تفسير معنى كلمة الشرطة بما كان يتميز به رجالها من شرط أي علامات ظاهرة، فـ الشرطة جمعها أشراط، وقال تعالى في سورة محمد (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها).
وسمى متولى الشرطة بالشرطي، وذلك لأنهم ميزوا أنفسهم بعلامات، وفسر البعض أن كلمة الشرطة جاءت من الزي الذي يتميزون به، وقيل أيضا أن الشرط وهي جمع شرطي، هم أول كتيبة من الجيش تشهد الحرب، وهي ما تعرف الآن بالفدائيين، ففى حديث ابن مسعود أثناء الفتح الإسلامي للقسطنطينية قال (ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا فيلتقون ونشرت شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين).
ويفسر الدكتور حسين مؤنس فى كتابه (فجر الأندلس) أن أصل كلمة الشرطة ليست عربية لكنها بيزنطية وأخذها العرب، حيث ذكر بعض المستشرقين أن المصطلحات التى كانت متداولة فى الخلافة الإسلامية إما بيزنطية أو فارسية وأن شرطة تعنى البوليس العسكرى.
إلا أن الدكتور أحمد ناصف فى دراسته عن المسميات المختلفة لوظيفة الشرطة، أكد أنها عربية الأصل ومشتقة من شرط لكنها لم تدخل لغة العرب إلا بعد الإسلام.
يُعد نظام الشرطة في الإسلام قديم قدم هذا الدين، حيث ظهرت معالمه الأولى في العهد النبوي؛ فبعد الهجرة احتاج المسلمون لتأمين المدينة، فقام بهذا الدور بعض الصحابة؛ وذكر البخاري في صحيحه (أن قيس بن سعد ، كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشُّرط من الأمير).
عهد الخلفاء الراشدين
واستمر النظام في تطور على عهد الخلفاء الراشدين؛ حيث سن عمر بن الخطاب نظام العسِس أى الطواف؛ روي عنه أنه كان يطوف بالمدينة بالليل، يحرس الناس ويتفقد أحوال الرعية حتى إنه سمع المرأة الفقيرة التى لا تجد قوت أطفالها وهم يتضرعون جوعا، وكان عبد الله بن مسعود يقوم بالعس فى خلافة أبو بكر الصديق، وكذلك الشأن في عهد عثمان وعلي.
حادث مقتل الخليفة عثمان ابن عفان والثورات.. العقاد يوضح الفرق
وفي عهد الدولة الفاطمية كان يوجد ما يسمى بحبس المعونة أو دار المعونة، وكانت كلمة المعونة تطلق على الشرطة لما تحويه من معان فرجالها يعاونون الحكام فيما ينشدون من احقاق الحق حتى انه كان يوجد سجن سمى "حبس المعونة".
الحرس الخاص
وتطورت مهمة الشرطة في عهد معاوية بن أبي سفيان كثيرا وكان أول خليفة يعين له حرسا شخصيا، وأشهر من تولى المنصب في عهد الأمويين كان الحجاج بن يوسف الثقفي.
لكن نظام الشرطة تبلور أكثر واتخذ شكلا رسميا في العهد العباسي، حيث يقول ابن خلدون في (وكان أصل وضعها في الدولة العباسية لمن يقيم أحكام الجرائم في حال استبدادها والحدود بعد استيفائها لما توجبه المصلحة العامة في ذلك، فكان الذي يقوم بهذا الاستبداد واستيفاء الحدود إذا تنزّه عنه القاضي يسمى صاحب الشرطة.
العسس في الدولة العباسية
وروي عن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ــ775م قوله: (ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر، لا يكون على بابي أعف منهم هم أركان الملك: قاضٍ لا تأخذه في الله لومة لائم، وصاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، وصاحب خراجٍ يستقصي ولا يظلم الرعية، فإني عن ظلمها غني، أما الرابع صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء على الصحة).
ومن يومها ظل نظام الشرط نظام قائما بذاته كمؤسسة تنفيذية تابعة للخلفاء والسلاطين والقضاة .
مصلحة الناس
وقد أورد العلماء ألقابا أطلقت على هذا الجهاز ومنها: العسس والطواف والمعونة والشحنة والجلواز والثؤرور والأثرور وصاحب المدينة وغيرها.
و حصر البعض واجبات الشرطة في: حماية الحكام والشخصيات السياسية والتنفيذية ومعاقبة المذنبين والخارجين عن القانون وتطبيق الشريعة وغيرها من العقوبات تبعًا لمبدأ مصلحة الأمة.
وسمى متولى الشرطة بالشرطي، وذلك لأنهم ميزوا أنفسهم بعلامات، وفسر البعض أن كلمة الشرطة جاءت من الزي الذي يتميزون به، وقيل أيضا أن الشرط وهي جمع شرطي، هم أول كتيبة من الجيش تشهد الحرب، وهي ما تعرف الآن بالفدائيين، ففى حديث ابن مسعود أثناء الفتح الإسلامي للقسطنطينية قال (ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا فيلتقون ونشرت شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين).
ويفسر الدكتور حسين مؤنس فى كتابه (فجر الأندلس) أن أصل كلمة الشرطة ليست عربية لكنها بيزنطية وأخذها العرب، حيث ذكر بعض المستشرقين أن المصطلحات التى كانت متداولة فى الخلافة الإسلامية إما بيزنطية أو فارسية وأن شرطة تعنى البوليس العسكرى.
إلا أن الدكتور أحمد ناصف فى دراسته عن المسميات المختلفة لوظيفة الشرطة، أكد أنها عربية الأصل ومشتقة من شرط لكنها لم تدخل لغة العرب إلا بعد الإسلام.
يُعد نظام الشرطة في الإسلام قديم قدم هذا الدين، حيث ظهرت معالمه الأولى في العهد النبوي؛ فبعد الهجرة احتاج المسلمون لتأمين المدينة، فقام بهذا الدور بعض الصحابة؛ وذكر البخاري في صحيحه (أن قيس بن سعد ، كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشُّرط من الأمير).
عهد الخلفاء الراشدين
واستمر النظام في تطور على عهد الخلفاء الراشدين؛ حيث سن عمر بن الخطاب نظام العسِس أى الطواف؛ روي عنه أنه كان يطوف بالمدينة بالليل، يحرس الناس ويتفقد أحوال الرعية حتى إنه سمع المرأة الفقيرة التى لا تجد قوت أطفالها وهم يتضرعون جوعا، وكان عبد الله بن مسعود يقوم بالعس فى خلافة أبو بكر الصديق، وكذلك الشأن في عهد عثمان وعلي.
حادث مقتل الخليفة عثمان ابن عفان والثورات.. العقاد يوضح الفرق
وفي عهد الدولة الفاطمية كان يوجد ما يسمى بحبس المعونة أو دار المعونة، وكانت كلمة المعونة تطلق على الشرطة لما تحويه من معان فرجالها يعاونون الحكام فيما ينشدون من احقاق الحق حتى انه كان يوجد سجن سمى "حبس المعونة".
الحرس الخاص
وتطورت مهمة الشرطة في عهد معاوية بن أبي سفيان كثيرا وكان أول خليفة يعين له حرسا شخصيا، وأشهر من تولى المنصب في عهد الأمويين كان الحجاج بن يوسف الثقفي.
لكن نظام الشرطة تبلور أكثر واتخذ شكلا رسميا في العهد العباسي، حيث يقول ابن خلدون في (وكان أصل وضعها في الدولة العباسية لمن يقيم أحكام الجرائم في حال استبدادها والحدود بعد استيفائها لما توجبه المصلحة العامة في ذلك، فكان الذي يقوم بهذا الاستبداد واستيفاء الحدود إذا تنزّه عنه القاضي يسمى صاحب الشرطة.
العسس في الدولة العباسية
وروي عن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ــ775م قوله: (ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر، لا يكون على بابي أعف منهم هم أركان الملك: قاضٍ لا تأخذه في الله لومة لائم، وصاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، وصاحب خراجٍ يستقصي ولا يظلم الرعية، فإني عن ظلمها غني، أما الرابع صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء على الصحة).
ومن يومها ظل نظام الشرط نظام قائما بذاته كمؤسسة تنفيذية تابعة للخلفاء والسلاطين والقضاة .
مصلحة الناس
وقد أورد العلماء ألقابا أطلقت على هذا الجهاز ومنها: العسس والطواف والمعونة والشحنة والجلواز والثؤرور والأثرور وصاحب المدينة وغيرها.
و حصر البعض واجبات الشرطة في: حماية الحكام والشخصيات السياسية والتنفيذية ومعاقبة المذنبين والخارجين عن القانون وتطبيق الشريعة وغيرها من العقوبات تبعًا لمبدأ مصلحة الأمة.