رئيس التحرير
عصام كامل

لهذه الأسباب | رفض الملك فاروق زيارة ونستون تشرشل إلى مصر عام 1951

الملك فاروق وونستون
الملك فاروق وونستون تشرشل
تحل، اليوم الأحد، الموافق 24 يناير الجاري، ذكرى رحيل ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، والذي توفى عام 1965.

ونستون تشرشل يُعد أحد أهم الساسة البريطانيين حيث تولى رئاسة الحكومة مرتين، أولهما كانت في الفترة من 1940 حتى 1945، خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت من أصعب فترات بريطانيا في تاريخها الحديث، والأخرى كانت عام 1951 وحتى 1955.


وخلال الحرب العالمية الثانية، وأثناء تولي تشرشل رئاسة الحكومة، وقعت حادث 4 فبراير 1942 الشهير، وحاصرت الدبابات الإنجليزية قصر الملك فاروق لإجباره على تكليف النحاس برئاسة الحكومة، أو أن يتنازل فاروق عن العرش، كما عقد في عام 1945 مؤتمر القاهرة والذي حضره تشرشل وجمع أقطاب دول الحلفاء في القارة الأفريقية أيضا. 

وفي عام 1951، رغب تشرشل في زيارة مدينة أسوان في مصر لقضاء فترة استجمام وكان وقتها لم يتولى رئاسة الحكومة للمرة الثانية بعد، لكن الملك فاروق رفض زيارته بشكل فاجئ الحكومة المصرية قبل نظيرتها البريطانية. 

ووفقا لما ذكره كريم ثابت، المستشار الصحفي للملك فاروق، في مذكراته "عشر سنوات مع فاروق" عن تلك الواقعة فإنه وفي مطلع سنة 1951 كان يؤكد الملك فاروق للإنجليز إنه نسي حادث 4 فبراير 1942، وكان تشرشل وقتها زعيما للمعارضة في إنجلترا، وأصيب بمرض خطير ولما شفي منه فكر في القدوم إلى مصر لقضاء فترة النقاهة والاستجمام في أسوان بعيد عن ضوضاء العالم. 

ويتابع: أرسلت السفارة المصرية في لندن إلى القاهرة تقول إن تشرشل يود أن يعرف رأى السلطات المصرية في هذا الموضوع.. وكان النحاس باشا رئيسا للوزراء وقتها وقال إنه لا بد من إحاطة الملك بذلك الموضوع واستئذانه ولم يخطر للنحاس لحظة واحدة أن الملك سيقول لا".

وأضاف: "فاجئهم فاروق بأنه لا يريد أن يجئ تشرشل إلى مصر ولما بلغ النحاس أن الملك رفض قال: بقى تشرشل يقول عاوز آجي بلدكم عشان استجم نقوم نقوله لأ مش عاوزينك.. إيه الكلام دا يا اخوانا!".

وقيل لتشرشل وقتها إن النفوس في مصر هائجة وتطالب بإلغاء معاهدة 1936 الموقعة بين مصر وبريطانيا، وإن الحكومة المصرية مع استعدادها لاتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة، لا تستطيع أن تكفل سلامته في الظروف الحاضرة، وأدرك تشرشل أن زيارته لمصر غير مرغوب فيها فقضى إجازته في المغرب الأقصى. 

وكان الملك فاروق لا يحب تشرشل لأنه و في عهد وزارته الأولى كان يعطف على اللورد كيلرن السفير البريطاني في مصر، ويؤيده في سياسته وكان يعتقد أنه لولا هذا التأييد الذي لقيه كيلرن لما وقع حادث 4 فبراير ومحاصرة الدبابات لقصر الملك لإجباره على تكليف النحاس بالوزارة أو التنازل عن العرش.

واقعة أخرى تؤكد عدم ارتياح الملك فاروق لونستون تشرشل كما ذكرها كريم ثابت في مذكراته وهي إنه عندما اجتمع أقطاب الحلفاء في القارة خلال الحرب، في المؤتمر المعروف بمؤتمر القاهرة زار الملك فاروق، تشرشل في الدار التي أعدت لنزوله بالقرب من فندق مينا هاوس وكانت لأحد كبار الإنجليز المقيمين في مصر.

وعندما عاد فاروق إلى القصر سأله مستشاره الصحفي كريم ثابت عن كيف كانت الزيارة فرد عليه غاضبا: "ماذا تريد أن أقول لك، ألا تعرف تشرشل ووقاحته، أراد أن يكلمني كأنه يكلم ولدًا صغيرا، وأما انتهت الزيارة، ونهضت منصرفًا، أدعى أنه يتقدمني ليرني الطريق ولكنه في الحقيقة أراد أن يمشي أمامي".
الجريدة الرسمية