بعد انتهاء حكمه للولايات المتحدة .. كيف يعيش ترامب بعيدا عن الأضواء
ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن فترة ما بعد الرئاسة الأمريكية تكون فترة مليئة بالأحداث، للرؤساء الذين شغلوا المكتب البيضاوي، فالبعض منهم يلقي خطبا بعشرات الآلاف من الدولارات، أو يكتبون مذكراتهم الرئاسية، وقد يشيدون مكتبات أو يتبنون قضايا إنسانية، لكن الرئيس دونالد ترامب الذي غادر البيت الأبيض، لم يكن يوماً سياسياً تقليدياً، ولهذا سيفعل على الأرجح ما لم يفعله أي رئيس آخر في العصر الحديث.
مسارات متعددة
تتوافر لدى ترامب مسارات متعددة يمكن له أن يسلكها بدءاً من اليوم الذي يغادر فيه البيت الأبيض، غير أن إنكاره الهزيمة وإصراره على تأكيد خطابه المزعوم حول تزوير الانتخابات، سيدفع به إلى محاولة الحفاظ على أهميته التي رافقته كرئيس بعد ترك منصبه، خصوصاً أن عدداً من الأدوار المتداخلة يمكن أن تحقق له هذا الغرض، كأن يترشح لانتخابات الرئاسة مرة أخرى 2024، أو يكتفي بحضور إعلامي مؤثر عبر قنوات تلفزيونية وعلى الإنترنت، أو يكتب مذكراته الرئاسية بما فيها من صراعات ومفاجآت، أو أن يعود إلى إدارة مشاريعه العقارية ليحافظ على علامة ترمب التجارية محلقة في الآفاق.
لكن ترامب قد يواجه أيضاً العديد من العراقيل التي تدفعه قهراً إلى الابتعاد عن هذه الأدوار إذ يواجه تهديدات قضائية متعددة في نيويورك لا يعرف إلى أين ستنتهي، وقد يصل به الحال أيضاً إلى التقاعد إذا واجه تحديات سياسية أو صحية صعبة خلال الأشهر والسنوات القليلة المقبلة.
الترشح لانتخابات 2024
عندما غادر الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش السلطة في 20 يناير 2009، فضل التمتع بحياة هادئة عبر ممارسة هوايته المفضلة وهي الرسم، لكن الرئيس الجمهوري الحالي ترامب لن يخلد للهدوء أو ممارسة هوايته المفضلة في رياضة الجولف، إذ يُتوقع أن يواصل صنع الأخبار وحشد الجماهير وإثارة الجدل وهو تماماً ما كان يفعله قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة.
وقال خبراء الاستراتيجية الجمهوريون إن ترمب سيُبقي احتمال ترشحه للرئاسة 2024 حياً سواء فعل ذلك في النهاية أم لم يفعل، لأن فكرة حملة ترمب 2024 تعد أسهل طريقة للاحتفاظ برأسماله السياسي، وهو أيضاً مسار يتوافر له ما يكفي من التمويل لتحقيقه على الأرض بعدما جمع 170 مليون دولار في شهر واحد عقب انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
مكايدة بايدن
وقد لا يكون من المستغرب أن تتحول تكهنات الإعلان عن حملة 2024 في اليوم نفسه لتنصيب جو بايدن إلى حقيقة واقعة بهدف سرقة بعض الأضواء من الرئيس المقبل، ونكاية في خصمه المنتصر الذي لم يعترف به حتى الآن ولن يحضر على الأرجح حفل تنصيبه، ولهذا لن يعبأ ترمب عما إذا كان سلوكه ينتهك القواعد الرئاسية المتعارف عليها أو آداب السلوك في أمريكا.
زعيم الجمهوريين
حتى في حال تراجع ترامب في وقت ما ولأي سبب عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية 2024، فقد يلعب دوراً مماثلاً يؤكد سيطرته على الحزب الجمهوري، عبر دعم مرشح آخر للانتخابات المقبلة.
ويستند هذا التصور إلى قدرة ترامب على إقناع نحو 72 مليون ناخب صوتوا لصالحه، بدعم المرشح الذي يؤيده هو بعد أربع سنوات وبما يؤكد ما يعتبره نتيجة طبيعية لزعامته الحالية للحزب الجمهوري والتي قد تستمر إذا واصل جولاته الجماهيرية.
قطب إعلامي
لا يُعد الرئيس ترامب غريباً على التلفزيون، ولديه منذ سنوات طويلة جمهور واسع الانتشار بين أنصار التيار المحافظ، لا سيما بعدما أمضى فترة في برنامج الواقع "ذا أبرينتايس" الذي وضعه في تصنيفات مشاهدة مرتفعة، وقد ثارت بالفعل توقعات بأن طموحه عقب الرئاسة هو الانخراط في وسائل الإعلام إما من طريق إطلاق قناته الخاصة أو التعاون مع شبكة تلفزيونية محافظة قائمة بالفعل.
ويرى مؤيدون للرئيس ترمب أنه يدرك حاجته إلى التواصل مع قاعدته الجماهيرية باستمرار، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي منصة إعلامية قوية، إذ يبدو أن شبكة "فوكس نيوز" هي الاختيار المناسب إذا قرر ترمب ذلك بالنظر إلى شعبيتها، ومع ذلك، سعى إلى الترويج لشبكات تلفزيونية يمينية محافظة تنافس فوكس مثل "نيوزماكس" و "وان أميركان نيوز".
كتابة المذكرات الرئاسية
لا أحد يشك في أن تأثير ترامب في الحزب الجمهوري سيبقى عميقاً، فعلى الرغم من هزيمته وحالة الانقسام التي أثارها في الأمة الأمريكية، إلا أنه أكثر الجمهوريين شعبية في البلاد، حتى لو لم يرشح نفسه مرة أخرى، فإن انخراطه في كتابة مذكراته الرئاسية وكشف تفاصيل معاركه السياسية ومحاولة عزله في الكونجرس وقضية اتهامه بالتواطؤ الروسي وغيرها من القضايا المثيرة للجدل، سوف تحقق انتشاراً واسعاً وتثير ردوداً ومعارك إعلامية أكبر.
العودة إلى عالم الأعمال
وبينما كان لبعض الرؤساء السابقين أعمالهم الخاصة التي انخرطوا فيها قبل اعتلائهم سدة الحكم في الولايات المتحدة مثل جيمي كارتر الذي امتلك مزرعة للفول السوداني وعائلة بوش التي كانت لديها مصالح نفطية، إلا أنه لم تكن هناك سابقة لشبكة مصالح الأعمال المعقدة التي جلبها معه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منذ أربع سنوات، التي يعتقد البعض أنها قد تجر عليه كثيراً من الانتقادات، فعندما يترك منصبه الشهر المقبل، سيعود على الأرجح ليصبح وجه أعمال عائلته، ما يعني عودته إلى عقد صفقات عقارات محلية وأجنبية.
خوض معارك قانونية
لكن الأمور قد لا تسير بحسب ما يشتهي الرئيس ترمب خلال الأشهر المقبلة، ذلك أنه سيواجه سلسلة من القضايا القانونية التي قد تبقيه منشغلاً بها بمجرد تركه منصبه، وبدأت بالفعل بعض التحقيقات في منظمة ترمب، وأطلق المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، تحقيقاً يتعلق بمزاعم عن دفع ترمب مبالغ مالية، لشراء صمت امرأتين تقولان إن لهما علاقات سابقة معه، وهو ما نفاه الرئيس مراراً ووصف التحقيقات بأنها ترصدٌ له دوافع سياسية.
ويواجه أيضاً دعاوى تشهير أخرى تتعلق بقضيتَي اعتداء جنسي مزعوم رفعتها سيدتان بشكل منفصل، ونفى هذه الاتهامات، كما رفعت ماري ترمب، ابنة أخ الرئيس، دعوى قضائية تتهمه مع اثنين من أفراد أسرته بالاحتيال والتآمر.
التقاعد
قد يكون تقاعد ترامب بعد تركه المنصب الرئاسي هو أقل الاحتمالات واقعية بالنظر إلى طبيعة شخصيته ومزاجه الشخصي ولكونه مليارديراً يتمتع بصحة جيدة حتى الآن على الرغم من تجاوزه الـ 74 من العمر، ومع ذلك فإن التقاعد يظل آخر الخيارات المطروحة حال فشله في تنفيذ الخيارات الأخرى أو لأسباب صحية قد تطرأ مع تقدمه في السن.
وسواء قرر التقاعد في النهاية أو لم يقرر، فسوف يحصل في كل الأحوال على معاش رئاسي والكثير من الامتيازات الأخرى فور تركه منصبه، ويوفر قانون الرؤساء السابقين، الذي سن 1958 للحفاظ على كرامة المنصب الرئاسي، مزايا تشمل معاشاً سنوياً بلغ أكثر من 207 آلاف دولار أمريكي العام 2017.
مسارات متعددة
تتوافر لدى ترامب مسارات متعددة يمكن له أن يسلكها بدءاً من اليوم الذي يغادر فيه البيت الأبيض، غير أن إنكاره الهزيمة وإصراره على تأكيد خطابه المزعوم حول تزوير الانتخابات، سيدفع به إلى محاولة الحفاظ على أهميته التي رافقته كرئيس بعد ترك منصبه، خصوصاً أن عدداً من الأدوار المتداخلة يمكن أن تحقق له هذا الغرض، كأن يترشح لانتخابات الرئاسة مرة أخرى 2024، أو يكتفي بحضور إعلامي مؤثر عبر قنوات تلفزيونية وعلى الإنترنت، أو يكتب مذكراته الرئاسية بما فيها من صراعات ومفاجآت، أو أن يعود إلى إدارة مشاريعه العقارية ليحافظ على علامة ترمب التجارية محلقة في الآفاق.
لكن ترامب قد يواجه أيضاً العديد من العراقيل التي تدفعه قهراً إلى الابتعاد عن هذه الأدوار إذ يواجه تهديدات قضائية متعددة في نيويورك لا يعرف إلى أين ستنتهي، وقد يصل به الحال أيضاً إلى التقاعد إذا واجه تحديات سياسية أو صحية صعبة خلال الأشهر والسنوات القليلة المقبلة.
الترشح لانتخابات 2024
عندما غادر الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش السلطة في 20 يناير 2009، فضل التمتع بحياة هادئة عبر ممارسة هوايته المفضلة وهي الرسم، لكن الرئيس الجمهوري الحالي ترامب لن يخلد للهدوء أو ممارسة هوايته المفضلة في رياضة الجولف، إذ يُتوقع أن يواصل صنع الأخبار وحشد الجماهير وإثارة الجدل وهو تماماً ما كان يفعله قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة.
وقال خبراء الاستراتيجية الجمهوريون إن ترمب سيُبقي احتمال ترشحه للرئاسة 2024 حياً سواء فعل ذلك في النهاية أم لم يفعل، لأن فكرة حملة ترمب 2024 تعد أسهل طريقة للاحتفاظ برأسماله السياسي، وهو أيضاً مسار يتوافر له ما يكفي من التمويل لتحقيقه على الأرض بعدما جمع 170 مليون دولار في شهر واحد عقب انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
مكايدة بايدن
وقد لا يكون من المستغرب أن تتحول تكهنات الإعلان عن حملة 2024 في اليوم نفسه لتنصيب جو بايدن إلى حقيقة واقعة بهدف سرقة بعض الأضواء من الرئيس المقبل، ونكاية في خصمه المنتصر الذي لم يعترف به حتى الآن ولن يحضر على الأرجح حفل تنصيبه، ولهذا لن يعبأ ترمب عما إذا كان سلوكه ينتهك القواعد الرئاسية المتعارف عليها أو آداب السلوك في أمريكا.
زعيم الجمهوريين
حتى في حال تراجع ترامب في وقت ما ولأي سبب عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية 2024، فقد يلعب دوراً مماثلاً يؤكد سيطرته على الحزب الجمهوري، عبر دعم مرشح آخر للانتخابات المقبلة.
ويستند هذا التصور إلى قدرة ترامب على إقناع نحو 72 مليون ناخب صوتوا لصالحه، بدعم المرشح الذي يؤيده هو بعد أربع سنوات وبما يؤكد ما يعتبره نتيجة طبيعية لزعامته الحالية للحزب الجمهوري والتي قد تستمر إذا واصل جولاته الجماهيرية.
قطب إعلامي
لا يُعد الرئيس ترامب غريباً على التلفزيون، ولديه منذ سنوات طويلة جمهور واسع الانتشار بين أنصار التيار المحافظ، لا سيما بعدما أمضى فترة في برنامج الواقع "ذا أبرينتايس" الذي وضعه في تصنيفات مشاهدة مرتفعة، وقد ثارت بالفعل توقعات بأن طموحه عقب الرئاسة هو الانخراط في وسائل الإعلام إما من طريق إطلاق قناته الخاصة أو التعاون مع شبكة تلفزيونية محافظة قائمة بالفعل.
ويرى مؤيدون للرئيس ترمب أنه يدرك حاجته إلى التواصل مع قاعدته الجماهيرية باستمرار، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي منصة إعلامية قوية، إذ يبدو أن شبكة "فوكس نيوز" هي الاختيار المناسب إذا قرر ترمب ذلك بالنظر إلى شعبيتها، ومع ذلك، سعى إلى الترويج لشبكات تلفزيونية يمينية محافظة تنافس فوكس مثل "نيوزماكس" و "وان أميركان نيوز".
كتابة المذكرات الرئاسية
لا أحد يشك في أن تأثير ترامب في الحزب الجمهوري سيبقى عميقاً، فعلى الرغم من هزيمته وحالة الانقسام التي أثارها في الأمة الأمريكية، إلا أنه أكثر الجمهوريين شعبية في البلاد، حتى لو لم يرشح نفسه مرة أخرى، فإن انخراطه في كتابة مذكراته الرئاسية وكشف تفاصيل معاركه السياسية ومحاولة عزله في الكونجرس وقضية اتهامه بالتواطؤ الروسي وغيرها من القضايا المثيرة للجدل، سوف تحقق انتشاراً واسعاً وتثير ردوداً ومعارك إعلامية أكبر.
العودة إلى عالم الأعمال
وبينما كان لبعض الرؤساء السابقين أعمالهم الخاصة التي انخرطوا فيها قبل اعتلائهم سدة الحكم في الولايات المتحدة مثل جيمي كارتر الذي امتلك مزرعة للفول السوداني وعائلة بوش التي كانت لديها مصالح نفطية، إلا أنه لم تكن هناك سابقة لشبكة مصالح الأعمال المعقدة التي جلبها معه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منذ أربع سنوات، التي يعتقد البعض أنها قد تجر عليه كثيراً من الانتقادات، فعندما يترك منصبه الشهر المقبل، سيعود على الأرجح ليصبح وجه أعمال عائلته، ما يعني عودته إلى عقد صفقات عقارات محلية وأجنبية.
خوض معارك قانونية
لكن الأمور قد لا تسير بحسب ما يشتهي الرئيس ترمب خلال الأشهر المقبلة، ذلك أنه سيواجه سلسلة من القضايا القانونية التي قد تبقيه منشغلاً بها بمجرد تركه منصبه، وبدأت بالفعل بعض التحقيقات في منظمة ترمب، وأطلق المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، تحقيقاً يتعلق بمزاعم عن دفع ترمب مبالغ مالية، لشراء صمت امرأتين تقولان إن لهما علاقات سابقة معه، وهو ما نفاه الرئيس مراراً ووصف التحقيقات بأنها ترصدٌ له دوافع سياسية.
ويواجه أيضاً دعاوى تشهير أخرى تتعلق بقضيتَي اعتداء جنسي مزعوم رفعتها سيدتان بشكل منفصل، ونفى هذه الاتهامات، كما رفعت ماري ترمب، ابنة أخ الرئيس، دعوى قضائية تتهمه مع اثنين من أفراد أسرته بالاحتيال والتآمر.
التقاعد
قد يكون تقاعد ترامب بعد تركه المنصب الرئاسي هو أقل الاحتمالات واقعية بالنظر إلى طبيعة شخصيته ومزاجه الشخصي ولكونه مليارديراً يتمتع بصحة جيدة حتى الآن على الرغم من تجاوزه الـ 74 من العمر، ومع ذلك فإن التقاعد يظل آخر الخيارات المطروحة حال فشله في تنفيذ الخيارات الأخرى أو لأسباب صحية قد تطرأ مع تقدمه في السن.
وسواء قرر التقاعد في النهاية أو لم يقرر، فسوف يحصل في كل الأحوال على معاش رئاسي والكثير من الامتيازات الأخرى فور تركه منصبه، ويوفر قانون الرؤساء السابقين، الذي سن 1958 للحفاظ على كرامة المنصب الرئاسي، مزايا تشمل معاشاً سنوياً بلغ أكثر من 207 آلاف دولار أمريكي العام 2017.