لماذا يطارد الغرب أئمة المساجد "الإسلاميين"؟ .. استبدلوهم بدعاة محليون لا ينشرون الكراهية.. إبعاد قبضة أردوغان عن الإسلام
مع تصاعد الصدام مع الدولة التركية، والاحتجاجات المتزايدة على سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، والانقلاب الغربي ولاسيما الحلف الأوروبي الموالي للسياسات الفرنسية على جماعة الإخوان الإرهابية بشكل خاص، والإسلام السياسي بشكل عام، أصبح هناك محاولة لتقييد فعالية الإسلاميين ووقف المد الخارجي والداخلي لهم.
محور تركيا
أخطر ما يمكن بالنسبة لفرنسا على وجه التحديد، ربط الإسلاميين بتركيا ومن خلفهم المسلمين الذي ليس لهم توجهات دينية، لهذا ابتكرت نظام "الإمام الفرنسي".
رفضت استيراد أئمة مرة آخرى من تركيا، وأعلنت عن مشروع قومي لدمج المسلمين مع القوانين الفرنسية، ولاسيما الذين ولدوا على أرضها ويحملون جنسيتها، ولكنهم يتقوقعون ويعيشون في انعزال بعيدا عنها .
مع رواج المشروع اتضح الفوائد الكثيرة من خلفه، إذ لجأت الكثير من الدول الأوروبية إلى الاستغناء عن توظيف الأئمة الأتراك في مساجدها واستيراد النموذج الفرنسي مع وضع بعض التعديلات البسيطة لكل دولة حسب مرجعيتها القانونية والفكرية وأسلوب تعاملها مع الإسلاميين.
بالنسبة للكثير من البلدان الآن، الاعتماد على "إمام محلي" أول خطوة في سحب البساط من الإسلام السياسي وأفكاره وقضاياه من على المنابر الغربية، بجانب أنها فرصة مميزة للقضاء على الهواجس والشبهات الأمنية التي تفترضها دائما جهات أمنية مختلفة تؤكد أن للأئمة دورًا بارزًا في تجنيد مقاتلين وإرسالهم لأماكن الصراع في سوريا والعراق وليبيا.
إبعاد الإسلاميين
إبعاد "الإسلاميين" عن "المسلمين" بالأراضى الأوروبية، أصبح حلما يتخطى فرنسا، وأخذ صفة قارية بعد إعلان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال تأييده لإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة.
صار هناك توحدًا أوروبيًا على كيفية مواجهة أفكار الإسلام السياسي، بحجبها أولا لأقل درجة ممكنة، وتطعيم المسلمين بمصل الهويات الوطنية للغرب، والتعامل معهم بتدرج حتى يفهمون جيدا معنى التفريق بين العام والخاص، وإبقاء الدين في مساحة المسلمين الشخصية مثل كل المواطنين في الغرب، طالما يسعون للحصول على الجنسيات الأوروبية، التي تضع القيم والأفكار المدنية في المقام الأول.
عرفت أوروبا بعد الهجمات التي شهدتها كل المدن الغربية أن القضية مع الإسلام السياسي فكر ومبادئ وليست أمنية فقط، وهذا يستلزم جهودًا مختلفة في المواجهة، لهذا يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة".
الهدف الأساسي للمشروع بجانب إبعاد يد تركيا عن الدين الإسلامي، نزع فتيل الكراهية التي كانت تروج من على المنابر، وقبول سيادة القانون المدني وليس الديني على الجميع.
ضد التغيير
يرى عبد الرحمن عياش، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إن الإخوان ومن خلفها تيارات الإسلام السياسي يدفعون ثمن عدم قدرتهم على النقد الذاتي، موضحا أنهم لم يبادروا بأي مراجعة يستخلصون من خلالها دروس فشلهم وكراهيتهم بالعالم أجمع.
أوضح أن الإسلاميين يرفضون أي مراجعات فكرية ويتعاملون مع أتباعهم مثل القطيع، لافتا إلى أن التيار الديني بشكل عام يمر بفترة عصيبة نتيجة الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، والقادم سيحمل له ما هو أسوأ.