باسم أمين المصنف الأول بمصر وإفريقيا: عدم وجود "أهلي وزمالك" ظلم لعبة الشطرنج في مصر | حوار
الناس كانت تسألنى "فيه حد يترك الطب عشان يقعد على القهوة يلعب شطرنج"
الشطرنج في مصر يحتكره ناديان فقط وهما " الشرقية للدخان" ومصر للتأمين"
ألعب في "الشرقية للدخان" منذ 2001 وأحصل على مقابل زهيد جدا
كان في عامه الرابع حينما أبلغ والده عن حاجته في مشاركته اللعب بدور الشطرنج الذي سيبدأ، لاحظ والده حينها حبه لألعاب الألغاز والأفكار المعقدة، وافق وشاركه اللعب، سقطت رقعة الشطرنج على الأرض.
وأراد والده أن يعيد الدور فأخبره الإبن أنه يتذكر جيدًا أماكن اللعب منذ بداية الدور، صُدم الأب لصغر سنه، وقرر أن يطور موهبته ليصبح بعد 27 عامًا "الأستاذ" باسم أمين - طالب الطب وابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية - الأول عربيًا وأفريقيا في الشطرنج.
وصاحب المراكز الدولية المتقدمة ، تصنيفه الدولي 2709 في نوفمبر 2018 وهو أعلى تصنيف في تاريخ مصر والعرب وأفريقيا ، نال أمين اللقب في بطولة إفريقيا للشطرنج لسنة 2015، وفي 2008 احتل المركز الثالث في بطولة العالم للشباب.
"فيتو" حاورته فى سياق السطور التالية :
*بداية .. ماهو سر حبك للعبة الشطرنج ، وكيف كانت البداية؟
"أنا سني الآن 32 سنة ، ألعب شطرنج بدون توقف منذ أن كان عمرى 4 سنوات ونصف السنة، ووالدى جاء لى بمدربين وبدأت مشوار البطولة، وهو كان سببا فى أن أكون محترف شطرنج".
* طالما أنك تلعب شطرنج بدون توقف منذ أن كان عمرك 4 سنوات ونصف ، لماذا دخلت كلية الطب ؟
ألقت بى الأقدار إلى مجال عمل والدى، اضطريت إلى دخول كلية الطب بجامعة طنطا، ولكنى في نفس الوقت استمر في لعب وممارسة الشطرنج وقراءة الكتب والدراسات التي اهتمت بكيفية تطوير مهارات اللعب، تخرجت في الجامعة.
وقررت أن أنفض يدي من الطب نهائيًا ، تركت الطب، حتى أتفرغ للشطرنج، في وقت كان التخصص محتاج خمس سنوات، ووقتها الناس كانوا مصدومين وكتير قالوا لي إنت مجنون، لكن القريبين مني شجعوني، لأني وقتها كنت أحسن لاعب شطرنج في العالم، ومصنف أول لاعب شطرنج في الوطن العربي وأفريقيا، مكنش ينفع أترك الإنجازات دي".
*هل كان التطور والتقدم في لعب الشطرنج يتطلب منك أن تتفرغ تمامًا للعبة وخوض المسابقات الدولية، خاصة أن اللعبة تحتاج إلى التركيز والتركيبة المعقدة في التفكير؟
أول بطولة لعبتها كانت بطولة الجمهورية تحت 12 سنة، وكان عندي ست سنين وحصلت على المركز الثاني، وبطولة العالم الأولى سنة 1997 في فرنسا كانت هذه أول مرة انتقل للعالمية، وأول بطولة عرب سنة 1999 تحت 9 سنوات".
وفي نهاية المطاف حصلت على وسام الرياضة من الدرجة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد الفوز بذهبيتين في دورة الألعاب الأفريقية 2019.
*احكى لنا عن رحلة الصعود المستمر من بطولة لأخرى، بطولة إقليمية تصحبه بطولة دولية، وسر التطور السريع الذي وصلت إليه حتى تمكنت من خوض الأنواع الثلاثة الخاصة بمسابقات الشطرنج؟
كل مرة أصعد لبطولة كنت أشعر إني أعتاد أكتر على المنافسات العالمية ومتعود عليها، غير لما أكون كبير وأدخل مسابقة مرة واحدة"، ففي بطولات الشطرنج هناك ثلاث مراحل لخوض المسابقة والفوز بها؛ الأولى تتمثل في المسابقة الكلاسيكية.
وهي التي تستمر مدتها حتى ثماني ساعات متواصلة، وهي التي يتم الاعتماد عليها في 99% من مسابقات الشطرنج العالمية التي تنظمها الدول الرائدة في الشطرنج كروسيا والولايات المتحدة والصين وألمانيا، أما النوع الثاني فهو الشطرنج السريع ومدته أقل من ساعة، والثالث "الشطرنج الخاطف" ومدته أقل من ربع ساعة.
وكنت أتطور بصعوبة لأن اللعبة لها علم ومراجع وكتب كتير أنا قرأتها، وفيه برامج متخصصة على الكمبيوتر، الشطرنج بالنسبة لي كلاعب محترف "حياة" كاملة مينفعش أتركها وهو مش بيأثر على اللعب فقط ولكن على طريقة التفكير والتعامل مع الأمور، يخليك تفكر في الشيء عشرات المرات قبل التنفيذ وحساب عواقبه".
*لماذا لاتحظى لعبة الشطرنج بجماهيرية فى دول كثيرة ومنها مصر؟
رغم حصدى العديد من البطولات إلا أن لاعب الشطرنج في مصر بعيد عن اهتمام وأنظار صناع القرار الرياضي باعتبارها لعبة "غير أوليمبية"، "الشطرنج في مصر لا يوجد به أي اهتمام، حتى الناس متعرفش أهمية الشطرنج يعني حد سألنى: حد يترك الطب عشان يقعد على القهوة يلعب شطرنج، أنا مش بعمل كده دي رياضة عالمية وبها بطولات عالم، أنا بقعد مركز فيها أحيانا أكثر من 8 ساعات!".
وأرى أن أصل المشكلة في غياب مصطلح "أهلي وزمالك" عن هذه اللعبة، المصريون يلتفون حول كل ما هو أهلاوي أو زملكاوي، وأرى أن الشطرنج خرج من الحسبة كنتيجة لها، خاصةً أن الشطرنج في مصر مسئول عنه ومحتكره ناديان اثنان فقط في مصر.
وفي المنطقة وهما "نادي الشرقية للدخان" ومصر للتأمين"، هما بس اللي بيتنافسوا في مصر وعلى مستوى العالم أيضا في الشطرنج، أنا في الشرقية من 2001 تقريبًا، أحصل على مقابل زهيد جدا رغم كل السنوات اللي قضيتها في النادي، لكن مش ذنب النادي لوحده لأنه لو فيه منافسة هيقدر يدفع".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الشطرنج في مصر يحتكره ناديان فقط وهما " الشرقية للدخان" ومصر للتأمين"
ألعب في "الشرقية للدخان" منذ 2001 وأحصل على مقابل زهيد جدا
كان في عامه الرابع حينما أبلغ والده عن حاجته في مشاركته اللعب بدور الشطرنج الذي سيبدأ، لاحظ والده حينها حبه لألعاب الألغاز والأفكار المعقدة، وافق وشاركه اللعب، سقطت رقعة الشطرنج على الأرض.
وأراد والده أن يعيد الدور فأخبره الإبن أنه يتذكر جيدًا أماكن اللعب منذ بداية الدور، صُدم الأب لصغر سنه، وقرر أن يطور موهبته ليصبح بعد 27 عامًا "الأستاذ" باسم أمين - طالب الطب وابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية - الأول عربيًا وأفريقيا في الشطرنج.
وصاحب المراكز الدولية المتقدمة ، تصنيفه الدولي 2709 في نوفمبر 2018 وهو أعلى تصنيف في تاريخ مصر والعرب وأفريقيا ، نال أمين اللقب في بطولة إفريقيا للشطرنج لسنة 2015، وفي 2008 احتل المركز الثالث في بطولة العالم للشباب.
"فيتو" حاورته فى سياق السطور التالية :
*بداية .. ماهو سر حبك للعبة الشطرنج ، وكيف كانت البداية؟
"أنا سني الآن 32 سنة ، ألعب شطرنج بدون توقف منذ أن كان عمرى 4 سنوات ونصف السنة، ووالدى جاء لى بمدربين وبدأت مشوار البطولة، وهو كان سببا فى أن أكون محترف شطرنج".
* طالما أنك تلعب شطرنج بدون توقف منذ أن كان عمرك 4 سنوات ونصف ، لماذا دخلت كلية الطب ؟
ألقت بى الأقدار إلى مجال عمل والدى، اضطريت إلى دخول كلية الطب بجامعة طنطا، ولكنى في نفس الوقت استمر في لعب وممارسة الشطرنج وقراءة الكتب والدراسات التي اهتمت بكيفية تطوير مهارات اللعب، تخرجت في الجامعة.
وقررت أن أنفض يدي من الطب نهائيًا ، تركت الطب، حتى أتفرغ للشطرنج، في وقت كان التخصص محتاج خمس سنوات، ووقتها الناس كانوا مصدومين وكتير قالوا لي إنت مجنون، لكن القريبين مني شجعوني، لأني وقتها كنت أحسن لاعب شطرنج في العالم، ومصنف أول لاعب شطرنج في الوطن العربي وأفريقيا، مكنش ينفع أترك الإنجازات دي".
*هل كان التطور والتقدم في لعب الشطرنج يتطلب منك أن تتفرغ تمامًا للعبة وخوض المسابقات الدولية، خاصة أن اللعبة تحتاج إلى التركيز والتركيبة المعقدة في التفكير؟
أول بطولة لعبتها كانت بطولة الجمهورية تحت 12 سنة، وكان عندي ست سنين وحصلت على المركز الثاني، وبطولة العالم الأولى سنة 1997 في فرنسا كانت هذه أول مرة انتقل للعالمية، وأول بطولة عرب سنة 1999 تحت 9 سنوات".
وفي نهاية المطاف حصلت على وسام الرياضة من الدرجة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد الفوز بذهبيتين في دورة الألعاب الأفريقية 2019.
*احكى لنا عن رحلة الصعود المستمر من بطولة لأخرى، بطولة إقليمية تصحبه بطولة دولية، وسر التطور السريع الذي وصلت إليه حتى تمكنت من خوض الأنواع الثلاثة الخاصة بمسابقات الشطرنج؟
كل مرة أصعد لبطولة كنت أشعر إني أعتاد أكتر على المنافسات العالمية ومتعود عليها، غير لما أكون كبير وأدخل مسابقة مرة واحدة"، ففي بطولات الشطرنج هناك ثلاث مراحل لخوض المسابقة والفوز بها؛ الأولى تتمثل في المسابقة الكلاسيكية.
وهي التي تستمر مدتها حتى ثماني ساعات متواصلة، وهي التي يتم الاعتماد عليها في 99% من مسابقات الشطرنج العالمية التي تنظمها الدول الرائدة في الشطرنج كروسيا والولايات المتحدة والصين وألمانيا، أما النوع الثاني فهو الشطرنج السريع ومدته أقل من ساعة، والثالث "الشطرنج الخاطف" ومدته أقل من ربع ساعة.
وكنت أتطور بصعوبة لأن اللعبة لها علم ومراجع وكتب كتير أنا قرأتها، وفيه برامج متخصصة على الكمبيوتر، الشطرنج بالنسبة لي كلاعب محترف "حياة" كاملة مينفعش أتركها وهو مش بيأثر على اللعب فقط ولكن على طريقة التفكير والتعامل مع الأمور، يخليك تفكر في الشيء عشرات المرات قبل التنفيذ وحساب عواقبه".
*لماذا لاتحظى لعبة الشطرنج بجماهيرية فى دول كثيرة ومنها مصر؟
رغم حصدى العديد من البطولات إلا أن لاعب الشطرنج في مصر بعيد عن اهتمام وأنظار صناع القرار الرياضي باعتبارها لعبة "غير أوليمبية"، "الشطرنج في مصر لا يوجد به أي اهتمام، حتى الناس متعرفش أهمية الشطرنج يعني حد سألنى: حد يترك الطب عشان يقعد على القهوة يلعب شطرنج، أنا مش بعمل كده دي رياضة عالمية وبها بطولات عالم، أنا بقعد مركز فيها أحيانا أكثر من 8 ساعات!".
وأرى أن أصل المشكلة في غياب مصطلح "أهلي وزمالك" عن هذه اللعبة، المصريون يلتفون حول كل ما هو أهلاوي أو زملكاوي، وأرى أن الشطرنج خرج من الحسبة كنتيجة لها، خاصةً أن الشطرنج في مصر مسئول عنه ومحتكره ناديان اثنان فقط في مصر.
وفي المنطقة وهما "نادي الشرقية للدخان" ومصر للتأمين"، هما بس اللي بيتنافسوا في مصر وعلى مستوى العالم أيضا في الشطرنج، أنا في الشرقية من 2001 تقريبًا، أحصل على مقابل زهيد جدا رغم كل السنوات اللي قضيتها في النادي، لكن مش ذنب النادي لوحده لأنه لو فيه منافسة هيقدر يدفع".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"