رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة تعديل المسار


سبحان الذي يغير ولا يتغير!
كانت الدعوة إلى المليونيات في نظر القوى والتيارات الإسلامية.. دعوة إلى شق الصف وتبديد الطاقات، بل وصل الأمر بهؤلاء إلى اتهام الداعين إلى المليونيات والتظاهرات من قوى الثورة بالخيانة الوطنية والعمل وفق أجندات خارجية.


فما الذي حدث حتى يغير الإسلاميون نظرتهم إلى المليونيات ويدعون إلى الحشد لها والنزول إلى الميادين والشوارع في جمعة أطلقوا عليها «مليونية نبذ العنف»، ومرة «حماية الشرعية»، التي لم تكن في حقيقتها سوى «حماية الرئيس والإخوان»، وتهديدًا للمعارضين بعد أن أعلنت حركة "تمرد" تنظيم تظاهرات ٣٠ يونيو لسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتضامن معها الملايين من المواطنين.

أما عن حشد جماعة الإخوان ومعها أتباعها لهذه المليونيات لحماية الثورة.. فأي ثورة يتحدثون عن حمايتها؟ هل يقصدون ثورة الشباب والشعب المصري فما أعلمه وسجله التاريخ هو رفضهما المشاركة في الثورة في البداية ولكنهم بعد استشعارهم بنجاح ثورة الشباب والشعب نزلوا للمشاركة ولكنهم من بعد ذلك هم من جنوا ثمار الثورة ورفعوا المظلة الثورية من فوق رءوس الثوار الحقيقيين وتركوهم وحدهم يصارعون الموت والاعتقالات والمحاكمات، ولم ينفذ الرئيس أيًا من الوعود التي قطعها على نفسه عند انتخابه لتحسين أحوال المصريين وتحقيق مطالب الثورة من "عيش وحرية وعدالة وكرامة إنسانية".

وبعد مرور عام على تولي الرئيس رئاسة مصر.. "تمرد" من جديد الشباب والشعب المصري ودعا إلى تظاهرة ٣٠ يونيو لتعديل المسار وتحقيق أهداف الثورة وأحلام المصريين من خلال تظاهرات سلمية في كل ميادين مصر.

لقد انتظرنا خطاب الرئيس ليطمئن فيه الشعب المصري ويقدم من الاستحقاقات المطلوبة لنزع فتيل الغضب، ولكن رفض أن يقدم تنازلات جادة للمعارضة.. بل إن الخطاب أسهم في زيادة رقعة الانقسام بين أبناء الشعب بعد أن انتقد معارضيه وهاجم عددًا من الشخصيات العامة ورجال القضاء على الملأ رغم أنهم لم يوجه لهم اتهامات بعد!!

كنت لا أتمنى ألا يكون الخطاب بهذا الشكل الذي أغضب الكثير من المواطنين.. وخيب آمالهم.. خاصة أنه لم يشر من بعيد ولا قريب إلى حماية المتظاهرين وأن إراقة دماء أي مصري خط أحمر.. ولكن الرئيس لم يفعل.

أعتقد أن ٣٠ يونيو وما بعده تعتبر مرحلة شديدة الأهمية في مستقبل مصر السياسي، فإما التدهور والتسلط والقمح والسقوط والعودة إلى الوراء وهذا أمر مستبعد لي شخصيًا.. ولن يسمح به الشعب المصري بعد ثورته الرائعة، وإما تعديل المسار وتحقيق أهداف الثورة ومطالب الشعب المصري وهذا أيضًا يتوقف على مدى خروج المواطنين إلى الميادين في ٣٠ يونيو وما بعدها للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
«وليحفظ الله مصر من كل سوء»..
الجريدة الرسمية