العامل الفلول أبو 20 جنيهًا..!!
انتظرت كما انتظر الشعب المصري خطاب الدكتور مرسي التاريخي مساء الأربعاء الماضي وكنت آمل في أن يكون هذا الخطاب بمثابة البداية للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه مصر خلال هذه الفترة.. كنت آمل في هذا لأنني خائف على بلدي ولا يهمني سوى مصلحتها خاصة بعد اشتعال الفتنة واقتراب الحرب الأهلية بين المصريين..
كنت آمل بقلب صافي وعقل متفتح لعل وعسى أن ينجح رئيس الجمهورية في تهدئة حالة الاحتقان الموجودة على الأرض في الشارع ورغم أنني كنت واثقا من أن أملى هذا لا يتعدى 10% إلا أنني وبعد 150 دقيقة تحدث فيها الدكتور مرسي شعرت بالإحباط المدمر.. الإحباط الذي لا يشعر به إلا من عاش بعيدا عن بلده وهو يعشق بلده ولا يريد لها سوى الخير.. الإحباط الذي يمتزج بخيبة الأمل والخجل من الانتماء لأكبر دولة عربية يقودها رئيس يتحدث بمثل هذا الكلام والألفاظ في خطاب كنت أعتقد أنه سيكون البداية لتصحيح الأوضاع.. ويكفي هذا الكم غير المسبوق من التعليقات الساخرة على الخطاب من المواطنين العاديين الذين ليس لهم أغراض أو مصالح ولا ينتمون لأي أحزاب أو جماعات.
لن أعلق على كلام يصعب التعليق عليه.. ولن أركز على ألفاظ لا يمكن أن تخرج من رئيس جمهورية بقدر وقيمة مصر.. ولن أستطرد في فتاوى سياسية قام الكثيرون بها وأنا لست أهلا لها.. ولكن كل ما يمكن أن أقوله هو أنني أستغرب وأكاد أشعر بحالة من (القرف) لم أشعر بها من قبل بسبب ما قاله الرئيس عن العامل الذي ينتمي إلى الفلول الذي اكتشف أنه حصل على 20 جنيها من أجل قطع الكهرباء عن منطقة ما لمدة 6 ساعات.
هل يعقل أن يصدر هذا الكلام من رئيس جمهورية في خطاب ينتظره الشعب كله لإزالة حالة الاحتقان.. ناهيك عن أن الرئيس لم يذكر اسم العامل ومكان عمله.. فإذا كان هذا الكلام صحيحا فكان الأولى برئيس الجمهورية أن ينجح في معرفة من قتل وخطف جنودنا وضباطنا في سيناء.. أليس هذا أهم بكثير من هذا الكلام العبثي.
ثم إن الحديث عن الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق بهذه الطريقة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدكتور محمد مرسي فعلا يعيش في عالم تاني.. عالم افتراضي ليس له علاقة بأرض الواقع.
يا سيادة الرئيس أنا أشعر بالخجل في غربتي.. أشعر بأن هيبة منصب رئيس الجمهورية ذهبت إلى أدراج الرياح بخطابك رقم 59 منذ توليك المسئولية.. أشعر بأن مصر ليست مصر ولا أملك سوى الدعاء بأن تعود مصر من جديد!! يارب احمي مصر وشعب مصر!!