القطار فائق السرعة.. القصة وما فيها!
استيقظنا صباحا على خبر توقيع مذكرة تفاهم مع
شركة سيمنز الألمانية للبدء فى إنشاء القطار فائق السرعة الذى سيربط مدينة العلمين
مارا بالعاصمة الإدارية الجديدة ليصل إلى العين السخنة، بتكلفة قدرها ٢٣ مليار
دولار، وهو ما يعادل ٣٦٠ مليار جنيه بالتمام والكمال، وبعيدا عن هؤلاء الذين
يتحدثون عن فقه الأولويات، وما ينبغى أن يكون، فالذى لا شك فيه أن القطار فائق
السرعة سينقل البلاد والعباد إلى آفاق جديدة تخلفنا عنها لعقود طويلة، ومع ذلك فإن
طرح القضية أمام الخبراء من شأنه أن يضيف إلى المشروع أبعادا قد تكون أهم وأكثر فائدة
من الطرح الذي قرأنا عنه فى الأخبار السيارة التي تناولت القضية.
٣٦٠ مليار جنيه لإنشاء قطار يربط بين مدن ثلاث هى العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والعين السخنة يعنى أننا سننفق هذا المبلغ الضخم على قطار قد لا تكون دراسات الجدوى فى صالحه، والأصل فى الموضوع يعود إلى دراسات قدمتها الجايكا اليابانية حول إنشاء قطار يربط بين برج العرب مارا بمدينة ٦ أكتوبر وصولا إلى العين السخنة، وكان المقصود منه قطار بضائع ينقل البضائع من ميناء الإسكندرية وبرج العرب والمدينة الصناعية بأكتوبر إلى ميناء السخنة.
المواطن دايما مخالف!
قطار الجايكا قد لا يكون ذا فائدة مع نشوء فكرة محمور تنمية قناة السويس، ومع ذلك يرى خبراء أن القطار فائق السرعة يمكن أن يكون ذا جدوى عظيمة لو تم تدشينه من برج العرب إلى القاهرة، وتحويل الخط القديم بين الإسكندرية القاهرة لقطار بضائع، أما الطرح الذى تابعناه فلم يغر المستثمرين الأجانب، ورأوا أن الربط بين العلمين والعين السخنة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة غير مجدٍ اقتصاديا!
وما دام الإنفاق بهذا الحجم فلا بد من دراسات مستفيضة للوصول إلى الهدف المنشود، فسكان العلمين الجديدة لن تستهويهم فكرة استخدام القطار فائق السرعة، إضافة إلى أن الأرقام المستهدفة لن تكون بالحجم المرضى اقتصاديا، أما سكان العاصمة الإدارية الجديدة فإن معظمهم يبحث عن سكن بمدينة بدر، أى أن القطار لن يكون فى مقدمة أولوياتهم، بالإضافة إلى أن معظم مرتادي العين السخنة من سكان القاهرة، وبالتالى فإن وجهتهم لن تنطلق نحو القطار الجديد.
وتقول الحقائق إن أكبر استخدام للسكك الحديدية ينطلق من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس، وهو خط قديم متهالك، ومع ذلك فإن الإقبال عليه يحقق أرقاما كبيرة، وسيكون من المفيد لو فكرنا فى تعديل خط سير القطار الجديد نحوه.
وأعتقد أنه يحق لوزارة النقل بقيادة الوزير النشط كامل الوزير أن يقدم للجماهير تفاصيل حول دراسات القطار الجديد وكيفية إدارته وتوقعات تشغيله والجدوى الاقتصادية من وراء إنشائه، والنقاش حول المشروع الجديد ضرورة ملحة لتتعرف الجماهير على الجوانب الخفية التي قد لا نعرفها حول اقتصاديات إدارة المشروع الجديد وأهدافه وجدواه الاقتصادية.
إن حديث الأرقام قد يزيل لغطا وجدلا يمكن أن يسببه إعلان المشروع على النحو المقتضب الذى تابعناه، وربما تكون معلوماتنا حول الموضوع غير دقيقة بالطريقة التى نطرحها به، ومن حق الناس أن تعلم حجم النقل البشرى والفوائد الاقتصادية من وراء المشروع، خصوصا وأن الظاهر من الطرح حتى الآن أن الحكومة هى التى ستتولى عملية الإنشاء والإنفاق، والرقم المالى الذى نشرته الصحف يوحي بأهمية خلق قناعات جماهيرية.
أسوار حول النهر العظيم
قد يرى البعض أن إنفاق هذا المبلغ الضخم على التعليم من شأنه أن نجنى ثماره الممتدة لصالح الوطن، أكثر من فكرة إنشاء قطار فائق السرعة، ومع ذلك فإن كان ولا بد من دخول القطار فائق السرعة إلى منظومة النقل فى البلاد، فالأصل فى مثل هذه المشروعات الكبيرة خلق حالة رضا اجتماعى مبنية على قناعات اقتصادية وجدوى اجتماعية من وراء المشروع.
ومن فوائد طرح المشروع أيضا على الخبراء إحياء فكرة الحوار البناء حول المشروعات الكبرى، لتفويت الفرصة على قوى الشر فيما تطرحه من مواقع هروبها، وانتهازها الفرص لإثارة الشكوك حول مشروعات لها من الأهمية ما يجعلها ذات أثر مستقبلي عظيم، شريطة أن تحظى بنقاش مجتمعى يجعل المواطن محورا للتنمية، باعتباره الهدف المنشود من كل مشروع تفكر فيه القيادة السياسية وليس غيره.
٣٦٠ مليار جنيه لإنشاء قطار يربط بين مدن ثلاث هى العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والعين السخنة يعنى أننا سننفق هذا المبلغ الضخم على قطار قد لا تكون دراسات الجدوى فى صالحه، والأصل فى الموضوع يعود إلى دراسات قدمتها الجايكا اليابانية حول إنشاء قطار يربط بين برج العرب مارا بمدينة ٦ أكتوبر وصولا إلى العين السخنة، وكان المقصود منه قطار بضائع ينقل البضائع من ميناء الإسكندرية وبرج العرب والمدينة الصناعية بأكتوبر إلى ميناء السخنة.
المواطن دايما مخالف!
قطار الجايكا قد لا يكون ذا فائدة مع نشوء فكرة محمور تنمية قناة السويس، ومع ذلك يرى خبراء أن القطار فائق السرعة يمكن أن يكون ذا جدوى عظيمة لو تم تدشينه من برج العرب إلى القاهرة، وتحويل الخط القديم بين الإسكندرية القاهرة لقطار بضائع، أما الطرح الذى تابعناه فلم يغر المستثمرين الأجانب، ورأوا أن الربط بين العلمين والعين السخنة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة غير مجدٍ اقتصاديا!
وما دام الإنفاق بهذا الحجم فلا بد من دراسات مستفيضة للوصول إلى الهدف المنشود، فسكان العلمين الجديدة لن تستهويهم فكرة استخدام القطار فائق السرعة، إضافة إلى أن الأرقام المستهدفة لن تكون بالحجم المرضى اقتصاديا، أما سكان العاصمة الإدارية الجديدة فإن معظمهم يبحث عن سكن بمدينة بدر، أى أن القطار لن يكون فى مقدمة أولوياتهم، بالإضافة إلى أن معظم مرتادي العين السخنة من سكان القاهرة، وبالتالى فإن وجهتهم لن تنطلق نحو القطار الجديد.
وتقول الحقائق إن أكبر استخدام للسكك الحديدية ينطلق من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس، وهو خط قديم متهالك، ومع ذلك فإن الإقبال عليه يحقق أرقاما كبيرة، وسيكون من المفيد لو فكرنا فى تعديل خط سير القطار الجديد نحوه.
وأعتقد أنه يحق لوزارة النقل بقيادة الوزير النشط كامل الوزير أن يقدم للجماهير تفاصيل حول دراسات القطار الجديد وكيفية إدارته وتوقعات تشغيله والجدوى الاقتصادية من وراء إنشائه، والنقاش حول المشروع الجديد ضرورة ملحة لتتعرف الجماهير على الجوانب الخفية التي قد لا نعرفها حول اقتصاديات إدارة المشروع الجديد وأهدافه وجدواه الاقتصادية.
إن حديث الأرقام قد يزيل لغطا وجدلا يمكن أن يسببه إعلان المشروع على النحو المقتضب الذى تابعناه، وربما تكون معلوماتنا حول الموضوع غير دقيقة بالطريقة التى نطرحها به، ومن حق الناس أن تعلم حجم النقل البشرى والفوائد الاقتصادية من وراء المشروع، خصوصا وأن الظاهر من الطرح حتى الآن أن الحكومة هى التى ستتولى عملية الإنشاء والإنفاق، والرقم المالى الذى نشرته الصحف يوحي بأهمية خلق قناعات جماهيرية.
أسوار حول النهر العظيم
قد يرى البعض أن إنفاق هذا المبلغ الضخم على التعليم من شأنه أن نجنى ثماره الممتدة لصالح الوطن، أكثر من فكرة إنشاء قطار فائق السرعة، ومع ذلك فإن كان ولا بد من دخول القطار فائق السرعة إلى منظومة النقل فى البلاد، فالأصل فى مثل هذه المشروعات الكبيرة خلق حالة رضا اجتماعى مبنية على قناعات اقتصادية وجدوى اجتماعية من وراء المشروع.
ومن فوائد طرح المشروع أيضا على الخبراء إحياء فكرة الحوار البناء حول المشروعات الكبرى، لتفويت الفرصة على قوى الشر فيما تطرحه من مواقع هروبها، وانتهازها الفرص لإثارة الشكوك حول مشروعات لها من الأهمية ما يجعلها ذات أثر مستقبلي عظيم، شريطة أن تحظى بنقاش مجتمعى يجعل المواطن محورا للتنمية، باعتباره الهدف المنشود من كل مشروع تفكر فيه القيادة السياسية وليس غيره.