رئيس التحرير
عصام كامل

التجارة العشوائية


إن التجارة العشوائية فى مصر من المشكلات التى تحتاج إعادة نظر، خاصة مع تكدس الباعة الجائلين فى الشوارع المهمة، لأن الباعة الجائلين هم اشخاص يريدون المتاجرة والحصول على الرزق، وليس لديهم حب مطاردة البلدية أو أمن المحافظة لهم وخسارة بضاعتهم، فهم لايشعرون بالأمان فى هذا الجو، ولأن الأمن غير موجود فى هذه الفترة فإن نشاط الباعة الجائلين يتكاثر، ويحتاجون قوانين صارمة تنفذ لكن بشرط تحقيق مصدر رزق لهم، ومع بناء أسواق لهم فى أماكن حيوية، ليس بها سوق فذلك سيعد حافزا لهم لاستمرار فى العمل.

ومناداة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الأن بوضع حلول جذرية لهذه الأزمة، هو مطلب نادت به الغرف التجارية المصرية كافة، وقدمت غرفة القاهرة التجارية الكثير من المقترحات المادية والفنية، والتى كان على رأسها إنشاء أسواق لهم، وضمهم للغرفة كتجار ولهم سجل تجارى، ينتفع منه الدولة فى الحصول على حقوقها، من دفع ضرائب وتحصيل خدمات.
ولأننا كتجار نسافر كثيراً فوجدنا أن جميع دول العالم بها باعة جائلين، ولكن الدول المتحضرة تنشئ لهم كيانا معينا وأماكن منظمة خاصه لهم، للحفاظ على الوضع الحضارى،وأننى اقترحت على محافظ القاهرة من قبل بتقنين وضع الباعة الجائلين على كورنيش النيل، لأنه يعد من الأماكن السياحية، ويجب أن يكون له وضع حضارى خاص، بعمل سيارات صغيرة توروسيكل وأكشاك صغيرة مرسوم عليها نقوش فرعونية، تكون بديل للخيام والعربات القديمة، أو افتراش الباعة للرصيف، والذى يعد مظهرا حضاريا سلبيا، يعوق معه متعة النظر والجلوس على النيل فى هدوء، ويكون الفرق بين كل بائع عدد من الأمتار،لإتاحة فرصة ومكان للوقوف لزوار الكورنيش ، حتى بائعى الحمص والسودانى واللب والذرة، ليكون منظرا حضاريا وكدعاية إعلانية للآثارنا، وتأجير الأكشاك والسيارات الصغيرة بمبلغ زهيد، تنتفع منه الدولة، وأن يقوم الأمن بدوره فى حفظ النظام، وإعادة هيكلة أسواق التجارة المصرية.
الجريدة الرسمية