رئيس التحرير
عصام كامل

«بوابة إبليس» نافذة خروج الفنانة مديحة كامل من الفن إلى الحجاب والاعتزال

الفنانة مديحة كامل
الفنانة مديحة كامل

تواصل الفنانة الراحلة مديحة كامل، تصدرها محركات البحث على جوجل، واهتمامات السوشيال ميديا، بمناسبة الذكرى السنوية لرحيلها، التي حلت أمس الموافق 13 يناير.



الكثير من المعلومات والتقارير المنشورة، تصدر في كل ذكرى يذكر أو يتردد فيها ذكر الفنانة الراحلة مديحة كامل، والتي اعتزلت الفن وهي في قمة مجدها الفني، فكانت إحدى نجمات الصف الأول، طوال فترتي الثمانينيات والتسعينيات.




لأكثر من ربع قرن هي المسيرة الفنية للفنانة الراحلة والتي لقبت بـ «ملكة الإغراء»، فلم تكن الراحلة من اللاتي قدمن الإغراء في الأعمال الفنية اعتمادًا على التركيبة الجسمانية ولكن تمكنها من أدواتها الفنية حيث كانت كلها عوامل مساعدة لنضوج فني متكامل.

قصة اعتزال الفنانة الراحلة كانت ولا تزال مجالا حافلا بالمعلومات عن تلك الفترة في حياتها، فكانت من أوائل الفنانات المناهضات لارتداء الحجاب واعتزال الفن، الأمر الذي كان يتسبب في كثير من الصدامات بينها وبين نجلتها "ميرهان"، والتي وصل بها الأمر لصفع الفنانة نجلتها على وجهها بمجرد إعلان الأخيرة تنكرها لمهنة والدتها، لترد الأم، قائلة: "المهنة دي اللي معيشانا في المستوى اللي أنتِ شايفاه"، ولم تكن الصفعة فقط على وجه الابنة ولكنها كانت بمنزلة شرخ في علاقة الأمومة والبنوة بين الفنانة ونجلتها.



ومن المفارقات في قصة اعتزال الفنانة مديحة كامل، أنها قررت ارتداء الحجاب واعتزال الفن بشكل نهائي أثناء تصوير فيلم بوابة إبليس، عام 1992، والذي لم تكن قد أنهت باقي مشاهدها فيه فقررت الاعتزال وتحمل الشرط الجزائي، فلجأ القائمون على العمل إلى تعديل السيناريو ونهاية الفيلم لينتهي بموت البطلة قبل مواجهة طليقها، والذي جسد دوره الفنان هشام عبد الحميد، وكأن الفيلم أراد أن يكون مخرجها من عالم الفن، لتكون بوابة إبليس نافذتها إلى الحجاب والاعتزال والاعتكاف على قراءة القرآن والتعبد، حتى إنها رفضت كل العروض بأي إجراء أي لقاءات صحفية أو تليفزيونية معها.




وفي أواخر أيام الفنانة الراحلة عانت مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، إلا أن متاعبها الصحية الجدية بدأت قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود مدة 10 أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر مما استدعى مكوثها في المستشفى لفترة طويلة.

وتوفيت في منزلها في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي.

وولدت مديحة كامل في مدينة الإسكندرية في 3 أغسطس عام 1948، وانتقلت عام 1962 إلى القاهرة، والتحقت بكلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1965، وبدأت مشوارها الفني عام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت في عروض الأزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم 30 يوم في السجن في أواخر ستينات القرن العشرين ثم اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة ولكنها حققت انتشارا كبيرًا ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتى جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه «الصعود إلى الهاوية».

الجريدة الرسمية