رئيس التحرير
عصام كامل

"هيكل": أدعو الشباب للخروج في 30 يونيو لإعلان الرغبة في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسلمية.. "الإخوان استولوا على السلطة بعد ثورة لم يكونوا صُنَّاعها.. وثورة الشباب تحتاج إلى "توربينات" تحركها

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل

قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، تعليقا على خطاب الرئيس محمد مرسي، الذي ألقاه أمس الأربعاء بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة: "تصورت أن يراجع مرسى نفسه بخطابه ولكنه اعتبر أن الأزمة مشكلة إعلام"، مشيرا إلى أن قرار الرئيس بمنح الوزراء والمحافظين حق إقالة من وصفهم "مرسي" في خطابه بالمتسببين في معاناة الشعب تعنى منح سلطات رهنا للأهواء.

وطالب هيكل الشباب بالخروج في 30 يونيو لإعلان الرغبة في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسلمية، مضيفًا أن "خروج الشباب سيثبت للعالم أننا أمام نظام غير قادر على الاستمرار"، مؤكدا أن الإخوان استولوا على السلطة بعد ثورة لم يكونوا صُنَّاعها"، موضحًا أن "أقطاب الإخوان لم يشاركوا في السلطة، وسيرفضون حال دعوتهم للمشاركة فهم يريدون السلطة في الظل ليحكموا دون محاسبة".
وأضاف هيكل خلال حلقات "مصر أين؟ وإلى أين؟"، مع الإعلامية "لميس الحديدي" على قناة "سي بي سي" اليوم الخميس: أحترم حركة "تمرد"، موضحا أن ميدان التحرير تم بيعه وقت الثورة مليون مرة بواسطة سماسرة، لافتًا إلى أن ثورة الشباب تحتاج إلى "توربينات" تحركها تمثلها قيادة سياسية وهيئة أركان حرب تنظم تحركها.
وأشار إلى أن 30 يونيو هدفه ألا يموت البلد، فهو حي وقادر وسيجد وسيلة التغيير، ونحن في حاجة لقيادة سياسية للشباب تحرك الجماهير، وتؤكد أن مصر لم تمت، وأننا نحتاج لكل الأطراف المؤثرة في المجتمع لتشكيل لجنة حكماء تضم الجيش والأزهر والكنيسة والقضاء، لافتا إلى أن التيار الإسلامي بكامله ليس مستعدا للعصر، وعلى القوى السياسية وضع برنامج انتقالي، وشباب الإخوان والسلفيين يرون المأزق الذي تقع فيه البلاد وخطاب الرئيس مرسي شابه الاستقطاب.
وأشار هيكل، إلى أن حشود الشعب يوم 30 يونيو تمثل غطاء مهما للقوات المسلحة، وخطوط الاتصالات بين القاهرة وواشنطن خلال الأيام الماضة لم تتوقف، والأمريكان لديهم قناعة أن التيار الإسلامي هو القوة المنظمة حتى الآن.
وأوضح "هيكل" أن الأمريكان مقتنعون أن التيار الإسلامي هو القادر على تحقيق مصالحهم في اتفاقية السلام مع إسرائيل.
واستطرد هيكل إن المجلس العسكري السابق لم تكن لديه رؤية واضحة للثورة وفوجئ بالمسئولية، واتبع أسلوب رد الفعل وليس استباق الحدث، قائلا: "إننا أمام جيش وقيادة عسكرية مختلفة الآن عن المجلس العسكري السابق، وأرجو من الرئيس مرسي عدم الإقدام على تكرار ما فعله مع طنطاوي حاليا.. والقوات المسلحة تتحدث بلسان الوطنية".
وأوضح "هيكل" أن مهمة الشباب صعبة، والهدف من 30 يونيو هو تحرير طاقة هذا البلد فلا يرتهن لتصفية حسابات الماضي.
واردف إن تصريحات السيسي الأخيرة كانت موفقة، وإنه لم يتحمس سابقًا لدعوة القوات المسلحة لتبنى الحوار الوطني، وبيان الجيش الأخير صيحة للحفاظ ضرورة على تماسك الأمة ودعوة لوجود سقف سياسي، مضيفا أن مرسى يعتقد أن السلطة مصدر الشرعية الوحيدة وهى مخطئ، وهناك تحول كبير في الرضا العام عن الحاكم ونظامه.
وتابع "هيكل" أن الوضع الحالي يشبه ما كان عليه موقف الشعب من نظام مبارك في يناير 2011، والجيش انحاز لإرادة الشعب الحقيقية، وإن قرارات مرسى أمس، أشبه بغارة على سلطة الدولة واحتلال مواقعها، مضيفًا أن "مرسى نسب مشاكله للإعلام ولم يحدد أولوياته".
واعتبر "هيكل" أن تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي "جرس إنذار وضوء أحمر" يقول للجميع إن البلاد على حافة هاوية"، مؤكدًا أن الحوار الوطنى يجب أن يتم تحت رعاية القوات المسلحة والأزهر والكنيسة، كشيرا إلى أن أسوأ ما في خطاب الرئيس محمد مرسي أنه حرض مؤسسات الدولة ضد بعضها البعض، وخطابه به حساسية واضحة ضد القضاء.
وأضاف هيكل أن أوربا وصلت إلى الصندوق بعد أن فصلت الكنيسة عن الدولة، موضحا أن اتهامات مرسي لشفيق لم يكن أن تعلن في محفل عام، مؤكدا أن أخلاقيات الرئاسة تمنع استهداف أشخاص بتلك الطريقة التي استخدمها الرئيس محمد مرسي في خطابه ضد منافسه السابق الفريق أحمد شفيق"، مؤكدًا أنه "ليس من حق الرئيس استخدام كل سلطاته ضد مواطن بعينه".
وتساءل "هيكل": "هل أزحنا ذباب زمن مبارك لنجد ذبابًا في حكم الإخوان؟"، وتابع: "لم أكن على علاقة بالفريق أحمد شفيق قبل الثورة، واحترمت شرعية مرسى وفقًا لنتائج الانتخابات الرئاسية".
وقال "هيكل": إن "الإخوان يوما بعد يوم يؤكدون أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان على حق في سياسته معهم": مضيفًا "هم يحاولون الاستيلاء على السلطة بنفس الممارسات السابقة"، موضحا أن أوربا وصلت إلى الصندوق بعد أن فصلت الكنيسة عن الدولة.
وحول الاتهامات التي وجهها الرئيس محمد مرسي في خطابه أمس الأربعاء للفريق أحمد شفيق منافسه في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المبكرة قال: إن اتهامات مرسي لشفيق لا يجب أن تعلن في محفل عام.
وقال هيكل إن الأسابيع الأربعة الأخيرة تمثل سلسلة خطوات خاطئة وشديدة الخطورة، وأخشى من الأجواء المعبأة قبل 30 يونيو، مشيرا إلى أن النظام يجب أن يقوم الآن بمهمة إنقاذ وليس إشعال الحرائق.
وأوضح "هيكل" أن النظام لا يستطيع عزل القوات المسلحة عن العمل العام، وقربها يكون من موقع الدولة وليس الحزب، وإن حرب الرئيس مرسي ضد الإعلام معركة في ميدان خطأ وبتوقيت خطأ، وإنه لا يمكن أن يكون هذا خطاب مرسي، ونحن على أعتاب 30 يونيو.
وطالب "هيكل"، مرسى بإعلان الحقيقة فيما يتعلق بقضية وادى النطرون، معتبرًا أن هروب معتقلى وادى النطرون "عدوان على القانون"، موضحا أنه "لم يكن يجوز لمرسي الحديث عن مقتل الشيعة وهو يتحمل جزءًا من مسئولية التحريض على الشيعة"،
وأردف هيكل إن "ما لمسه في خطاب الرئيس محمد مرسي أمس ليس فقط نقص المعلومات وإنما نقص العلم أيضًا لدى الرئيس"، مضيفًا أن "حديث مرسي عن مديونية مصر للحكومة البريطانية بـ 54 مليون دولار غير صحيح"، وأن رئيس الدولة ليست مهمته الحديث عن موضوعات فرعية يعالجها وزير الداخلية، وتابع: "مرسي لم يطرح خطاب مكاشفة لكن موضوعات تصلح لصفحة الحوادث"، مشيرا إلى أن ما تحدث عنه مرسي لا يمكن وصفه بالمؤامرة، معتبرا أن "هناك تشويشا على النظام لكن لا يجب أن يكون ذلك عائق عن العمل".
وقال هيكل: إن تصرفات السلفيين، رغم قلة خبرتهم السياسية لديها نوع من الرشد، مضيفًا أن هناك استقواء من الإخوان لا لزوم له في الوقت الحالي، مضيفا أن حديث مرسي عن الشباب والقوات المسلحة والفقراء محاولة لاسترضاء تلك القوى، والأهم هو محاولة إبراز رؤية مستقبلية، وأن مرسي قدم في خطابه وعيدا دون وعد، مضيفا: أتعجب من رئيس تحدث عن ديون السابقين بينما هو استدان 12 مليار دولار.

وأشار هيكل إلى أن نظام يوليو بعد عام أعلن قرارات مهمة ملموسة، بينما نجد مرسي يتحدث عن النوايا الطيبة فقط، وأن الشباب هم المستقبل وكانوا في حاجة للمصارحة، مؤكدا أن خطاب الرئيس به معلومات عديدة لا يمكن أن يكون مصدرها إلا الجرائد.
وقال هيكل: إن "الرئيس محمد مرسي حاول في خطابه -أمس الأربعاء- إظهار سيطرته على الجيش وأجهزة الدولة"، مضيفا "ظهر ذلك في تكراره جملة "أنا الرئيس الأعلى للقوات المسلحة.. أنا رئيس الدولة" أكثر من مرة.
ولفت "هيكل"، إلى أن مرسي لديه مزايا لا بأس بها ولكن ضغوط جماعة الإخوان وانبهاره بالرئاسة وراء ما يحدث وأن الرئيس ظهر حائرًا -أمس- بسبب ضغوط جماعته عليه والأزمات التي تواجهه، وإن مرسي ليس من حقه التحدث كرئيس حزب في وجود قيادات الدولة"، مضيفًا أن "حديث مرسي كان حائرًا دون سياق مرتب، مضيفا أن حضور وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي خطاب الرئيس أمس له حسابات أخرى، معتبرًا أن "حضور القوات المسلحة يعني حضور الدولة".
وتابع هيكل": "إنه لا يجوز لرئيس دولة أن يتحدث عن أسماء أشخاص ويوجه لهم تهمًا مرسلة، مؤكدا أنه دافع كثيرًا عن الرئيس محمد مرسي والتيار الإسلامي لرغبته في عدم الإقصاء، وأن القوات المسلحة مؤسسة دولة لا يجب أن تكون موجودة في اجتماع حزبي، وأن مرسى أحرج عبدالفتاح السيسى في التحدث عن موضوعات خارج السياق.
وقال هيكل إنه اندهش من حضور الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي لخطاب الرئيس محمد مرسي أمس الأربعاء، معتبرًا أن غياب شيخ الأزهر والبابا كان طبيعيا، مشيرا إلى أن خطاب الرئيس كان اجتماعا حزبيا لتقديم كشف حساب عام من الرئاسة ثم تحول الخطاب إلى اجتماع دولة، وتابع: "لم يكن من المفروض دعوة القائد العام للقوات المسلحة في اجتماع حزبي".
وأستطرد هيكل: وجدت على مكتبي "جورنال أفريقي" عنوانه مصر وسوريا تحتضران، مشيرًا إلى أنه شعر بانقباض من العنوان، وأنه قرأ عنوانا بجريدة الحرية والعدالة "إعلان الحرب على محطات الثورة المضادة"، مشيرا إلى أنه تصور أن يعلن الرئيس محمد مرسي حربًا لاستعادة الحياة وليس على الإعلام.
الجريدة الرسمية