كفر عبده.. وبطولات شعبية أفقدت الاحتلال الإنجليزى عقله!
من الصفحات التى
يتوقف عندها كثيرا التاريخ المعاصر، معركة كفر عبده التى خاضها الشعب بعيدا عمن
يجلس على كرسى مع المحتل الانجليزى، دفاعا عن كرامته، وهويته، معركة كفر
عبده التى لم تنل اهتماما من التاريخ يليق بالقدر أو الثمن الذى دفعه أهل
كفرعبده.
كانت ذروة اشتعال مقاومة الشعب المصرى للاحتلال البريطانى فى عام 1951، وبالتحديد بعد الغاء معاهدة 1936 من البرلمان المصرى فى 8 من اكتوبر 1951، توقفت بريطانيا عن شراء القطن المصرى وتجميد الارصدة للحكومة المصرية، والغاء معاهدة 1899 الخاصة بالسودان، على الجانب الشعبى الأكثر تأثيرا على الاحتلال هو بدء مقاطعة موردى الاغذية والموظفين من التعامل مع المعسكرات البريطانية، وكان عصيان شعبى فى مواجهة الاحتلال الذى تزامن مع العمليات الفدائية، هذا جعل الانجليز يوقنون ان المقاومة هى مقاومة شعب وليس مجرد افراد يمارسون العنف، وهذا جعل الانجليز يفقدون صوابهم مع تزايد ضربات المقاومة الشعبية.
هذا أدى إلى اتخاذ إجراءات عنيفة استفزازية من المحتل تجاه ابناء السويس، منها طرد الموظفين من مقرات عملهم الحكومية، طرد الأهالى التى مجرد ان تثار حولهم التعاون مع الفدائيين، زيادة تواجد سيارات الجيش البريطانى بشوارع السويس، منع بعض القضاة من المرور بالنقطة 99 بطريق القاهرة – السويس، كل هذا لم يضعف من ارادة وتصميم الفدائيين عن المقاومة..
استقالة "ديوان المحاسبة" كشف فساد الملك فاروق
فكان الرد قاسيا بزيادة الهجوم على المعسكرات، مما أدى إلى ثلاث نتائج مهمة: أولا القلق الدائم للمحتل الإنجليزى خاصة مع كثرة سقوط قتلى وجرحى فى صفوفه، ثانيا قطع الاتصالات التليفونية بين قيادته، ثالثا قطع خطوط المياه عن المعسكرات، وأخيرا شعور المحتل إنه يواجه الشعب، فقد إنضم بعض رجال البوليس جنبا إلى جنب مع الفدائيين، بل ان المواطنيين العاديين إشتركوا فى قتال الشوارع، وذلك فى معارك ديسمبر 1951، واصبح الوضع من المستحيل السيطرة عليه!
أمام تصاعد المقاومة الشعبية فقدت الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس -والمغرورة بقواتها- صوابها، وأعلنت بدون خجل إرهاب أهل السويس، وجهت إنذارا إلى محافظ السويس أنها قررت هدم كفر عبده وإزالته حتى يتسنى افساح الطريق بين وابور المياه وباقى المعسكرات..
والحقيقة عندما نجد هذا فى صفحات التاريخ، اتعجب من عقلية هذا المحتل الغاشم، الذى من أجل مصلحة لقواته المحتلة يريد هدم قرية يسكنها حوالى 300 أسرة فى أكثر من 156 منزلا! وكأن هذه القرية وأهلها لايساون شيئا على أى مستوى، وكان الطبيعى أن يرفض الجميع هذا الإنذار سواء على المستوى الرسمى المتمثل فى رد وزير الداخلية فؤاد سراج الدين بتكليف محافظ السويس وقوات البوليس بحماية مساكن كفر عبده ومنع هدمه..
وقد حاول المحافظ الحوار مع الانجليز لمنع حدوث الصدام، لانه كان يرى أن المواجهة لن تكون متكافئة نظرا لامكانيات البوليس المتواضعه، إلا إن كل محاولات المحافظ فشلت مع تصميم المحتل الانجليزى على ارهاب المدنيين للقضاء على المقاومة.
وبالفعل إستعانت قوات الاحتلال بحوالى 10 الاف جندى، و500 دبابة وسيارة مصفحة، وقامت بعزل السويس عزلا كاملا، وبدأت القوات بالانتشار حول المنازل وزرع اصابع الديناميت، وبدأت عمليات النسف بيتا بعد الأخر، تم هذا فى وضح النهار، وأمام العالم، وكعادة الشعب المصرى إشتعلت المظاهرات فى كل أنحاء مصر رفضا لجريمة المحتل وإتهام الحكومة والملك بالتقاعس والتواطأ..
دور الزعيم مصطفى كامل المجهول فى أول جامعة مصرية!
كما أن الجريمة إنتشر صداها خارج الحدود المصرية، وبدأت صورة الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس تهتز، كيف تحشد قواتها لمواجة افراد عزل، وتهدم بيوتهم بدون حق!
لم تمر هذه الجريمة مر الكرام، فقد وجه الفدائيين فى تنفيذ خطة الانتقام والتى تركزت تحويل حياة جنود الاحتلال إلى جحيم، بالهجوم على المعسكرات وخطوط المياه والاتصال والسكك الحديدية.
ماذا يقول جبرتى الحركة الوطنية فى السويس "حسين العشى" فى كتابه المهم "معركة كفر عبده عن نتائج هذه المعركة!؟"
أولا: أظهرت بوضوح مدى نجاح الفدائيين فى استثارة غضب قوات الإحتلال حتى أصبحت عاجزة عن حماية افرادها بعد أن كان هدفها المعلن والرئيسى حماية منطقة الشرق الأوسط من الخطر السوفيتى .
ثانيا: اظهار عجز القوات البريطانية عن المواجهة العسكرية للفدائيين من خلال ساحات القتال العسكرى، مما الجأها إلى مواجهة الأهالى العزل وإرهاب المدنيين فى محاولة لاستدراج الفدائيين إلى معركة غير متكافئة القوة تنتهى بمذبحة بشرية، وهذا أكد على مدى وعى نظر قيادات الكتائب وحسن تصرفها.
ثالثا: ساهمت هذه المعركة بشكل أساسى فى تجميع القوى الوطنية المدنية والعسكرية والحزبية فى مواجهة الاحتلال البريطانى، ومما ساهم فى زيادة ونمو الشعور الوطنى ضد الاحتلال البريطانى.
كانت ذروة اشتعال مقاومة الشعب المصرى للاحتلال البريطانى فى عام 1951، وبالتحديد بعد الغاء معاهدة 1936 من البرلمان المصرى فى 8 من اكتوبر 1951، توقفت بريطانيا عن شراء القطن المصرى وتجميد الارصدة للحكومة المصرية، والغاء معاهدة 1899 الخاصة بالسودان، على الجانب الشعبى الأكثر تأثيرا على الاحتلال هو بدء مقاطعة موردى الاغذية والموظفين من التعامل مع المعسكرات البريطانية، وكان عصيان شعبى فى مواجهة الاحتلال الذى تزامن مع العمليات الفدائية، هذا جعل الانجليز يوقنون ان المقاومة هى مقاومة شعب وليس مجرد افراد يمارسون العنف، وهذا جعل الانجليز يفقدون صوابهم مع تزايد ضربات المقاومة الشعبية.
هذا أدى إلى اتخاذ إجراءات عنيفة استفزازية من المحتل تجاه ابناء السويس، منها طرد الموظفين من مقرات عملهم الحكومية، طرد الأهالى التى مجرد ان تثار حولهم التعاون مع الفدائيين، زيادة تواجد سيارات الجيش البريطانى بشوارع السويس، منع بعض القضاة من المرور بالنقطة 99 بطريق القاهرة – السويس، كل هذا لم يضعف من ارادة وتصميم الفدائيين عن المقاومة..
استقالة "ديوان المحاسبة" كشف فساد الملك فاروق
فكان الرد قاسيا بزيادة الهجوم على المعسكرات، مما أدى إلى ثلاث نتائج مهمة: أولا القلق الدائم للمحتل الإنجليزى خاصة مع كثرة سقوط قتلى وجرحى فى صفوفه، ثانيا قطع الاتصالات التليفونية بين قيادته، ثالثا قطع خطوط المياه عن المعسكرات، وأخيرا شعور المحتل إنه يواجه الشعب، فقد إنضم بعض رجال البوليس جنبا إلى جنب مع الفدائيين، بل ان المواطنيين العاديين إشتركوا فى قتال الشوارع، وذلك فى معارك ديسمبر 1951، واصبح الوضع من المستحيل السيطرة عليه!
أمام تصاعد المقاومة الشعبية فقدت الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس -والمغرورة بقواتها- صوابها، وأعلنت بدون خجل إرهاب أهل السويس، وجهت إنذارا إلى محافظ السويس أنها قررت هدم كفر عبده وإزالته حتى يتسنى افساح الطريق بين وابور المياه وباقى المعسكرات..
والحقيقة عندما نجد هذا فى صفحات التاريخ، اتعجب من عقلية هذا المحتل الغاشم، الذى من أجل مصلحة لقواته المحتلة يريد هدم قرية يسكنها حوالى 300 أسرة فى أكثر من 156 منزلا! وكأن هذه القرية وأهلها لايساون شيئا على أى مستوى، وكان الطبيعى أن يرفض الجميع هذا الإنذار سواء على المستوى الرسمى المتمثل فى رد وزير الداخلية فؤاد سراج الدين بتكليف محافظ السويس وقوات البوليس بحماية مساكن كفر عبده ومنع هدمه..
وقد حاول المحافظ الحوار مع الانجليز لمنع حدوث الصدام، لانه كان يرى أن المواجهة لن تكون متكافئة نظرا لامكانيات البوليس المتواضعه، إلا إن كل محاولات المحافظ فشلت مع تصميم المحتل الانجليزى على ارهاب المدنيين للقضاء على المقاومة.
وبالفعل إستعانت قوات الاحتلال بحوالى 10 الاف جندى، و500 دبابة وسيارة مصفحة، وقامت بعزل السويس عزلا كاملا، وبدأت القوات بالانتشار حول المنازل وزرع اصابع الديناميت، وبدأت عمليات النسف بيتا بعد الأخر، تم هذا فى وضح النهار، وأمام العالم، وكعادة الشعب المصرى إشتعلت المظاهرات فى كل أنحاء مصر رفضا لجريمة المحتل وإتهام الحكومة والملك بالتقاعس والتواطأ..
دور الزعيم مصطفى كامل المجهول فى أول جامعة مصرية!
كما أن الجريمة إنتشر صداها خارج الحدود المصرية، وبدأت صورة الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس تهتز، كيف تحشد قواتها لمواجة افراد عزل، وتهدم بيوتهم بدون حق!
لم تمر هذه الجريمة مر الكرام، فقد وجه الفدائيين فى تنفيذ خطة الانتقام والتى تركزت تحويل حياة جنود الاحتلال إلى جحيم، بالهجوم على المعسكرات وخطوط المياه والاتصال والسكك الحديدية.
ماذا يقول جبرتى الحركة الوطنية فى السويس "حسين العشى" فى كتابه المهم "معركة كفر عبده عن نتائج هذه المعركة!؟"
أولا: أظهرت بوضوح مدى نجاح الفدائيين فى استثارة غضب قوات الإحتلال حتى أصبحت عاجزة عن حماية افرادها بعد أن كان هدفها المعلن والرئيسى حماية منطقة الشرق الأوسط من الخطر السوفيتى .
ثانيا: اظهار عجز القوات البريطانية عن المواجهة العسكرية للفدائيين من خلال ساحات القتال العسكرى، مما الجأها إلى مواجهة الأهالى العزل وإرهاب المدنيين فى محاولة لاستدراج الفدائيين إلى معركة غير متكافئة القوة تنتهى بمذبحة بشرية، وهذا أكد على مدى وعى نظر قيادات الكتائب وحسن تصرفها.
ثالثا: ساهمت هذه المعركة بشكل أساسى فى تجميع القوى الوطنية المدنية والعسكرية والحزبية فى مواجهة الاحتلال البريطانى، ومما ساهم فى زيادة ونمو الشعور الوطنى ضد الاحتلال البريطانى.