عاطف فاروق يكتب: بالأسماء والمستندات.. حكاية تأديب 18 مسئولا بـ"النصر للبترول".. تسببوا في وفاة سائق بالشركة وأهدروا 35.3 مليون جنيه
كشف حكم قضائي نهائي صدر في القضية رقم 121 لسنة 60 قضائية عليا، النقاب عن قضية فساد مالي وإداري من العيار الثقيل جرت فصولها داخل شركة النصر للبترول، ترتب عليها وفاة أحد السائقين وخسائر مادية بلغت 35.3 مليون جنيه؛ نتيجة نشوب حريق ضخم بالشركة بسبب إهمال وتقصير المخالفين في أداء عملهم.
قضت المحكمة بخصم شهرين من راتب كل من: علي أحمد محمد، مدير إدارة بالشركة وحسام فتحي سيد، فني بجهاز التقطير وأحمد إبراهيم محمد، مسئول مراقبة جهاز التقطيرو تعبئة العينات، وعراقي محمد حسين، رئيس وحدة جهاز التقطير، ومحمد كمال عبد الرحمن، فني بجهاز التقطير.
تصرفات رامز جلال تتسبب في تأديب رئيس المسرح القومي ومدير البيت الفني
ووجهت المحكمة اللوم للمخالف سيد سمير محمد، نائب رئيس وردية بالشئون الفنية خصم أجر شهرين من راتب كل من: أيمن سلام محمود، ماهر بالشئون الفنية، وجمال عبد الله علي، ماهر بجهاز التقطير، وأشرف محمد السيد، مراقب تكرير بجهاز التقطير، وميشيل عاطف جورج، رئيس قسم بجهاز التقطير بالشئون الفنية، وعبد الله مبروك السيد، فني ومشغل أجهزة تكرير، وحمدي محمد عبد الله، فني تكرير.
وعاقبت المحكمة إبراهيم خليل عبد المقصود، مدير عام مساعد بالشئون الفنية وطارق عبد اللطيف جمال، مدير عام الدراسات الفنية، وأحمد نادر السيد، مدير عام مساعد بعقوبة اللوم، وخصم شهرين من راتب فوزي السيد عبد الحليم، مدير عام مساعد، ومحمد أبو الحسن جمعة، مدير عام مساعد، وناصر محمد الشحات، فني قياس بإدارة التخطيط الإنتاجي، وأسامة سنوسي سيد، مدير إدارة التخطيط الإنتاجي بالشركة، وقضت المحكمة ببراءة ناصر علي الشحات، فني قياس بإدارة التخطيط بالشركة.
أكدت المحكمة عبر أسباب حكمها أن جميع المخالفين لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة ولم يحافظوا على أموال الشركة التي يعملون بها؛ الأمر الذي ترتب عليه حدوث خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وتبين أن المخالفين من الأول حتى السابع عشر أهملوا وقصروا في أداء عملهم المنوط بهم على جهاز التقطير رقم 2 حيث لم يتأكدوا من إحكام وغلق صمامات البخار؛ مما ترتب عليه عدم ملاحظة أن صمامات البخار الخاصة بالصهريج 152 مفتوحة بكامل طاقتها؛ مما تسبب في تسخين السائل البترولي بداخل الصهريج وتمدد الغازات داخله وانفجار سقفه واندفاع الغازات خارجه؛ الأمر الذي أدى إلى نشوب حريق بالشركة ترتب عليه خسائر بشرية تمثلت في وفاة أحد السائقين وتلفيات بلغت 35.3 مليون جنيه.
وجاء بأوراق القضية أن المتهمين الأخيرين أهملا وقصرا في قياس منسوب السائل البترولي بالصهريج 152؛ مما ترتب عليه عدم ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الصهريج؛ الأمر الذي أدى إلى إنتشار الغازات خارجه ونشوب الحريق الذي ترتب عليه خسائر مادية وبشرية.
وكانت النيابة الإدارية بالسويس تلقت بلاغاً من رئيس مجلس إدارة شركة النصر للبترول بشأن حادث حريق داخل الشركة أدى إلى حدوث خسائر بشرية متمثلة في وفاة بشير سعد بشير، السائق بالشركة وتلفيات بلغت قيمتها 35.3 مليون جنيه، مشيراً إلى صدور حكم جنائي نهائي بإدانة جميع المحالين.
وكشف التقرير المبدئي عن حادث الحريق وجود خسائر بشرية ومادية متمثلة في وفاة قائد السيارة دبل كابينة وجدي بشير سعد، واحتراق 6 صهاريج و2 سيارة إطفاء وسيارة نصف نقل دبل كابينة وكميات من نافتا تصدير تقدر بحوالي 400 طن تقريباً و3 فورك وونش كروب 70 طن و1 رأس جرار نصر 65 و2 سيارة فيات تنك مياه و3 أتوبيس نصر سياحي و2 اتوبيس تام و5 ميني باص نيسان 18 راكب و2 ميكروباص جي إم إي 14 راكب و1 لوري نصر وأجزاء من رأس جرار أفيكو.
وتضمنت مذكرة النيابة الإدارية أن فحص اللجنة الرباعية المشكلة من المتخصصين بالحماية المدنية والسلام والصحة المهنية والهيئة العامة للبترول وكلية هندسة البترول بجامعة عين شمس، أرجع أسباب نشوب الحريق إلى حدوث تسخين زائد للخزان 152 نتيجة فتح صمامات البخار لملفات بخار التسخين قاع الخزان 15؛ مما ترتب عليه زيادة كبيرة في الضغط على قمة الصهريج أو الخزان وزيادة حجم وضغط هذه الأبخرة وكسر فتحة القياس الموجودة بسقف الخزان والمصنوعة من معدن الأمر الذي أدى إلى خروج أبخرة من هذه الفتحة وانهيار جزء من لحام السقف وخروج سحابة كبيرة من الأبخرة البترولية القابلة للإشتعال حيث صادفها مصدر شرر في ذلك الوقت مع تزامن خروج السيارة نصف نقل اصطدمت بالسحابة الغزية؛ مما أدى الى اشتعال وانفجار السيارة ووفاة سائقها وارتداد اللهب إلى مصدره مروراً بصهريج النافتا الموجود بالمنطقة مما أدى الى اشتعال الصهاريج أرقام 151 و152 و46 و33 واشتعال حوش المستودع.
وجاء بتقرير الإدارة العامة للإدلة الجنائية بمصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية أن سبب تسرب وأنتشار الأبخرة البترولية الموجودة داخل الخزان 152 التي إنتشرت بالمكان نتيجة ارتفاع درجة السوائل وما يصاحب ذلك من أبخرة لم يتحمله السطح العلوي للخزان وتمزقه لأعلى وأندفاع الأبخرة سريعة الإشتعال للخارج مختلطة بالهواء الجوي