رئيس التحرير
عصام كامل

قصة مدرس أزهري يتبرع بتغسيل ضحايا كورونا مجانا | فيديو

فيتو
"الخوف من المجهول شيء مخيف.. في تلك الجائحة يعجز الكثير أمام الموت القاتل".. بتلك الكلمات بدأ الشيخ ضياء ربيع فريد، ابن مركز قفط جنوب محافظة قنا، الذي يعمل مغسل بمستشفى قفط التعليمي للعزل الصحي لمرضى فيروس كورونا المستجد متطوعا حديثه لفيتو.



وقال الشيخ ضياء، إن عملي الأساسي هو مدرس بمعهد قفط الابتدائي الأزهري، متطوعا لوجه الله أقوم بتغسيل الموتى بمدينة قفط وقراها، وفي بداية العمل قبل جائحة كورونا كان الأمر طبيعي جدا ومعتاد بمساعدة أخوة في الله، إلى أن حلت الجائحة.

وأضاف: هنا كانت البداية عندما تلقيت اتصال تليفوني من مستشفى قفط التعليمي للعزل الصحي لتغسيل أحد ضحايا الجائحة، وكان الدافع الرئيسي في العمل هو مدير المستشفى الدكتور ناصر وهو الذي دعمني معنويا وماديا لتوفير الأدوات اللازمة لتغسيل موتى كورونا.

مقلق ومخيف
واستطرد الشيخ ضياء في حديثه إلى شعوره عندما علم بهذا العمل قائلا: "أن الأمر مخيف ومقلق للغاية ليس على المستوى الشخصي فقط".

وأشار إلى أن ذلك على المستوى المجتمعي أيضا "إلى أن وفقني الله في تغسيل أول حالة كورونا وكان ذلك بمساعدة الجميع".

طقوس خاصة 
وأكد الشيخ ضياء أنه قبيل دخول الغرفة المخصصة لتغسيل الضحايا يقوم بالوضوء وارتداء الواقي من ملابس العزل بالإضافة إلى الملابس التي يتم استخدامها في التغسيل بعد وضع المتوفى على خشبة الغسل يقوم عامل المستشفى بتعقيم وتطهير الجثمان لمدة محدودة".

وأشار إلى أنه في الوقت ذاته يقوم بمساعدة آخرين في تغسيل الميت غسلا شرعيا وتكفينه ووضعه في مكانه الصحيح بتعليمات إدارة المستشفى وتسليمه للأهل وتوصيلها إلى مكان الدفن.

وأكد أن الأمر كان في البداية مقلق ومخيف قائلا "لا أخفيكم سرا كنت خائفا وقلقا في البداية ولكن رميت حملي على الله"، وكثير حاولوا منعي من هذا الأمر إلا أني وجدت فيه ثوابا كبيرا.

وقال: أقوم بتطهير وتعقيم نفسي عدة مرات وخاصة بعد الانتهاء من عملية الغسل وحتى عندما أعود للمنزل أقوم بنفس الشيء أيضا وأحافظ على نفسي قدر المستطاع وعلى عائلتي".

أصعب المواقف
وعن ذلك قال الشيخ ضياء: الموت صعب جدا.. الموقف نفسه الانتقال من حياة إلى حياة أخرى وأنت تقف أمام متوفى شيء صعب جدا وأظل أردد «إنا لله وإنا إليه راجعون»".

معاملة سيئة
وعن تعامل الناس معه قال: "كنت اجد كثير من التعامل السيئ خوفا وحرصا مني بالطبع كنت لا أحزن، فمثلا هناك من كان يسلم عليك متحفظ فهو يرى أنك تتعامل بشكل مباشر مع متوفى الفيروس". 

وأشار إلى أن البعض كان يعمل بالمثل الذي يقول "أبعد عن الشر وغني له والعامل النفسي مهم في هذا المرض".

الأثر النفسي
قال الشيخ ضياء: تأثرت نفسيا كثيرا بهذا الأمر.. في مرة وضعت يدي فوق حاجب عيني وتركت أثرا لا يزال موجود حتى اليوم وسألت طبيبا وذكر لي أنه أثر نفسي ولكن لا أعاني أي شيء".

وأكد أن أطباء العزل بالمستشفى يتابعون معه بعد تغسيل كل متوفي وعند الشعور بأي عرض يتصل بهم.

ختام
وقال: أتمنى من الله أن يرفع عنا هذا الوباء الصعب الذي حصد الكثيرين وأصاب العديد ونأمل إيجاد علاج له" .




الجريدة الرسمية