رئيس التحرير
عصام كامل

"الجرافيتي" يحشد لـ 30 يونيو.. "تمرد" تؤكد أنها وسيلة لإسقاط "مرسي".. وأغاني تحث المواطنين على النزول.. وقوى إسلامية ترد بحملات مشابهة تحمل شعارات "لا للتدمير.. لا للتخريب"

جرافيتي
جرافيتي

تكثف القوى السياسية من الحشد لتظاهرات واسعة الأحد المقبل تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، من خلال استخدام وسائل مختلفة، منها رسوم الجرافيتي "الجداريات" في مختلف المحافظات.


ولم تقف وسائل الحشد والإقناع عند المنشورات التي يتم توزيعها في وسائل المواصلات، لكنها شملت أيضًا رسوم الجرافيتي من جانب التيارين، المعارض والمؤيد، ففي الوقت الذي دشن فيه شباب حملة تمرد بمختلف الميادين والشوارع الرئيسية بالمحافظات حملات للجرافيتي على الجدران تحمل عبارات "30 -6 نهاية الإخوان"، "تمرد 30-6"، "انزل 30-6  من أجل أولادك "، و"موعدنا لإسقاط مرسى"، تقوم القوى المؤيدة برسم جرافيتي "لا للتدمير.. لا للتخريب"، و"تمرد حرق للبلاد".

وظهر فن الجرافيتي خلال السنوات الماضية كوسيلة للتعبير عن الغضب الاجتماعي الذي عاني منه بعض المصريين قبل ثورة 25 يناير 2011، ونشط بشكل ملحوظ بعد اندلاع الثورة، خاصة على يد الشباب المناهضين للحكم العسكري.

وتنوعت أساليب القوى السياسية، بجانب الجرافيتي، قبيل أيام من اندلاع تلك التظاهرات، بين حملات توعية بكافة وسائل المواصلات وخاصة مترو أنفاق القاهرة، ولصق منشورات لحملة تمرد في المناطق الشعبية إلى جانب توزيع منشورات تحث الأهالي على النزول، ومسيرات حاشدة أمام مختلف مباني المحافظات، وأضيف إليها يوم الثلاثاء أغنية بعنوان "نازل" أي سأنزل الشوارع للتظاهر ضد الرئيس، للمطربة الشابة "توبة".

وتلك الوسائل لم تتجاهل نظيرتها المتزامنة مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، مثل الدخول في حلقات نقاشية حول أهمية النزول بمختلف التجمعات.

ورغم أن حملة تمرد خصصت يومً الثلاثاء الماضي لحملات التوعية بـ16 محطة مترو أنفاق في القاهرة، غير أن شباب الحركات والأحزاب المعارضة استمروا مع ساعات صباح الأربعاء في توزيع منشورات تدعو الناس للنزول يوم 30 يونيو.

وفي ميدان التحرير والذي شهد تواجد عدد من الحركات الشبابية، فضلًا عن انتشار الخيام في أرجاء الميدان، اتسعت تلك النقاشات، لتمتد إلى أماكن التجمعات في منطقة وسط البلد، وهو نفسه ما يحدث في جميع ميادين المحافظات.

واستمرارًا لتلك الحملات، تنظم القوى المعارضة والحركات الثورية عدة مسيرات اليوم الخميس وغدا الجمعة؛ استعدادًا لمظاهرات 30 يونيو فاليوم تنظم حملة تمرد وحركة التيار الشعبي مسيرة من السيدة زينب يرفعون فيها "الكروت الحمراء" للإشارة إلى مطلبهم بإسقاط الرئيس مرسي.

ويوم الجمعة، يقومون بتنظيم مسيرة من مسجد الأزهر الشريف إلى ميدان التحرير تحت شعار "لا لمنابر السلطان"، للتنديد باستغلال المنابر في الحديث في السياسة، يقومون عقبها بمسيرة يرفعون خلالها رايات بصور الشهداء.

وعادة ما تشهد المسيرات هتافات للمواطنين بالشوارع والمنازل مثل "يا اللي ساكت، ساكت ليه أخذت حقك ولا إيه، انزل انزل"، وهو ما تعتبره المعارضة نوعًا من الحشد للمظاهرات يوم 30 يونيو الحالي.

وعلى بُعد خطوات من رصيف محطة "السادات" بالمترو وقف أحد المتمردين يوزع منشورًا بعنوان "لن نسكت"، يشرح أسباب النزول يوم 30 يونيو.

ويقول "رمضان محمد" عضو حركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية): "نحن نقوم بتوعية الناس للنزول للمظاهرات؛ لأننا نعرف أن الرئيس الحالي يتبع سياسة الحشد، عندما نقول له هناك من يرفض وجودك يحشد أنصاره لإثبات أن هناك من يؤيده، لكننا نقوم بدعوة الناس ونترك لهم الخيار".

ويتابع "رمضان" الذي استمر يوزع المنشورات بنشاط على الركاب دون استثناء، "كثير منهم يستجيبون للدعوة، وبشكل عام استجابة الناس واسعة، ودائمًا يستفسرون أين سننزل، وماذا سنفعل، وهل سيكون هناك عنف أم لا، فأقوم بدوري بطمأنتهم وإقناعهم بالنزول".

التنافس في كسب مواطن لمعسكر المعارضة أو المؤيدين وصل إلى المناطق الشعبية، حيث يقوم المتطوعون من كل فريق بمحاولة فتح نقاش في أماكن التجمعات المختلفة، إما المقاهي أو أمام المحلات، وفي الأسواق، وتبدأ الحلقة النقاشية بمناقشة أداء الرئيس والحكومة خلال عام مضى، وعادة ما تنتهي تلك النقاشات بإقناع عدد من المواطنين إما بالنزول، وإما بالإحجام عنه.

وفي مواجهة حملات المعارضة، يقوم مؤيدو الرئيس بتوزيع منشورات بوسائل المواصلات المختلفة تطالب المصريين بعدم النزول إلى الشوارع في 30 يونيو، وتتنوع مضمون تلك المنشورات بين "حرمة الدم" و"لا للخراب".

وتشهد العديد من المحافظات، وخاصة محافظات الدلتا في الشمال، احتقانا واسعا بين المؤيدين والمعارضين لمرسي، يتطور أحيانا إلى اشتباكات دامية.

وتدعوى معظم قوى المعارضة المصرية إلى احتجاجات حاشدة في 30 يونيو الجاري بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي مرسي الحكم، لمطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بدعوى "فشله" في إدارة شئون البلاد.

وترفض القوى المؤيدة لمرسي هذا الطرح، وتطالب باستكماله مدته الانتخابية البالغة 4 سنوات، وتدعو المعارضين إلى خوض الانتخابات النيابية- التي لم يتحدد موعدها بعد كطريق دستوري وآمن للمشاركة في السلطة.
الجريدة الرسمية