السيرك الصيني يدهش لبنان بعروض من عالم الخيال

نقلت فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية مئات اللبنانيين الذين شاهدوا عرضها ليل أمس الأربعاء، في إطار "مهرجانات بيت الدين الدولية 2013"، إلى عالم من الخيال والألوان لم يسبق أن عرفوه من قبل، أخرجهم ولو لساعتين من دوامة التجاذبات السياسية والعنف الذي طبع أيامهم مؤخرا.

ومن بكين إلى منطقة "بيت الدين" في جبل لبنان، انتقل أكثر من 80 فنانا وبهلوانا صينيا قدموا على خشبة المسرح التاريخي 12 لوحة استعراضية مزجت ما بين التراث الصيني الشعبي وما بين حداثة العصر وتقنياته السحرية الخلابة.

وبورود اللوتس الملونة والمضيئة، افتُتح العرض فجال عشرات الفنانين الصينيين بين مئات الحاضرين بألبستهم الخلابة المطرزة لينقلوهم إلى بكين السحر والعراقة، وبسلاسة فائقة توالت العروض، فمن لوحة "هوس الحب" حيث تراقص العشرات على أنغام صينية حميمة مقدمين عروضا مميزة في ليونة الأجساد التي تحولت منصات لأجساد الراقصين الآخرين، إلى لوحة "الحروب الصينية" التي جسّدت عنفوان وقوة المقاتلين الذين أخذوا يتسلقون الأعمدة بخفة لا مثيل لها وبحركات مذهلة وقف الجمهور الحاضر مصفقا لها بدهشة طبعت ملامح الحاضرين.

أما العرض الذي أذهل الجميع، فذلك الذي قدّمه البهلوان الصيني الذي لاعب عشرات الطابات على الدرج صعودا ونزولا، وهو يقدم لوحات راقصة أظهرت حرفية وتقنية عالية والكثير من البراعة والفن.

ومن الأعمدة الضخمة التي نصبت في قلعة بيت الدين التاريخية، تدلّى راقصان صينيان تلاعبا بالحبال المعلّقة على مسافات مرتفعة على وقع أنغام الصين القديمة وقرع الطبول.

ولم تغب الاكسسوارات الصينية التقليدية عن العرض، فحضرت المظلات الملونة بأحجامها وأشكالها الغريبة، كما الدراجات الهوائية والقبعات المذهّبة والمهاوي التي زينتها الرسومات الصينية التقليدية.

تميز العرض تحدثت عنه اليزا تشان، المسئولة لمراسلة الأناضول قائلة: "ما نقدمه هو مزيج من تقاليدنا الصينية التي يتم تحديثها باستمرار لتصل لكل شعوب العالم وما نسعى اليه أن نبقي الجماهير مندهشة وهو ما نعمل عليه بجهد معتمدين على كثير من التقنيات الخاصة بنا."

العرض الصيني الذي انطلق بإطار مهرجانات بيت الدين الدولية يوم أمس الأربعاء مستمر حتى 29 من الشهر الحالي. وقد حازت فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية والتي تقوم بالعرض لغاية اليوم بــ 48 ميدالية ذهبية، من ضمنها «جوائز المهرج الذهبي» و«جائزة الرئيس» و«جائزة السحر الذهبي» وجالت 115 دولة حول العالم واطلقت الفرقة مركز تدريب خاصا بها يضم 200 فنان.

الصين ليست وحدها ضيفة لبنان هذا العام بإطار مهرجات بيت الدين الدولية التي تستقبل أيضا عددا كبيرا من الفنانين العرب والأجانب بينهم باتريسيا كأس التي ستغني وكاظم الساهر الذي سيحيي حفلتين في 4 و5 يوليو، على أن يكون الجمهور على موعد مع حفلة موسيقية بعنوان «أصداء من سوريا» مع الفنان كنان عظمة وفرقة «حوار» للموسيقى الحديثة والتجريبية، وفرقة ابرهيم كيفو للموسيقى الفولكلورية التراثية السورية، ورشا رزق للموسيقى الشرقية الكلاسيكية السورية.

وينتظر الآلاف مهرجانات بيت الدين التي تُقام ومنذ 28 سنة في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية اللبنانية في منطقة الشوف في جبل لبنان والذي يعتبر أيضا معلما سياحيا أساسيا في لبنان بناه الأمير بشير الثاني في القرن السابع عشر.