لماذا تعتبر الإخوان تقارب مصر وطرابلس كابوسا مفزعا؟
لازالت زيارة الوفد الأمني المصري إلى طرالبس تمثل كابوسا مفزعًا للتيارات الدينية، ما يدفع الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية للنشاط في تشويه الزيارة بكل السبل الممكنة، إما بالتقليل منها أو نزعها من سياقها في محاولة لاستغفال أنصار الجماعة كما هي عادتهم دائما.
الخوف الإخواني من تحجيم المليشيات والأذرع التابعة لها هناك، يدفع أنصار الجماعة إلى النشاط على جميع وسائل التواصل لكيل الاتهامات للدولة المصرية والمزايدة على الأطراف الليبية وإرهابها لدفعها للتراجع عن أي خطوة تقارب مع مصر، لكن في المقابل تتعامل الدولة بذكاء شديد وحنكة سياسية.
تعلم الجماعة أن وقف صادرات السلاح التركى وتفكيك الميليشيات المسلحة حسب المطالب الثابتة لمصر، والتي أعاد التذكير بها الوفد الأمني طرابلس، بداية النهاية للإخوان في الشمال اللييبي وحكومة الوفاق، فلا وجود لهم في الساحة إذا صمتت أصوات البنادق والمدافع واحتكم الجميع لصوت الشارع والعقل والمنطق.
يقول جمال رائف، الباحث في الشئون الدولية، إن زيارة الوفد المصري الي طرابلس يجب ربطها باستقبال القاهرة وفدا من الجنوب الليبي وايضا لقاء رئيس المخابرات المصرية مع المشير خليفة حفتر وعقيلة صالح.
يوضح رائف أن هذه اللقاءات توضح مدى حرص الدولة المصرية على تحقيق تفاهمات سياسية بين الشرق والغرب والجنوب في ليبيا، مردفا: هذه الوساطة السياسية المعتمدة على التباحث مع مختلف الأطراف لإيجاد نقاط اتفاق مشتركة يمكن البناء عليها باعتبارها السبيل الوحيد لإخراج ليبيا من تلك الدوامة.
وأشار الباحث إلى أن الحل العسكري مجرد تعميق لتلك الفجوة، ويمهد لمزيد من الفوضى، موضحا أن مصر منذ البداية تعتمد الحلول السياسية كسبيل لحل الأزمة الليبية ولهذا خرج إعلان القاهرة وتجري الآن مثل تلك التحركات السياسية رفيعة المستوى.
وأضاف: المبشر في الأمر أن حديث باشا آغا وهو وزير داخلية الوفاق عقب لقاء الوفد المصري تضمن الآتي: "علاقاتنا مع القاهرة مهمة للغاية، ونتطلع لتوطيد علاقاتنا مع كافة الدول الشقيقة، وليبيا ستكون نقطة توافق وتلاقٍ لا ساحة تنافر وصراع، ولا سبيل لإنهاء الأزمة الليبية إلا بتغليب قوة المنطق على منطق القوة.
واختتم: كلام الرجل يبرهن علي تفهمه الرؤية المصرية المعتمدة علي ايجاد مخرج سياسي للازمة، مردفا: فتح مصر سفارتها في طرابلس يعد خطا احمرا جديدا يحبط المزيد من التمدد العسكري الخارجي الذي سيفقد مبرراته، على حد قوله.