رئيس التحرير
عصام كامل

معارك سوريا تشرد "فاقدي العقول" في شوارع حلب

الأزمة السورية -صورة
الأزمة السورية -صورة أرشيفية

"مستشفيات الأمراض العقلية لم تسلم من تداعيات الأزمة السورية وبطش نظام بشار الأسد".. لسان حال مستشفى "الدويرينة" للأمراض العقلية الموجود بالقرب من قرية الدويرينة بمحافظة حلب شمالي سوريا، بحسب محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في حلب.


وعاش المستشفى أشهر طويلة ولا يزال تحت رحمة المعارك الدائرة بين مقاتلي المعارضة وقوات بشار الأسد، ولعل أشد هذه المعارك كانت حينما اتخذ النظام هذا المستشفى كمقر لمجموعة من جنوده قبل نحو 5 أشهر، ما جعله هدفًا لقصف وهجمات الجيش السوري الحر.

ولفت الحلبي إلأى أن المستشفى يحوي مئات المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية خطيرة، ويشرف عليهم عشرات الأطباء والممرضين الذين فروا منه ولم يعودوا إليه بسبب المعارك الدائرة فيه.

وتابع "هذه الأوضاع جعلت النظام يتحكم بهؤلاء المرضى ويتخذهم دروعًا بشرية قبل أن يعدم العشرات منهم ويلقيهم في النهر مع عشرات من المعتقلين السياسيين والناشطين في المجزرة التي وقعت بتاريخ 29-1-2013".

ويقول الحلبي إن "عددا كبيرا من المرضى الفاقدين لعقولهم استطاعوا الهرب بطريقة ما من المستشفى قبل عدة أشهر، واليوم هناك العشرات منهم يجوبون شوارع حلب في صورة تدمي القلب، ويعاني هؤلاء المرضى كثيرًا لعدم وجود من يعتني بهم ويطببهم."

أم عبد الله الحلبية وهي أم أحد المرضى في مستشفى الدويرينة تروي تفاصيل معاناتها التي تتحول مع مرور الأيام لمأساة بحجم الأزمة، قائلة: "قبل فترة طويلة فقدت ولدين من أبنائي، حينما قام ابني الذي تنتابه حالات الصرع بالاعتداء على أخيه فقتله، فذهب الأول إلى ربه والآخر إلى مستشفى الدويرينة".

لم تتوقع أم عبد الله يوما أن يكون هناك أقصى من هذه المعاناة التي عايشتها شهورا وسنين، لكنّها وقبل شهرين فقط أيقنت أن ألمها لن يستكين وجراحها لن تُشفى.

الجريدة الرسمية