كيف انتهى مشروع الإخوان في سبعينات القرن الماضي وليس بعد إسقاطهم عن الحكم؟
يخطئ من يظن، أن المشروع الفكري لجماعة الإخوان الإرهابية، انتهى الآن فقط أو على أقصى تقدير منذ إسقاط محمد مرسي عن الحكم في 2013، فالقضية تعود إلى أبعد من ذلك بكثير، وتحديدا بعد إخراجهم من السجون في السبعينات بواسطة الرئيس السادات وإعطائهم قبلة الحياة بعد أن أنهى الرئيس عبد الناصر على المشروع تماما.
حمل الإخوان بذور فنائهم داخلهم، روجوا لأتباعهم أن دعوتهم ـ مشروعهم الفكري ـ قابلة لاجتياز كافة المعوقات ولديها القدرية على الصمود أمام كل التحديات، وزعموا أنهم سينتصروا حتما في ساحات المواجهة الفكرية والدعوية والتنظيمية والسياسية.
ربط الإخوان في أذهان أنصارهم أنهم هم "الأمة" ووحدهم يملكون الرؤية الشاملة للتعامل مع القضايا المختلفة، وبدونهم لن يصل المسلمون إلى مناخ ثقافي وفكري يناسب الأمة الإسلامية.
سوقوا لأنصارهم عقيدة المظلومية واعتبروها سر بقاءهم، فاضطهادهم ورفض تواجدهم لا يعود لأنهم تسببوا في مشاكل أمنية وإنسانية وفكرية واجتماعية لكل البلدان التي ظهروا فيها.
ولكن يعود لأن العالم كله يتحالف لإسقاط مشروعهم، وأقنعوهم أن كل محنة مروا بها بسبب صراعهم مع أنظمة كفرية لاتريد الإسلام، وبالتالي التضييق عليهم لايعدو عن كونه سنة إلهية متكررة في كل الدعوات الربانية، وهو نوع من الغباء السياسي النادر.
يقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن المشروع الفكري لجماعة الإخوان الإرهابية انتهى بعد أن ثبت عدم صلاحيته لأن يكون أداة لنهضة المجتمع وإصلاحه.
وأوضح عبد الحافظ أن الحكم على انتهاء المشروع الفكري للتنظيم، لايكون وفقا لتجربته في الحكم بعد الربيع العربي فحسب، ولكن منذ انتهاء محنته الأولى وخروج أنصاره من السجون في السبعينات وإعادة بناء الجماعة على نفس الأسس والركائز التي وضعها البنا دون تغيير أو تجديد جوهري.
وأشار الباحث إلى أن نسخة الجماعة الأصلية كانت تجربة البنا التي انتهت بمقتله وحل الجماعة عام 1949، وأثبت المشروع أنه غير قادر على تحقيق الأهداف التي وضعها، ولكن المشكلة أن ما جاء بعد ذلك لم تكن أكثر من نسخ مكررة كان لها نفس المصير.
ويوضح عبد الحافظ أن أي محاولة أخرى بعد ذلك لإعادة بناء الجماعة جاءت على نفس الأسس التي لن تعدوا أن تكون نسخة أخرى سيكون محكوم عليها بالفشل، مختتما: مستقبل الجماعة لن يخرج بعد ذلك عن كونها جسدًا بلا روح.