رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حرق يد "حنين" داخل حضانة.. رياض الأطفال بين التعليم و"البيزنس".. أستاذ تربية: إخضاع الحضانات لرقابة التعليم والصحة والتضامن

بعد حرق يد حنين داخل
بعد حرق يد "حنين" داخل حضانة
الطفلة حنين إحدى ضحايا الحضانات التي تعمل دون أن يكون القائمون عليها مؤهلين لتلك المرحلة التعليمية، فقد قامت مدرسة الحضانة بلسعها على يديها باستخدام سكين ساخنة لتبولها على نفسها أثناء الحصة وهو ما تسبب فى حدوث حروق في اليد اليمنى واليسرى.


البداية كانت بفيديو تداوله رواد التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو لطفلة تبلغ من العمر عامين وهي تروي تفاصيل واقعة حرقها داخل إحدى الحضانات بقرية ميت عساس التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية.

وقالت الطفلة حنين في مقطع الفيديو: إن مدرسة الحضانة وتدعى "هـ. ال" عاقبتها بلسعها على يديها باستخدام سكين ساخنة لتبولها على نفسها أثناء الحصة وهو ما تسبب في حدوث حروق في اليد اليمنى واليسرى.

وأثار مقطع الفيديو حالة من الغضب والاستياء الشديد بين الأهالي، مؤكدين أن والد الطفلة عامل باليومية في أحد المصانع بقرية ميت عساس، مطالبين بالتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تعليم القيم والأخلاقيات
ولا يدرك الكثير من المواطنين، أهمية تعليم رياض الأطفال، رغم أن الكثير من الدراسات أكدت قيمتها، في تشكيل معارف ووجدان الأطفال، وهو ما أكده أيضا الترباويين وخبراء علم النفس في تصريحاته الخاصة لجريدة "فيتو".

الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ التربية بجماعة عين شمس قال لـ"فيتو" إن الحضانات في تلك المرحلة العمرية يطلق عليها "بري سكول"، مهمتها الأساسية تأهيل الطفل وكسر الحاجز النفسي لبعده عن المنزل وأيضا تشكيل وجدانه وقيمه، موضحا الطفل في عمر 3 سنوات رغم أنه لا يستطيع التعبير عن نفسه ولكنه يخزن كما كبيرا من المعلومات، كما أنها مرحلة تشكيل وجدان الطفل، لذلك تعرض الطفل لأي عملية وحشية تأثر بالسلب علي شخصيته وتكوينه ووجدانه.

وتابع قائلا: عدد الحضانات على مستوى الجمهورية كبير جدا، ومعظم العاملين فيها غير مأهلين لتعليم تلك المرحلة، كما أن المناهج التي يتم تدريسها للأطفال لا تخضع للرقابة، منوها إلى أن مرحلة رياض الأطفال تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، ومرحلة التعليم الأساسي تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، ولكن لابد أن تكون الحضانات تحت إشراف  3 جهات، وزارة التضامن في مراقبة النظافة واشتراطات التراخيص، ووزارة التربية والتعليم فيما يخص الناحية الفنية، ووزارة الصحة فيما يخص صحة الأطفال.

واختتم قائلا: لا بد من وضع لائحة خاصة لكل حضانة، تحدد قواعد للعمل بها، علي رأسها أن يكون العاملون بها مؤهلين تربويا وتعليميا لتلك المهنة ومتخصصين في ذلك، كما يجب أن يكون الحاصل علي ترخيص فتح الحضانة متخصص تربوي وأستاذ جامعي، وطالب "عبد العزيز" بتكوين مجلس أمناء علي الحضانات من قبل متخصصين، ووضع كاميرات داخل الفصول لمراقبة المناهج التي يتم تدريسها، موضحا التعليم في مرحلة رياض الأطفال مهم جدا في تشكيل وجدان الطفل، وإذا لم نهتم بترسيمه سنربي طفل غير سوي وخطر علي المجتمع في المستقبل.

اضطراب نفسي
ومن الناحية النفسية يقول الدكتور أحمد الباسوسي استشاري الطب النفسي، إن تلك الممارسات تصيب الأطفال باضطرابات نفسية ولا يستطيعون التخلص منها بسهولة، لافتا إلى أن المعلمات يجب أن يتمتعن بسلوك حضاري ومناسب للأطفال.

وتابع استشاري الطب النفسي: «أن الحضانات تحولت من مكان للتعلم إلى «بزنس»، كغيرها من المؤسسات التعليمية التي لم تعد للدولة سلطة حقيقية بداخلها، ووافق ذلك غياب الرقابة لتزيد من الأزمة»، مطالبا بمراجعة التراخيص ومتابعة الحضانات في الأماكن العشوائية، وسن القوانين القاطعة التي تحدد من تلك المهزلة، والاستعانة بخبراء نفسيين لاختيار المؤهلين لتلك الوظيفة.

وأضاف «الباسوسي» أن المؤهلين للتعامل مع الأطفال لابد وأن يتمتعوا بسمات شخصية معينة، فلابد أن تكون تلك المربية صبورة ومتسامحة محبة للأطفال وسوية من الناحية النفسية ولا تعاني من أي اضطراب نفسي أو اكتئاب، إلى جانب غياب العصبية وإمكانية السيطرة على الأعصاب.

الجريدة الرسمية