مواجهة الزعيم عرابى.. والخائن الخديوي توفيق!
حاول الوالي سعيد
باشا بناء الجيش المصري مرة أخرى، وذلك تزامنا مع خلافاته مع السلطان العثماني، وسمح
لأبناء مشايخ البلد المصريين بتعيينهم كصف ضباط ثم يترقون، إلا أنه مع انتهاء المشاكل
مع الدولة العثمانية أهمل الجيش مرة أخرى، ويذكر هنا مشاركة الجيش المصرى فيما يعرف
بحرب القرم، عندما طلب السلطان العثمانى خمسة عشر ألفا أرسل الخديوي توفيق له عشرين
ألفا، وكان لهم دور مهم فى الحرب فى القرم..
استشهد حوالى ألفين وخمسمائة جندي، وإن كان المؤرخين يؤكدون أن الأرقام أكبر من هذا، إلا أن هذا الرقم يضاف إليه 1920 جنديا غرقوا فى تصادم سفينتين مصريتين فى البوسفور ولم ينج منهما سوى 130 فردا فقط، كما ذكر الأمير عمر طوسون فى كتاب "الجيش المصرى فى الحرب الروسية – حرب القرم 1853:1855"، يذكر أن فرمان 1841 حدد عدد أفراد الجيش المصرى إلى 18 ألفا فقط باستثناء فى حالة الحرب، لهذا تجاوز سعيد باشا العدد بسبب حرب القرم، ولأنه كان ضمن الجيش العثماني.
بنوك تنهب فلوس المصريين.. والأجانب مستفيدون!
وجاء الخديوى إسماعيل وحاول إعادة الاهتمام بالجيش إلا أن الحدث الأهم فى عهد الخديوى توفيق، وظهر الاحتكاك بين الضباط المصريين - الذى تقدم منهم أحمد عرابى ووصل إلى قيادة الجيش – والضباط الشركس، وهو الموقف الأهم فى مبدأ تمصير الجيش المصري، وكان كل الحكام على مدى القرون السابقة يتجنبون هذا الأمر، وحدثت ثورة أحمد عرابى التى كان من أهم مطالبها زيادة عدد أفراد الجيش، وانتهت باستدعاء الخديوي توفيق للقوات الانجليزية، واحتل الإنجليز مصر عام 1882.
ونذكر هنا أن الزعيم أحمد عرابى كتب فى مذكراته فى الفصل "أجمل أيام حياتى": كنت موضع رعاية المرحوم محمد سعيد باشا وتقديرا لى أهدانى كتابا باللغة العربية مطبوعا فى بيروت، عنوانه "تاريخ نابليون بونابرت" وبهذه المناسبة حدثنى بمرارة عن السهولة التى استطاع بها الفرنسيون غزو مصر، وضرورة حماية الوطن من ظلم الأجانب يقول عرابى لحظتها قلت لابد أن تكون "مصر للمصريين".!
فى عهد الخديوى سعيد باشا كان هناك ضابطان مصريان فقط برتبة بكباشى هما أحمد عرابى وعبدالعال حلمى، ولكن فى عهد الخديوى إسماعيل اقتصرت الترقيات منذ بداية حكمه على الضباط الألبان والشراكسة وأصبحت المناصب القيادية حكرا لهم، خاصة بعد إبعاد الضباط المصريين إلى مناصب ثانوية، مما حدث خلافا بين صفوف الضباط المصريين الذى أطلق عليهم الفلاحين والآخرين بالشراكسة، وارتفعت حدة الشقاق عندما قام الخديوى إسماعيل بتوزيع 500 فدان لكل لواء، و200 فدان لكل أميرلاى، و150 فدانا لكل قائمقام، وتم حرمان المصريين من كل هذه الميزات التى نعم بها الشراكسة، ومع هذا لابد من الإشارة إلى أن عدد الجيش المصرى فى عهد الخديوى إسماعيل وصل إلى ثمانين ألفا، وهو يعد أفضل ممن سبقوه باستثناء محمد علي باشا.
مشروع دولى بدلا من حقول الموت فى الصحراء الغربية!
وبالعودة إلى الحادث الأهم فى حياة مصر وأسرة محمد على فى القرن التاسع عشر، هو ثورة أحمد عرابى التى نتجت عن نمو الوعى القومى بين أفراد الجيش، وسخط الشعب من سوء الحالة الاقتصادية وقسوتها على المصريين، والتفرقة بين المصريين والشراكسة فى الجيش، وانضمام العديد من الشباب المصرى الذى أكمل تعليمه فى أوروبا إلى ثورة عرابى، وذلك فى اليوم التاسع من سبتمبر 1881 وصل أحمد عرابى يقود الشعب والجيش معا إلى ميدان عابدين، وخرج له الخديوى توفيق ومعه القنصل البريطانى والمراقب المالي البريطانى ووسط حرسه الخاص أعلن اأحمد عرابى مطالب الجيش والشعب وهى :
1 - عزل وزارة رياض باشا (لأنها كانت تتعامل مع الشعب بقسوة).
2- إنشاء مجلس نواب على النسق الأوروبى (ليكون هناك انتخابات ودستور).
3- زيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندى طبقا للفرمان السلطانى (حسب فرمان 1841).
جاء رد الخديوى توفيق كله غرورا وتعاليا وقال: هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن أبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا!
رد الزعيم أحمد عرابى: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.
ويؤكد رد الخائن الخديوى توفيق على الزعيم أحمد عرابى رؤية أسرة محمد على للمصريين للشعب المصرى! هذا التاريخ شاهد عليهم وليس كمن يروج له الجهلاء والخونة.
استشهد حوالى ألفين وخمسمائة جندي، وإن كان المؤرخين يؤكدون أن الأرقام أكبر من هذا، إلا أن هذا الرقم يضاف إليه 1920 جنديا غرقوا فى تصادم سفينتين مصريتين فى البوسفور ولم ينج منهما سوى 130 فردا فقط، كما ذكر الأمير عمر طوسون فى كتاب "الجيش المصرى فى الحرب الروسية – حرب القرم 1853:1855"، يذكر أن فرمان 1841 حدد عدد أفراد الجيش المصرى إلى 18 ألفا فقط باستثناء فى حالة الحرب، لهذا تجاوز سعيد باشا العدد بسبب حرب القرم، ولأنه كان ضمن الجيش العثماني.
بنوك تنهب فلوس المصريين.. والأجانب مستفيدون!
وجاء الخديوى إسماعيل وحاول إعادة الاهتمام بالجيش إلا أن الحدث الأهم فى عهد الخديوى توفيق، وظهر الاحتكاك بين الضباط المصريين - الذى تقدم منهم أحمد عرابى ووصل إلى قيادة الجيش – والضباط الشركس، وهو الموقف الأهم فى مبدأ تمصير الجيش المصري، وكان كل الحكام على مدى القرون السابقة يتجنبون هذا الأمر، وحدثت ثورة أحمد عرابى التى كان من أهم مطالبها زيادة عدد أفراد الجيش، وانتهت باستدعاء الخديوي توفيق للقوات الانجليزية، واحتل الإنجليز مصر عام 1882.
ونذكر هنا أن الزعيم أحمد عرابى كتب فى مذكراته فى الفصل "أجمل أيام حياتى": كنت موضع رعاية المرحوم محمد سعيد باشا وتقديرا لى أهدانى كتابا باللغة العربية مطبوعا فى بيروت، عنوانه "تاريخ نابليون بونابرت" وبهذه المناسبة حدثنى بمرارة عن السهولة التى استطاع بها الفرنسيون غزو مصر، وضرورة حماية الوطن من ظلم الأجانب يقول عرابى لحظتها قلت لابد أن تكون "مصر للمصريين".!
فى عهد الخديوى سعيد باشا كان هناك ضابطان مصريان فقط برتبة بكباشى هما أحمد عرابى وعبدالعال حلمى، ولكن فى عهد الخديوى إسماعيل اقتصرت الترقيات منذ بداية حكمه على الضباط الألبان والشراكسة وأصبحت المناصب القيادية حكرا لهم، خاصة بعد إبعاد الضباط المصريين إلى مناصب ثانوية، مما حدث خلافا بين صفوف الضباط المصريين الذى أطلق عليهم الفلاحين والآخرين بالشراكسة، وارتفعت حدة الشقاق عندما قام الخديوى إسماعيل بتوزيع 500 فدان لكل لواء، و200 فدان لكل أميرلاى، و150 فدانا لكل قائمقام، وتم حرمان المصريين من كل هذه الميزات التى نعم بها الشراكسة، ومع هذا لابد من الإشارة إلى أن عدد الجيش المصرى فى عهد الخديوى إسماعيل وصل إلى ثمانين ألفا، وهو يعد أفضل ممن سبقوه باستثناء محمد علي باشا.
مشروع دولى بدلا من حقول الموت فى الصحراء الغربية!
وبالعودة إلى الحادث الأهم فى حياة مصر وأسرة محمد على فى القرن التاسع عشر، هو ثورة أحمد عرابى التى نتجت عن نمو الوعى القومى بين أفراد الجيش، وسخط الشعب من سوء الحالة الاقتصادية وقسوتها على المصريين، والتفرقة بين المصريين والشراكسة فى الجيش، وانضمام العديد من الشباب المصرى الذى أكمل تعليمه فى أوروبا إلى ثورة عرابى، وذلك فى اليوم التاسع من سبتمبر 1881 وصل أحمد عرابى يقود الشعب والجيش معا إلى ميدان عابدين، وخرج له الخديوى توفيق ومعه القنصل البريطانى والمراقب المالي البريطانى ووسط حرسه الخاص أعلن اأحمد عرابى مطالب الجيش والشعب وهى :
1 - عزل وزارة رياض باشا (لأنها كانت تتعامل مع الشعب بقسوة).
2- إنشاء مجلس نواب على النسق الأوروبى (ليكون هناك انتخابات ودستور).
3- زيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندى طبقا للفرمان السلطانى (حسب فرمان 1841).
جاء رد الخديوى توفيق كله غرورا وتعاليا وقال: هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن أبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا!
رد الزعيم أحمد عرابى: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.
ويؤكد رد الخائن الخديوى توفيق على الزعيم أحمد عرابى رؤية أسرة محمد على للمصريين للشعب المصرى! هذا التاريخ شاهد عليهم وليس كمن يروج له الجهلاء والخونة.