رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف زيدان لـ"مرسي": المهلّلون لك لن يجعلوا الباطل حقًا.. أعمالك مجروحة النتائج.. عليك إسكاتُ أصوات الإرهابيين المهدّدين وإبعاد الفاشلين من وزرائك ومحافظيك.. لا تتعلل بأعداء الثورة لتبرير أخطائك

 الكاتب والروائي
الكاتب والروائي يوسف زيدان

قال يوسف زيدان، الكاتب والروائي، على صفحته بموقع "فيس بوك"، اليوم الخميس:"الرسالة الأخيرة إلى الرئيس مرسى: لطالما قال الأوائلُ " رَحِم الله مَن أهدى إلينا عيوبنا " مؤكّدين المعنى العميق لعبارة الخليفة عُمر، فما بالك تقلب بأحوالك القول فتجعله " رَحِم الله مَن صفّق لنا، وهلّل ".


وأضاف:" أعلمْ أن المهلّلين لك لن يجعلوا الباطل حقًا ولن يقلبوا الأوهام صِدقًا، مهما صفّقوا لك وتهتّكوا في مغازلتك على الملأ، وقد امتلأ قلبُ مصر مرارة ، وما عاد يُجدى مع تدهور الأحوال إلا الجادُّ من النوايا والأقوال والأفعال".

وتابع:"نعم، لكَ بعضُ الأعمال الجيدة التي تمّت خلال العام المنصرم، لكنها قليلةٌ جدًا، ومجروحةُ النتائج بآثار بأخطائك الفادحة التي ذكرتها على هونٍ، للتهوين من شأنها العظيم".

وأوضح:" فقد ذكرتَ " فقط " أنك أخطأتَ في تولية الأمور لإخوانك الإخوان المؤهّلين للولاية، كى تعوّضهم عن الظلم الذي لقيهم قبل ثورة يناير، فاعلم أنهم في حقيقة الحال ليسوا مؤهّلين، وأن تعويضهم بتوزيع المناصب عليهم ليس العلاج، وأن أخطاءهم في تسيير الأمور تُحاسب أنت عليها مثلما يُحاسبون ".

وقال له:"قد ذهبت في خطابك الأخير تُجرّح المجروحين، وتهاجم المجهولين، كأنك بذلك تُعفى نفسك من المحاسبة وتستبقى السلطة في يدك إلى حين، وما ذاك بالنهج السليم، ثم ارتجلتَ فتجاوزتَ، وتبسّطتَ فتسطّحتَ، وتلاطفتَ فتساخفتَ، وهذا كله غير مقبول ممن كان في موقعك، فدعكَ من معسول الكلام، ومهول التهديد، فهذا العسلُ مُرٌّ وذاك التهديدُ ما عاد يفيد".

وأضاف:"و نصيحتى الأخيرة لك، في رسالتى الأخيرة إليك: عليكَ اليوم، وليس غدًا، إسكاتُ أصوات الإرهابيين المهدّدين مخالفيك ومعارضيك، وكفُّ نعيق التافهين الناطقين نيابةً عنك والمدافعين عنك بالحق وبالباطل، فالإرهابُ مكرٌ يتمُّ أثرُه المخزى في الظلام والليالى الحالكة، ولا تأثير له إذا استعلن في وضح النهار إلا انهيار ناطقيه، مهما هدّدوا الناس بالويلات أملًا في رضوخهم والانصياع، فقد مضى زمانُ هذا التهويل، وهذه الخسّة في الخطاب".

وتابع:" عليك إبعاد الفاشلين من وزرائك ومحافظيك ومعاونيك الإخوان والمتأخونين، فقد ظهر واضحًا أنهم عاجزون عن تسيير الأمور، وأن تنصيبهم على الرقاب كان أصلًا من فادح الأخطاء، وثق بأن الناسَ في مصر لن تقبلهم، ولن تقبلك إذا استمسكت بحبالهم الواهية، وقد مضى زمانُ العناد، وعرف المعاندون بؤسَ المصير الذي ينتظرهم".

وأوضح:"و عليكَ اليوم، وليس غدًا، إدراك أن الخراب إذا وقع " لا قدّر الله " فسوف يُلحق الحاكم والمحكومين، ويحرق بناره الجميع من أسافل وعالين، فلا تبع الآجل لتشترى العاجل، ودَعْ عنك التعلُّل بأعداء الثورة لتبرير الأخطاء والخلل، واسرعْ إلى العمل الصائب بتقليل سلطة عشيرتك الأقربين، وتوسيع رقعة القبول لمعارضيك، فهؤلاء المعارضون معظمهم مخلصٌ في سعيه، وهم مثلك مصريون، ويستحقون تقديرك لا انتقامك".

وذكر:"وأخيرًا.. لقد قلتُ مرارًا إننى لا أحبك ولا أكرهك، وإننى لا أنتظرُ منك خيرًا ولا شرًّا، وإننى لن أهلّلُ لك يومًا ولن أهابك، لكننى ومهما كنتُ أعافُ أسلوبك في إدارة الأمور، فإن الواجب علىّ أن أتحدّث إليك وأنصحك لوجه الله والوطن، لعلك تستجيب.. وقد فعلتُ".

الجريدة الرسمية