"شب يلدا".. طقوس خاصة في إيران لإحياء أطول ليلة في العام
أنهت العديد من الأسر الإيرانية تجهيزاتها للاحتفال بليلة "يلدا" مساء اليوم (الأحد)، بالتزامن مع مطالب السلطات وتحذيراتها أن تكون التجمعات الأسرية على الإنترنت هذا العام لمنع عودة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
تعد "شب يلدا"، واحدة من أقدم التقاليد في إيران، حيث تحتفل الأسر بأطول ليلة في العام، من خلال تجمع أعضاء الأسر غالبا في هذه الليلة حول طاولة مغطاة بالفاكهة مثل البطيخ والرمّان، ويضاف إليها أنواع مختلفة من المكسرات والحلوى.
ومن أحد السمات المميزة لهذه الليلة، القراءة الجماعية لقصائد شعر عشوائية لمؤلف القرن الـ14 الفارسي العظيم حافظ، لأغراض تكهنية، وهو ما يسمى بفال حافظ، ويقرأ آخرون أيضا فقرات من "الشاهنامة" (كتاب الملوك)، ملحمة وطنية للإيرانيين ومجموعة من الأساطير والمآثر البطولية للشاعر الإيراني "الفردوسي" فى شرق البلاد في القرن الـ11 .
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) الرسمية نقلا عن محبوب حاج عبد الباقي أستاذ في جامعة طهران، أنه "بسبب تواجد الأشخاص في أماكن مغلقة ومن المحتمل أن تكون النوافذ مغلقة ولا يوجد تهوية مناسبة، سوف نواجه بالتأكيد ذروة جديدة لتفشي المرض في الشتاء".
ولمنع مغادرة الأشخاص لمنازلهم لحضور تجمعات كبيرة، أعلنت السلطات المحلية فرض قيود على حركة المرور يومي السبت والأحد، حيث أعلن محافظ طهران أنوشيرفان محسني بندبي حظرا ليليا على حركة المرور من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي اليوم، وطلب تعاون الجماهير لمنع تفشي الفيروس، كما فعل في السابق.
"شب يلدا" أطول ليلة في العام، تصادف الانقلاب الشتوي في التقويم الإيراني الذي يعتمد على أفصل السنة، وتبدأ ايران عامها بالتزامن مع الاعتدال الربيعي أي 21 مارس، فيكون الربيع أول فصل في السنة الإيرانية، وتحتفل بعض الأقوام الإيرانية بهذه الليلة منذ آلاف السنوات، وتُسمي هذه الليلة بأسماء مثل "شب چله" أو طشب يلدا".
ومن الناحية الكونية تتقارن ليلة يلدا مع وصول الشمس إلى أدنى نقطة في الأفق الجنوبي الشرقي مما يؤدي إلى أن يكون النهار في أقصر حالاته، ومع بداية الانقلاب الشتوي تعود الشمس مجدداً للارتفاع إلى الجهة الشمالية الشرقية فتبدأ ساعات النهار تطول.
وتعتبر الديانة القديمة في إيران أن عيد يلدا هو يوم ميلاد الشمس، وكلمة يلدا هي كلمة سريانية تعني الولادة.
عادات "شب يلدا"
يُزين الإيرانيون مائدة الطعام في هذه الليلة بثلاث مواد رئيسة هي الكرزات، الرُمان والبطيخ الأحمر الذي تم حفظه من الصيف، وتُقدم العوائل الإيرانية في هذه المناسبة الهدايا للمتزوجات حديثاً باعتبار هذه الليلة من الأعياد المهمة.
وتتكون سفرة يلدا "سماط يلدا" من الشموع والورود والكتب، ومن المكسرات والحلويات والشاي والفاكهة، وخاصة الرمان والبطيخ الأحمر اللذين يعتبران أساسيين في هذه الليلة.
ويعود وجود الرمان والبطيخ الأحمر على مائدة يلدا إلى أن الرمان هو رمز الفرح والولادة منذ القدم، إذ يؤثر على تنقية وزيادة الدم في الجسم، مما يساعد على تنشيط الفرد، ويعتقد الأقدمون أيضا أن تناول قليل من البطيخ الذي يرمز للصيف والحرارة، يحمي الشخص من برد الشتاء.
خلاف تاريخي
ومن الناحية التاريخية يوجد خلاف بين إيران و جمهورية أذربيجان حول هذه الليلة التي تحاول أذربيجان تسجيلها في اليونسكو باسمها رغم أن إيران تعتبر أنها جزء من تراثها ولها تاريخ يمتد إلى 8 آلاف عام.
يظهر تقليد الاحتفال في ليلة يلدا كسائر التقاليد المتبقية من العصور القديمة، الهوية الثقافية والمظهر الثقافي لأرض ايران ويؤكد على التعايش السلمي للإيرانيين مع الطبيعة.
مع انتهاء آخر ساعة من الخريف وقدوم الشتاء، تأتي "يلدا" بشعرها الأسود الطويل وفستانها الأبيض، لتغطي على الخريف وألوانه الزاهية، وتستقبل الشتاء بفرحة، هكذا تشير الاسطورة في إيران إلى ليلة "يلدا" أو "شب يلدا" باللغة الفارسية، مشبّهة إياها بالأنثى.
جذور قديمة
يذكر محمود روح الأميني في كتابه "الطقوس والاحتفالات القديمة في إيران"، أن جذور الاحتفال بليلة يلدا يعود إلى ديانة الميترائية في إيران قبل آلاف السنين، وهي ديانة متعددة الآلهة، حيث تحدثت الأساطير عن أن إله النور تفوّق في هذه الليلة على إله الشر والظلام "أهريمن".
وفي قديم الزمان وقبل ظهور وسائل الإعلام، كانت تنقل الثقافات عبر القصص والحكايات من جيل إلى جيل، وليلة اليلدا هي فرصة ثمينة لنقل هذه الحكايات وقراءة الكتب القيّمة لجيل جديد ضمن اجتماع عائلي حميمي.
ومن أشهر الكتب التي تقرأ في هذه الليلة كتب الشعر القديمة لحافظ شيرازي وشاهنامه فردوسي (سير الملوك)، والتي تتميز بأنها تدعو الناس إلى أعمال الخير، كما أنها تروي التاريخ وشجاعة الأقدمين. ولإضفاء روح جمالية على هذه الليلة، لا بد لكل شخص من التفاؤل بتنجيم صفحة من كتاب شيرازي.
صلة للرحم
يستقبل الآباء والأجداد أولادهم في بيوتهم ويقيمون السهرات العائلية التي تستمر في بعض الأحيان حتى فجر اليوم التالي، ويعتبر التجمع العائلي طريقة تنسيهم ظلمة الليل الطويل وبرد الشتاء وتمنحهم الأمل.
وتعد ليلة "يلدا" أطول ليلة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية التي اكتشفها الإيرانيون قبل ثلاثة آلاف سنة؛ وتمتد لفترة زمنية تبدأ من غروب شمس يوم 21 ديسمبر إلى فجر اليوم التالي.
هدايا وألعاب
لا قواعد تحكم احتفال يلدا، فكل قومية تحتفل بالأنشطة والألعاب والأطعمة الخاصة بها في هذه الليلة، فهناك من يرسل الهدايا إلى بيت عروس جديدة، ومنهم من يأكل نوعا محدداً من الزبد المستخرج من الخشب في خراسان، والبعض يلعب ألعابا مختلفة كلعبة الأسماء والمشاعرة واختيار الفنجان الصحيح من بين الفناجين.
تعد "شب يلدا"، واحدة من أقدم التقاليد في إيران، حيث تحتفل الأسر بأطول ليلة في العام، من خلال تجمع أعضاء الأسر غالبا في هذه الليلة حول طاولة مغطاة بالفاكهة مثل البطيخ والرمّان، ويضاف إليها أنواع مختلفة من المكسرات والحلوى.
ومن أحد السمات المميزة لهذه الليلة، القراءة الجماعية لقصائد شعر عشوائية لمؤلف القرن الـ14 الفارسي العظيم حافظ، لأغراض تكهنية، وهو ما يسمى بفال حافظ، ويقرأ آخرون أيضا فقرات من "الشاهنامة" (كتاب الملوك)، ملحمة وطنية للإيرانيين ومجموعة من الأساطير والمآثر البطولية للشاعر الإيراني "الفردوسي" فى شرق البلاد في القرن الـ11 .
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) الرسمية نقلا عن محبوب حاج عبد الباقي أستاذ في جامعة طهران، أنه "بسبب تواجد الأشخاص في أماكن مغلقة ومن المحتمل أن تكون النوافذ مغلقة ولا يوجد تهوية مناسبة، سوف نواجه بالتأكيد ذروة جديدة لتفشي المرض في الشتاء".
ولمنع مغادرة الأشخاص لمنازلهم لحضور تجمعات كبيرة، أعلنت السلطات المحلية فرض قيود على حركة المرور يومي السبت والأحد، حيث أعلن محافظ طهران أنوشيرفان محسني بندبي حظرا ليليا على حركة المرور من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي اليوم، وطلب تعاون الجماهير لمنع تفشي الفيروس، كما فعل في السابق.
"شب يلدا" أطول ليلة في العام، تصادف الانقلاب الشتوي في التقويم الإيراني الذي يعتمد على أفصل السنة، وتبدأ ايران عامها بالتزامن مع الاعتدال الربيعي أي 21 مارس، فيكون الربيع أول فصل في السنة الإيرانية، وتحتفل بعض الأقوام الإيرانية بهذه الليلة منذ آلاف السنوات، وتُسمي هذه الليلة بأسماء مثل "شب چله" أو طشب يلدا".
ومن الناحية الكونية تتقارن ليلة يلدا مع وصول الشمس إلى أدنى نقطة في الأفق الجنوبي الشرقي مما يؤدي إلى أن يكون النهار في أقصر حالاته، ومع بداية الانقلاب الشتوي تعود الشمس مجدداً للارتفاع إلى الجهة الشمالية الشرقية فتبدأ ساعات النهار تطول.
وتعتبر الديانة القديمة في إيران أن عيد يلدا هو يوم ميلاد الشمس، وكلمة يلدا هي كلمة سريانية تعني الولادة.
عادات "شب يلدا"
يُزين الإيرانيون مائدة الطعام في هذه الليلة بثلاث مواد رئيسة هي الكرزات، الرُمان والبطيخ الأحمر الذي تم حفظه من الصيف، وتُقدم العوائل الإيرانية في هذه المناسبة الهدايا للمتزوجات حديثاً باعتبار هذه الليلة من الأعياد المهمة.
وتتكون سفرة يلدا "سماط يلدا" من الشموع والورود والكتب، ومن المكسرات والحلويات والشاي والفاكهة، وخاصة الرمان والبطيخ الأحمر اللذين يعتبران أساسيين في هذه الليلة.
ويعود وجود الرمان والبطيخ الأحمر على مائدة يلدا إلى أن الرمان هو رمز الفرح والولادة منذ القدم، إذ يؤثر على تنقية وزيادة الدم في الجسم، مما يساعد على تنشيط الفرد، ويعتقد الأقدمون أيضا أن تناول قليل من البطيخ الذي يرمز للصيف والحرارة، يحمي الشخص من برد الشتاء.
خلاف تاريخي
ومن الناحية التاريخية يوجد خلاف بين إيران و جمهورية أذربيجان حول هذه الليلة التي تحاول أذربيجان تسجيلها في اليونسكو باسمها رغم أن إيران تعتبر أنها جزء من تراثها ولها تاريخ يمتد إلى 8 آلاف عام.
يظهر تقليد الاحتفال في ليلة يلدا كسائر التقاليد المتبقية من العصور القديمة، الهوية الثقافية والمظهر الثقافي لأرض ايران ويؤكد على التعايش السلمي للإيرانيين مع الطبيعة.
مع انتهاء آخر ساعة من الخريف وقدوم الشتاء، تأتي "يلدا" بشعرها الأسود الطويل وفستانها الأبيض، لتغطي على الخريف وألوانه الزاهية، وتستقبل الشتاء بفرحة، هكذا تشير الاسطورة في إيران إلى ليلة "يلدا" أو "شب يلدا" باللغة الفارسية، مشبّهة إياها بالأنثى.
جذور قديمة
يذكر محمود روح الأميني في كتابه "الطقوس والاحتفالات القديمة في إيران"، أن جذور الاحتفال بليلة يلدا يعود إلى ديانة الميترائية في إيران قبل آلاف السنين، وهي ديانة متعددة الآلهة، حيث تحدثت الأساطير عن أن إله النور تفوّق في هذه الليلة على إله الشر والظلام "أهريمن".
وفي قديم الزمان وقبل ظهور وسائل الإعلام، كانت تنقل الثقافات عبر القصص والحكايات من جيل إلى جيل، وليلة اليلدا هي فرصة ثمينة لنقل هذه الحكايات وقراءة الكتب القيّمة لجيل جديد ضمن اجتماع عائلي حميمي.
ومن أشهر الكتب التي تقرأ في هذه الليلة كتب الشعر القديمة لحافظ شيرازي وشاهنامه فردوسي (سير الملوك)، والتي تتميز بأنها تدعو الناس إلى أعمال الخير، كما أنها تروي التاريخ وشجاعة الأقدمين. ولإضفاء روح جمالية على هذه الليلة، لا بد لكل شخص من التفاؤل بتنجيم صفحة من كتاب شيرازي.
صلة للرحم
يستقبل الآباء والأجداد أولادهم في بيوتهم ويقيمون السهرات العائلية التي تستمر في بعض الأحيان حتى فجر اليوم التالي، ويعتبر التجمع العائلي طريقة تنسيهم ظلمة الليل الطويل وبرد الشتاء وتمنحهم الأمل.
وتعد ليلة "يلدا" أطول ليلة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية التي اكتشفها الإيرانيون قبل ثلاثة آلاف سنة؛ وتمتد لفترة زمنية تبدأ من غروب شمس يوم 21 ديسمبر إلى فجر اليوم التالي.
هدايا وألعاب
لا قواعد تحكم احتفال يلدا، فكل قومية تحتفل بالأنشطة والألعاب والأطعمة الخاصة بها في هذه الليلة، فهناك من يرسل الهدايا إلى بيت عروس جديدة، ومنهم من يأكل نوعا محدداً من الزبد المستخرج من الخشب في خراسان، والبعض يلعب ألعابا مختلفة كلعبة الأسماء والمشاعرة واختيار الفنجان الصحيح من بين الفناجين.