المالكي: الإخوان غيروا مفاهيم الدين من المحبة إلى تشدد محبط للعقل والضمير
قال الدكتور عبد الملك المالكي، الكاتب والباحث، أن أسلوب عمل جماعة الإخوان الإرهابية يكشف عن تنظيم أخطر مما نتصور ومما يدرك الكثيرون.
وأوضح أن الإخوان جماعة منتشرة في جميع بقاع الأرض تقريبا، ولديها القدرة على التكيف والتحول لتحقيق الهدف الأساسي، وتسعى للسيطرة على العالم في دولة الخلافة الإسلامية التي تؤمن بها.
وأشار الباحث إلى أن الإخوان في مراحل حكمهم الأولى اكتفوا بالدعوة والمشاركة، وبمجرد وصولهم لدرجة كافية من القوة أظهروا مبدأ المغالبة بالقوة ثم التمكين للسيطرة المطلقة على الشعوب، وهو ما يعني أنه من الصعب على البعض إن لم يكن الكثيرون إدراك حقيقتهم حتى مرحلة متأخرة والتي قد تكون بعد فوات الأوان.
وتابع: استطاع الإخوان تغيير شكل كل المجتمعات الإسلامية تقريبا، بعد دعوتهم المحمومة لتنقيب النساء، فبعد أن كان من المستحيل التفرقة بين المسلمين والمسيحيين واليهود أصبحت معظم النساء المسلمات المنتميات للتيارات الإسلامية منتقبات، ما أعطى صبغة جديدة للحياة في مجتمعات ودول تفوق المليار نسمة.
وأضاف: الشعب المصري على سبيل المثال تقريبا نسى الكثير من المفردات التي كان يستخدمها، واستطاع "الإخوان" استبدال هذه الكلمات المعروفة بأخريات ذات بعد ديني في غضون بضعة عقود فقط هي قدرة تفوق التصور.
واستكمل: استطاع الإخوان في فترة زمنية محدودة أن يجعلوا عشرات الملايين يحتفلون بالعقيقة بدلا من السبوع، الاحتفاء بالمولود الجديد بعد أسبوع من ولادته، مردفا: احتفالات الشعوب هو شيء تم توارثه عبر مئات السنين، إن لم يكن لآلاف، وليس من السهل تغييره، لندرك مدى قدرة الإخوان في السيطرة على عقول الناس باستخدام الدين.
وتابع: استطاع "الإخوان" في بضعة عقود تغيير اهتمام الكثيرين من الثقافة والموضة والفن إلى قراءة كتب السلف والاستماع إلى برامج شيوخ التطرف، وأصبحت الكثير من المناقشات إن لم يكن أغلبها تدور حول أمور فقهية مثل هل إظهار وجه المرأة حلال أم حرام، وهل السلام على المرأة ينقض الوضوء أم لا.
واختتم: أخطر ما فعله الإخوان في العالم الإسلامي في العقود الماضية هو تغيير مفهوم الدين البسيط والجميل من محبة الله ومساعدة الآخرين إلى أيديولوجية تفهم الدين بحرفية تحبط العقل والضمير، وتجعل الطقوس الحركية أو أداء العبادات أهم من نقاء القلوب.