رئيس التحرير
عصام كامل

طلقات الرئيس من باريس.. تصيب أهل الشر بالجنون

لم يشغلنا إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعتذر أو لم يعتذر عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن ملياري مسلم في أرجاء العالم كله يرفضونها ويستنكرونها.. في مؤتمر قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس الذي جمع الرئيسين السيسي وماكرون لم يعتذر ماكرون عن الرسوم المسيئة للرسول لكنه اعتذر عن صدمة المسلمين حول العالم، بحجة أنها ليست رسالة من فرنسا إلى المسلمين بل هي مجرد تعبير من مصور من منطلق حرية الصحافة..


ولكن ما يهمنا أن الرئيس السيسي قد أكد أن القيم الدينية أعلى بكثير من القيم الإنسانية وعندما نعبر عن رأينا لا نقول إنه من أجل القيم الإنسانية تنتهك القيم الدينية وشدد الرئيس السيسي على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة وأهمية التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات بعض العناصر المتطرفة التي تنتسب اسمًا للإسلام وتسعى لاستغلاله لتبرير جرائمها الإرهابية..

عدو خائن أخطر من عدو بائن!

على أي حال عقب نشر الرسوم بحجة حرية الرأي والتعبير كان ينبغي للسلطات الفرنسية أن تدرك أنها ليست حرية رأي بل دعوة صريحة للكراهية والعنف وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية وهناك فارق شتان ما بين الحق الإنساني في الحرية والجريمة في حق الإنسانية باسم حماية الحريات.. ما يثير الدهشة والخجل معًا أن المنصات الإعلامية المعادية لم تتناول إيجابيات الزيارة وتصريحات الرئيس السيسي المدوية في العديد من القضايا والملفات ذات الحساسية وتصريحات ماكرون الخاصة بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط والتعاون العسكري واحترام سيادة الدول ودعم الحل السياسي في ليبيا والسعي لاتفاق عادل وملزم في مفاوضات سد النهضة وإنما تناولت التشكيك في أمور لم تكن ذات فاعلية في المباحثات..

وهذه عادة أهل الشر وشياطين الأرض في محاولة لزرع الألغام وإثارة الفتن رغم إدراكهم ويقينهم أن ممارساتهم العدائية لن تفلح في التشكيك لأن المصريين يدركون مآربهم ولا مناص من مواجهتها بالترابط والوقوف بجانب القيادة السياسية التي تحقق كل يوم الانجازات في شتى المجالات محليًا ودوليًا وكانت تصريحات الزعيم من باريس بمثابة طلقات مدوية أصابتهم بالجنون.
الجريدة الرسمية