رئيس التحرير
عصام كامل

هل الأفضل صلاة السنن في البيوت أم المساجد؟.. لجنة الفتوى تجيب | إنفوجراف

صلاة السنن
صلاة السنن
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف يقول فيه صاحب"هل الأفضل صلاة السنن في البيوت أم المساجد؟"، وجاء رد اللجنة كالتالي: 


قال المرغيناني الحنفي رحمه الله: وَالأَفْضَلُ فِي عَامَّةِ السُّنَنِ وَالنَّوَافِلِ الْمَنْزِلُ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام، وقال النووي رحمه الله: إنْ كَانَتْ الصَّلاةُ مِمَّا يُتَنَفَّلُ بَعْدَهَا فَالسُّنَّةُ أَنْ يَرْجِعَ إلَى بَيْتِهِ لِفِعْلِ النَّافِلَةِ؛ لأَنَّ فِعْلَهَا فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ. 

قال ابن قدامة رحمه الله: والتطوع في البيت أفضل … ولأن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، وهو من عمل السر، وفعله في المسجد علانية، والسر أفضل. 

حكم صلاة السنة فى المنزل 
ومن أدلة الجمهور:عن زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلُّوا أيُّها الناسُ في بُيوتِكم؛ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِه إلَّا الصلاةَ المكتوبةَ». 

وفي رواية أبي داود: صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وقال القسطلاني عن حديث البخاري: يدل لأفضلية النوافل في البيت مطلقًا، نعم تفضل نوافل في المسجد منها: راتبة الجمعة، ونوافل يومها لفضل التبكير والتأخير لطلب الساعة، نص على نحوه في الأم. 

فضل صلاة السنه

وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي في بيتي أربعًا قبل الظُّهرِ، ثم يخرُجُ فيُصلِّي بالناسِ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، وكان يُصلِّي بالناسِ المغربَ، ثم يدخُلُ فيُصلِّي ركعتينِ، ويُصلِّي بالناسِ العِشاءَ، ثم يَدخُلُ بيتي فيُصلِّي رَكعتينِ. . .». 


قال النووي: فيه استحباب النوافل الراتبة في البيت كما يستحب فيه غيرها، ولا خلاف في هذا عندنا، وبه قال الجمهور وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل، وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً». 

فضل المداومة على السنن

قال المناوي: «فليجعل لبيته»: أي: محل سكنه، «نصيبا»: أي: قِسما، «من صلاته»: أي: فليجعل الفرض في المسجد والنفل في بيته لتعود بركته على البيت وأهله كما قال «فإن الله تعالى جاعل في بيته من صلاته»: أي: من أجلها وبسببها، «خيراً»: أي كثيراً عظيماً، لعمارة البيت بذكر الله وطاعته، وحضور الملائكة، واستبشارهم، وما يحصل لأهله من ثواب وبركة. 


وبناء على ذلك: فيستحب صلاة النافلة في البيت ما عدا ما شرعت في جماعة كصلاة الكسوف والخسوف وغيرهما. ما لم يخش أن ينشغل عنها لو تركها فيكون صلاتها في المسجد أفضل. 







أحكام الوضوء 
أوضح الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صحفتة الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" أبرز الأحكام الشرعية المتعلقة بالوضوء ، وذلك على النحو التالي: 

الوضوء : في اللغة هو الحُسن والنظافة،  أما الوضوء الذي يقصده الفقهاء : هو استعمال الماء الطاهر المطهر في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية. والوضوء بمثابة تأهيل من المولى عز وجل للمسلم قبل الدخول عليه ومناجاته، وقد فرض الله الوضوء في ليلة الإسراء والمعراج مع الصلاة.  وقال النبي ﷺ :  "مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الوضوء" [أحمد والترمذي]، والوضوء ضياء في أعضاء المسلم يوم القيامة كما أخبر بذلك المصطفى ﷺ حيث قال : " إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل".


أركان الوضوء 

للوضوء ستة أركان، وهي : 
1- النية : وهي لغة : القصد، وأما مراد الفقهاء بالنية : أنها قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن تراخى الفعل سمي عزماً. والنية واجبة في كل عبادة؛ وذلك لقول النبي ﷺ : « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » [متفق عليه]، بمعنى أنه يجب على المسلم في بداية وضوئه أن ينوي فرض الوضوء، أو الوضوء مطلقا، ويستحب له أن يذكر تلك النية بلسانه فيقول : « نويت الوضوء » ؛ لأن في ذكر اللسان جمع للقلب وإعانة له على النية، وإن كانت النية صحيحة إن لم يتلفظ بها فأصل النية ومحلها القلب. 


أما باقي الأركان الخمسة فدليلها قوله تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة : 6].

2- غسل جميع الوجه : وغسل الوجه الركن الثاني في الوضوء بعد النية، والوجه معروف وحدوده هي منابت شعر الرأس كحد طولي، إلى منتهى اللحيين (وهي الذقن) كحد سفلي، ومن الأذن إلى الأذن عرضا. هذه المساحة يجب على المسلم غسلها بعد النية مرة واحدة، ويستحب أن يغسل المسلم وجهه ثلاثاً للاتباع.

حكم غسل المرفقين في الوضوء

3- غسل اليدين مع المرفقين : والمقصود بالمرفق (ما يسميه الناس اليوم بالكوع) وهو وسط الذراع، ويجب على المسلم أن يغسل هذه المساحة من ذراعه مرة واحدة، والثلاثة أفضل للاتباع.
4- مسح بعض الرأس : والرأس معروفة، ويمسح من لا شعر له جزء من الرأس، أما من له شعر فيمسح بعض الشعرات من حد رأسه، ومسح جميع الرأس أولى للاتباع.

5- غسل الرجلين مع الكعبين : والكعب هو العظمة البارزة عند مفصل الساق والقدم، وليس هو مؤخرة القدم كما هو مشهور، ويجب على المسلم غسل هذه المساحة بما فيها تلك العظمة مرة واحدة، والثلاث أفضل للاتباع.

6- الترتيب : والترتيب وهو ركن يتم مع آخر الأركان تلقائياً ويبدأ مع أول الأركان؛ والمقصود به أن نرتب الأركان الخمسة المذكورة على النحو المذكور.


سنن الوضوء 

للوضوء سنن، أي أعمال يثاب عليها الإنسان إن فعلها في وضوئه، ولا يبطل الوضوء إن تركها المتوضئ، ولا يعاقب إن تركها، ودليل هذه السنن كلها وصف وضوء النبي ﷺ من الصحابة، فعن حمران بن أبان مولى عثمان قال : رأيت عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه : « تَوَضَّأَ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاَثاً فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً وَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاَثاً ثُمَّ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى ثَلاَثاً ثُمَّ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » . [أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود]، وهذه السنن  أبرزها:


1- التسمية : في أول الوضوء قبل غسل الكفين، بأن يقول : بسم الله، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، كما يسن الاستعاذة قبل التسمية، وهي أن يقول المسلم قبل البدء في الوضوء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.

2- غسل الكفين إلى الكوعين : والكوع هنا ليس الكوع المشهور، وإنما المقصود به رسغ الكف، وهما العظمتان اللتان في نهاية الكف، فيغسل المسلم هذه المساحة بعد التسمية، وقبل المضمضة ثلاثاً للاتباع.

حكم المضمضة

3- المضمضة : وهي بعد غسل الكفين، ويحصل أصل المضمضة بإدخال الماء في الفم وتركه يسقط من فمه بغير طرح منه، والأفضل تحريك الماء في الفم وطرحه ثلاثاً، فإنه أبلغ في النظافة وأولى باتباع السنة.

4- الاستنشاق والاستنثار : وهي بعد المضمضة، ويتحقق الاستنشاق بإدخال الماء في بداية الأنف وتركه يسقط، والأولى أن يجذبه بالنفس قليلاً ثم يدفعه ـ والدفع هو ما يسمى بالنثر ـ بنفسه مرة أخرى، فإنه أبلغ في نظافة الأنف واتباعا للسنة، ويفعل ذلك ثلاثاً.

5- مسح جميع الرأس : وهي بعد غسل الوجه، وقد تكلمنا في الأركان عن مسح جزء من الرأس، أو بعض شعرات منها، والأولى مسح جميع الرأس اتباعا للسنة، وله أن يفعل ذلك ثلاثاً


حكم تخليل اللحية في الوضوء

6- مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما :وهذا بعد مسح الرأس، وكيفية المسح أن يدخل السبابتين في بداية الأذن ويحركهما على الأذن من الداخل، ويمر بالإبهامين على الإذن من الخارج أي (ظاهرهما) ثم يلصق كفيه وهما مبلولتان ببطون الأذن. وهذا كله للاتباع.

7- تخليل اللحية الكثة : من له لحية كبيرة لا يرى منها البشرة، فيسن له أن يخللها بالماء، أما اللحية الخفيفة فيجب عليه أن يخللها، وله أن يخللها بأي كيفية كأن يدخل أصابعه أسفل لحيته.
8- تخليل أصابع اليدين والرجلين : والتخليل هو أن يمرر الماء ما بين أصابع يديه ورجليه بأي كيفية، فالغسل هو الواجب والتخليل سنة، إن كان الماء يصل إلى هذه المواطن بغير تخليل.


9- تقديم اليمنى على اليسرى من اليدين والرجلين : وتقديم اليمنى على اليسرى غير الترتيب، إذ الترتيب هو غسل اليدين في موضعه أما الترتيب بين اليدين فليس بركن، وإنما هو سنة والأولى فيه التيامن للاتباع فقد صح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله » [متفق عليه].

نواقض الوضوء

10- الطهارة ثلاثاً : فالتطهر ثلاث مرات سنة في المغسول والممسوح من أعضاء الوضوء، وإن كانت المرة تكفي والمرتان.

11- إطالة الغرة والتحجيل : والمقصود بالغرة والتحجيل أي غسل جزء من بداية الرأس مع الوجه، وجزء من بداية المرفقين وما يليهما في اليدين والكعبين من الرجلين، وذلك لحديث النبي ﷺ : « إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل » [متفق عليه].


12- دلك الأعضاء : أي الأعضاء المغسولة، فإن غسل العضو يتحقق بمجرد إراقة الماء عليه، أما الدلك لليدين والوجه والرجلين فهو سنة يستحب فعلها للاتباع، فعن أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ كَعْبٍ أَنَّ « النَّبِىَّ ﷺ تَوَضَّأَ فَأُتِىَ بِمَاءٍ فِى إِنَاءٍ قَدْرَ ثُلُثَىِ الْمُدِّ . قَالَ شُعْبَةُ فَأَحْفَظُ أَنَّهُ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَجَعَلَ يَدْلُكُهُمَا » [أحمد والنسائي].


13- الموالاة : وهي تتابع الأعمال بغير توقف طويل في العادة.

14- تقديم النية مع السنن القبلية : الواجب هو أن ينوي المسلم الوضوء عند غسل الوجه، أما إذا نوى الوضوء عند البسملة وغسل الكفين ليأخذ ثواب تلك السنن التي تسبق غسل الوجه كان أولى وأرجى للثواب، فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال : « إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاحر إليه » [متفق عليه] ».

دعاء الوضوء 

15- الذكر المشهور بعده : وهو أن يقول المتوضئ بعد الفراغ من الوضوء : « أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً عبده ورسوله » [رواه مسلم]

وليس هذه الأشياء كل سنن الوضوء، فمن أراد الاطلاع على سنن أكثر من ذلك له أن يطالع كتب الفقه المطولة، وإنما هذه جملة من السنن ليسهل التعرف عليها وحفظها .
الجريدة الرسمية