بدون عنوان!
زحمة الأحداث وتسارعها
والتشابه الكبير بينها جعلني غير قادر علي اختيار عنوان يعبر عّن الحالة التي أعيشها
وأنا أشاهد كل هذا الزخم العبثي في هذه الأيام الصعبة، والأبطال في كل هذه الأحداث
صفاتهم جميعا متشابهة رغم اختلاف الأحداث والظروف، لكنهم يجتمعون علي قاسم مشترك من
الكذب والغش والخداع والنفاق والتملق والوصولية والجهل والحماقة والتظاهر بالخوف من
الله، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما!
ولأن الأشخاص دائما هي صانعة الأحداث، فإني وللأسف غير متفائل علي الإطلاق، ولا أستطيع أن أبث أملا زائفا حتي ينعتني الناس بالإيجابي، حيث أصبحت لا أري شخصا يحمل طاقة ايجابية، إلا وكان صاحب مصلحة أو يسعى لمصلحة، وأصبحنا في زمن تتصالح فيه المصالح، بغض النظر عّن المبادئ والحق والعدل والأخلاق، فكل ذلك أصبح شعارات عبثية لا قيمة لها عند هؤلاء، وكان نتيجة ذلك سقوط القدوة الحقيقية في مجتمعاتنا وصعود قدوة أخرى، أستطيع توصيفها بالقدوة السامة!
أبناؤنا والصراع المحموم (١)
لقد أصبحنا في عالم لا قيمة فيه للتعليم والعلم وأصبح الكثير من ابنائنا يدرسون للحصول علي شهادة ولقب فقط، وللأسف أصبح هذا النهج عالميا، حيث تحولت قبلة القدوة الحياتية عند السواد الأعظم من أولادنا إلي أشخاص لا تستطيع القراءة والكتابة، ولكنها مشهورة وتمتلك المال ويتقرب إليها الجميع، حيث أصبح الرياضيين العالميين والفنانين واليوتيوبرز ومشاهير التيكتوك، قدوة لهم، يرتدون ملابس مثل ملابسهم ويتحدثون مثلهم وحتي طريقة حلاقة شعرهم، أنه الهوان ياسادة!
أندهشت كثيرا وأنا أتحدث مع شاب قريب مني، طالب في الصف الثالث بكلية الهندسة في واحدة من أكبر جامعات العالم بالولايات المتحدة، حيث قناعته الراسخة أن أهم شيء هو حصوله علي الشهادة من الجامعة، وهو ما تعارض مع قناعتي، وكانت اجابتي: بالطبع لا، أهم شيء هو أن تتعلم ما تدرسه وتستكمل دراستك، فبادرني بسؤال: ما هي فائدة الدراسات العليا، لماذا حصلت أنت علي الماجستير والدكتوراة، علي الرغم أنك اعتمدت في كل حياتك علي عملك الخاص بعيدا عن الجامعة..
وهو عمل لم يكن يتطلب منك دراسة ماجستير أودكتوراه، ولماذا شجعتني علي دراسة الهندسة؟ هل كنّت تريد أن تفعل شيء مختلف في هذه الحياة له قيمة تبقي للجميع، وتريد أن أكون مثلك، مثل انك أصبحت استاذا جامعيا تعلم الطلاب؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تكتفي بهذا الحلم الذي تحقق لك واتجهت الي العمل الخاص؟ وماذا تقول لطلابك إذا سألك أحدهم عّن أسباب عملك الخاص؟
واستطرد الشاب معي في حديثه الحماسي قائلا: الحقيقة أي شخص من الأشخاص غير المتعلمة والمشهورة التي تكرهها تستطيع أن تفعل أشياء مفيدة في هذه الحياة دون تعليم جيد، ودون أن تكون اساتذة في الجامعات، فكلا منهم لديهم أموالا كثيًرة والكثير منهم يخصص جزء كبير من أمواله للخدمات المجتمعية ورعاية المرضي والفقراء، فضلا عّن أي رياضي من هؤلاء يستطيع أن يرفع علم مصر في العالم كله!
احترم نفسك.. أنت تستحق!
هذا الشاب مثله مثل شباب كثرة في هذا الجيل، عقله مليء بهذه الأفكار التي تحتاج إلي مناقشة حقيقية جادة وحوار هادف وحُجة قوية، البعض منهم لم يجد حُجة حتي يستمر في الطريق الصحيح، واختاروا مسارا أخر لحياتهم، واكتفي البعض الأخر بتعليم متوسط، أو أي تعليم جامعي ذوطبيعة دراسية سهلة، وغيرهم أختار أن لا يدخل في صراعات مع أهله واستمر في طريق الشهادة وليس التعليم والنتيجة جيل معظمه جاهل وبعضه نصف متعلم والأخير أكثر خطورة علي المجتمع!
رغم اندهاشي وحزني من هذا الواقع، إلا أنني أراه نتيجة طبيعية لمجتمع عالمي يفتقد القدوة الحقيقية والقيم والأخلاق والمباديء، وهو الشيء الذي يشكل ضغطا كبيرا علي ما تزرعه الأسرة داخل الأبناء، إضافة عليهم ما يطلقون علي أنفسهم النخبة، فلم يكن غريبا علي هذا الشاب علمه أن هناك أطباء غير مؤهلين بشكل صحيح لممارسة مهنة الطب ومثلهم مهندسين وكافة المهن، بل أن الكثير منهم في مناصب كبيرة، ومعهم سلطة ونفوذ يتصارعون عليها من أجل المال والشهرة، والقاسم المشترك بينهم سردته في مقدمة المقال، وهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع أكثر من خطر محمد رمضان وحمو بيكا!
ولأن الأشخاص دائما هي صانعة الأحداث، فإني وللأسف غير متفائل علي الإطلاق، ولا أستطيع أن أبث أملا زائفا حتي ينعتني الناس بالإيجابي، حيث أصبحت لا أري شخصا يحمل طاقة ايجابية، إلا وكان صاحب مصلحة أو يسعى لمصلحة، وأصبحنا في زمن تتصالح فيه المصالح، بغض النظر عّن المبادئ والحق والعدل والأخلاق، فكل ذلك أصبح شعارات عبثية لا قيمة لها عند هؤلاء، وكان نتيجة ذلك سقوط القدوة الحقيقية في مجتمعاتنا وصعود قدوة أخرى، أستطيع توصيفها بالقدوة السامة!
أبناؤنا والصراع المحموم (١)
لقد أصبحنا في عالم لا قيمة فيه للتعليم والعلم وأصبح الكثير من ابنائنا يدرسون للحصول علي شهادة ولقب فقط، وللأسف أصبح هذا النهج عالميا، حيث تحولت قبلة القدوة الحياتية عند السواد الأعظم من أولادنا إلي أشخاص لا تستطيع القراءة والكتابة، ولكنها مشهورة وتمتلك المال ويتقرب إليها الجميع، حيث أصبح الرياضيين العالميين والفنانين واليوتيوبرز ومشاهير التيكتوك، قدوة لهم، يرتدون ملابس مثل ملابسهم ويتحدثون مثلهم وحتي طريقة حلاقة شعرهم، أنه الهوان ياسادة!
أندهشت كثيرا وأنا أتحدث مع شاب قريب مني، طالب في الصف الثالث بكلية الهندسة في واحدة من أكبر جامعات العالم بالولايات المتحدة، حيث قناعته الراسخة أن أهم شيء هو حصوله علي الشهادة من الجامعة، وهو ما تعارض مع قناعتي، وكانت اجابتي: بالطبع لا، أهم شيء هو أن تتعلم ما تدرسه وتستكمل دراستك، فبادرني بسؤال: ما هي فائدة الدراسات العليا، لماذا حصلت أنت علي الماجستير والدكتوراة، علي الرغم أنك اعتمدت في كل حياتك علي عملك الخاص بعيدا عن الجامعة..
وهو عمل لم يكن يتطلب منك دراسة ماجستير أودكتوراه، ولماذا شجعتني علي دراسة الهندسة؟ هل كنّت تريد أن تفعل شيء مختلف في هذه الحياة له قيمة تبقي للجميع، وتريد أن أكون مثلك، مثل انك أصبحت استاذا جامعيا تعلم الطلاب؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تكتفي بهذا الحلم الذي تحقق لك واتجهت الي العمل الخاص؟ وماذا تقول لطلابك إذا سألك أحدهم عّن أسباب عملك الخاص؟
واستطرد الشاب معي في حديثه الحماسي قائلا: الحقيقة أي شخص من الأشخاص غير المتعلمة والمشهورة التي تكرهها تستطيع أن تفعل أشياء مفيدة في هذه الحياة دون تعليم جيد، ودون أن تكون اساتذة في الجامعات، فكلا منهم لديهم أموالا كثيًرة والكثير منهم يخصص جزء كبير من أمواله للخدمات المجتمعية ورعاية المرضي والفقراء، فضلا عّن أي رياضي من هؤلاء يستطيع أن يرفع علم مصر في العالم كله!
احترم نفسك.. أنت تستحق!
هذا الشاب مثله مثل شباب كثرة في هذا الجيل، عقله مليء بهذه الأفكار التي تحتاج إلي مناقشة حقيقية جادة وحوار هادف وحُجة قوية، البعض منهم لم يجد حُجة حتي يستمر في الطريق الصحيح، واختاروا مسارا أخر لحياتهم، واكتفي البعض الأخر بتعليم متوسط، أو أي تعليم جامعي ذوطبيعة دراسية سهلة، وغيرهم أختار أن لا يدخل في صراعات مع أهله واستمر في طريق الشهادة وليس التعليم والنتيجة جيل معظمه جاهل وبعضه نصف متعلم والأخير أكثر خطورة علي المجتمع!
رغم اندهاشي وحزني من هذا الواقع، إلا أنني أراه نتيجة طبيعية لمجتمع عالمي يفتقد القدوة الحقيقية والقيم والأخلاق والمباديء، وهو الشيء الذي يشكل ضغطا كبيرا علي ما تزرعه الأسرة داخل الأبناء، إضافة عليهم ما يطلقون علي أنفسهم النخبة، فلم يكن غريبا علي هذا الشاب علمه أن هناك أطباء غير مؤهلين بشكل صحيح لممارسة مهنة الطب ومثلهم مهندسين وكافة المهن، بل أن الكثير منهم في مناصب كبيرة، ومعهم سلطة ونفوذ يتصارعون عليها من أجل المال والشهرة، والقاسم المشترك بينهم سردته في مقدمة المقال، وهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع أكثر من خطر محمد رمضان وحمو بيكا!