أبناؤنا والصراع المحموم (١)
يعيش كل شاب وفتاة
منذ لحظة الزواج في انتظار أن يَهبهم الله عز وجل نعمة الأبناء، هذا الحلم الجميل الذي
ينتظره بالفطرة السليمة كل زوجين طبيعيين. وحين يسمع الأب والأم بكاء مولودهما الأول
ولأول مرة، يتدفق الدم في عروقهما بغزارة، ويتصبب العرق من جبينهما، ويستطيع جميع من
حولهم الاستماع لدقات قلبهما بكل وضوح..
ومع أول مرة يطلق فيها الطفل كلمة بابا أو ماما، يتكرر هذا المشهد من جديد، وتستمر دوامات الفرح، الواحدة تلو الأخرى، مع كل محطة في حياة الطفل، المشي، الكلام، الحضانة، المدرسة، الملاهي، اللعب والكثير من الأحداث التي تبعث السعادة في حياة كل أب وأم، حتى تبدأ مرحلة حرجة في حياة أطفالنا، هي مرحلة المراهقة، يسدل معها الستار عن مرحلة الاستمتاع بالأمومة والأبوة!
ومع بلوغ الطفل ١٣ عاما، يدخل الأب والأم في منعطف خطير، السلامة فيه لا يدركها إلا من أراد الله بهم خيرا، ويحرم منها من أراد الله أن يختبرهم أو يبتليهم، فهو الأعلى والأعلم، وهو على كل شيء قدير!
الشوق!
وحتى لا أسهب في الحديث، يظل مؤشر هذه المرحلة لونه أحمر حتى يتجاوز الطفل ٢١ عاما، وبعدها إما أن يظل اللون أحمر، أو يتغير إلى الأصفر أو الأخضر، والفرق بين الألوان الثلاثة كبير، ولا أعتقد أن أي أب و أم لم يعيشوا مع أولادهم تفاصيل هذه المرحلة الحرجة، والتهبت أعصابهم كلما استمر المؤشر في اللون الأحمر!
اجتهد الكثير من أصحاب الخبرة والرأي وأساتذة التربية حول كيفية تفادي دخول الأطفال في منطقة اللون الأحمر، ولكني أرى أن الدخول فيها هو مسار إجباري منذ بلوغ الطفل ١٣ عاما ولا يمكن تفاديه، إلا إذا تم منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة والنادي ورفض أن يكون له أصدقاء وإغلاق الإنترنت وسحب الهاتف المحمول ومنع مشاهدة ما تعرضه القنوات الفضائية وغيرها، وتركيب كاميرات مراقبة في غرفته، وأعتقد أن الموت أقرب من قدرة أي أب وأم على تنفيذ ذلك!
إذا ما هو الحل؟ هل يستسلم الأب والأم، ويتركان أبناءهما في أحضان الحياة بكل ما تحمله لهم؟!
الحقيقة خلال تجربتي مع أولادي، وإبني تجاوز الأن ٢١ عاما، وابنتي ١٩ عاما حفظهم الله، أرى أن تربية الأولاد هو رزق من الله، فنحن لا نربي أبناءنا، نحن نجتهد فقط منذ نعومة أظافر أولادنا وبداية إدراكهم، في زرع تعاليم الدين الصحيح والقيم النبيلة والعادات التي تربينا عليها، ونعيد ونزيد فيها كثيرا، ونحاول بعض الأحيان أن نكون قدوة ومثل في الكثير، ونخفق في الكثير أيضا، ونحاورهم وندخل معهم في جدال مُرهق، كثيرا لا يحمل الجدية في الاستماع من جانب الأطفال، أكثر من تحمسهم و تحفزهم في الرد!
احترم نفسك.. أنت تستحق!
في النهاية الاجتهاد في إعداد طفل لديه المعطيات الهامة والأساسية للتمييز بين الحلال والحرام والصواب والخطأ، مهمة قريبة من تعليم قيادة السيارات، إشارات وقوانين مرور، واحترام التعليمات والارشادات وقواعد القيادة، ثم الامتحان، وعلي الرغم من ذلك تحدث الكثير من الحوادث، بعضها نتيجة أخطاء منا وبعضها نتيجة أخطاء من الآخرين، لكن في النهاية تقع الحادثة، ولذلك دائما نقول الحافظ هو الله، وهكذا مع الأبناء أيضا، رغم كل ما نفعله يبقى الحافظ هو الله!
وخلال هذه الفترة ذات الشارة الحمراء يعيش أبناؤنا صراعا محموما، بين ما غرسناه فيهم من معطيات، ونحن نعتقد أنها خارطة الطريق إلى الشارة الخضراء، وبين ما يعيشونه في الواقع ويختلطون به ويعتقدون أنه العالم الآخر الذي يريد آباؤهم حرمانهم منه، نتيحة معتقداتهم الخاطئة القديمة، والتي لا تتماشى مع جيلهم، وعّن هذا الصراع المحموم، نلتقي في سلسلة المقالات التالية إن شاء الله!
ومع أول مرة يطلق فيها الطفل كلمة بابا أو ماما، يتكرر هذا المشهد من جديد، وتستمر دوامات الفرح، الواحدة تلو الأخرى، مع كل محطة في حياة الطفل، المشي، الكلام، الحضانة، المدرسة، الملاهي، اللعب والكثير من الأحداث التي تبعث السعادة في حياة كل أب وأم، حتى تبدأ مرحلة حرجة في حياة أطفالنا، هي مرحلة المراهقة، يسدل معها الستار عن مرحلة الاستمتاع بالأمومة والأبوة!
ومع بلوغ الطفل ١٣ عاما، يدخل الأب والأم في منعطف خطير، السلامة فيه لا يدركها إلا من أراد الله بهم خيرا، ويحرم منها من أراد الله أن يختبرهم أو يبتليهم، فهو الأعلى والأعلم، وهو على كل شيء قدير!
الشوق!
وحتى لا أسهب في الحديث، يظل مؤشر هذه المرحلة لونه أحمر حتى يتجاوز الطفل ٢١ عاما، وبعدها إما أن يظل اللون أحمر، أو يتغير إلى الأصفر أو الأخضر، والفرق بين الألوان الثلاثة كبير، ولا أعتقد أن أي أب و أم لم يعيشوا مع أولادهم تفاصيل هذه المرحلة الحرجة، والتهبت أعصابهم كلما استمر المؤشر في اللون الأحمر!
اجتهد الكثير من أصحاب الخبرة والرأي وأساتذة التربية حول كيفية تفادي دخول الأطفال في منطقة اللون الأحمر، ولكني أرى أن الدخول فيها هو مسار إجباري منذ بلوغ الطفل ١٣ عاما ولا يمكن تفاديه، إلا إذا تم منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة والنادي ورفض أن يكون له أصدقاء وإغلاق الإنترنت وسحب الهاتف المحمول ومنع مشاهدة ما تعرضه القنوات الفضائية وغيرها، وتركيب كاميرات مراقبة في غرفته، وأعتقد أن الموت أقرب من قدرة أي أب وأم على تنفيذ ذلك!
إذا ما هو الحل؟ هل يستسلم الأب والأم، ويتركان أبناءهما في أحضان الحياة بكل ما تحمله لهم؟!
الحقيقة خلال تجربتي مع أولادي، وإبني تجاوز الأن ٢١ عاما، وابنتي ١٩ عاما حفظهم الله، أرى أن تربية الأولاد هو رزق من الله، فنحن لا نربي أبناءنا، نحن نجتهد فقط منذ نعومة أظافر أولادنا وبداية إدراكهم، في زرع تعاليم الدين الصحيح والقيم النبيلة والعادات التي تربينا عليها، ونعيد ونزيد فيها كثيرا، ونحاول بعض الأحيان أن نكون قدوة ومثل في الكثير، ونخفق في الكثير أيضا، ونحاورهم وندخل معهم في جدال مُرهق، كثيرا لا يحمل الجدية في الاستماع من جانب الأطفال، أكثر من تحمسهم و تحفزهم في الرد!
احترم نفسك.. أنت تستحق!
في النهاية الاجتهاد في إعداد طفل لديه المعطيات الهامة والأساسية للتمييز بين الحلال والحرام والصواب والخطأ، مهمة قريبة من تعليم قيادة السيارات، إشارات وقوانين مرور، واحترام التعليمات والارشادات وقواعد القيادة، ثم الامتحان، وعلي الرغم من ذلك تحدث الكثير من الحوادث، بعضها نتيجة أخطاء منا وبعضها نتيجة أخطاء من الآخرين، لكن في النهاية تقع الحادثة، ولذلك دائما نقول الحافظ هو الله، وهكذا مع الأبناء أيضا، رغم كل ما نفعله يبقى الحافظ هو الله!
وخلال هذه الفترة ذات الشارة الحمراء يعيش أبناؤنا صراعا محموما، بين ما غرسناه فيهم من معطيات، ونحن نعتقد أنها خارطة الطريق إلى الشارة الخضراء، وبين ما يعيشونه في الواقع ويختلطون به ويعتقدون أنه العالم الآخر الذي يريد آباؤهم حرمانهم منه، نتيحة معتقداتهم الخاطئة القديمة، والتي لا تتماشى مع جيلهم، وعّن هذا الصراع المحموم، نلتقي في سلسلة المقالات التالية إن شاء الله!