رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماردونا وأسطورته!

يتساءل البعض مندهشا من ذلك التكريم الذى ناله مارادونا ليس فى بلده الأرجنتين وحدها وإنما فى معظم أنحاء العالم، رغم إنه لم يكن كإنسان نموذجا طيبا يحتذى، بل ارتكب الكثير من الأخطاء والخطايا .. وهؤلاء معهم بالطبع كل الحق فى دهشتهم هذه لأن ماردونا الإنسان لم يكن سلوكا قويما داخل الملعب أو خارجه!


وقد علل البعض ذلك التكريم الكبير الذى ناله مارادونا، حيّا وميتا، بأن الناس غفروا له أخطاءه وخطاياه بسبب موهبته الفذة ومهارته الكبيرة كلاعب كرة، والتى أدخلت البهجة والفرح فى نفوسهم، بل والتى جعلت أهل الأرجنتين يَرَوْن إنه ثار لهم رياضيا من الإنجليز الذين سبق أن هزموا بلادهم عسكريا!

مجرد سؤال!

وقد يكون ذلك صحيحا بعض الشيء لأن مهارة مارادونا كلاعب كانت ضخمة وكبيرة وتراكمت له جماهيرية واسعة داخل وخارج بلاده.. غير إننى أرى أن هناك سببا آخر يسبق ذلك يكمن وراء هذا التكريم الشعبى الذى ناله مارادونا داخل بلاده، ويتمثل فى أن معظم الأرجنتين رأوا فيه إنه واحد منهم..

فهو كان ينتمى لأسرة فقيرة فى الأرجنتين، وتصرف طوال سنوات عمره الستين كإنسان عادى بسيط، رغم الشهرة العالية التى نالها والنجومية الفائقة التى حظى بها.. والأغلب أن الناس غفروا للأسطورة مارادونا أخطاءه وخطاياه لهذا السبب، خاصة وإنه لم يخفيها، ولم يدع يوما إنه مثالى أو بلا أخطاء وخطايا أو إنه إنسان كامل الأوصاف، لدرجة إنه اعترف بهدفه الشهير الذى سجله فى مرمى منتخب بريطانيا بيده، وقال إنها يد الله، بينما قال البريطانيين إنها يد الشيطان!  
Advertisements
الجريدة الرسمية